مقالات متنوعة

جنقول .. أبعد عن قائمة التفشيل


محافظ البنك المركزي الجديد جداً.. كان يمكن أن يستمر محافظاً بعد رحيل حازم وحتى الآن قبل أن يصل سعر الدولار العشرين ألف جنيه..
> هذا لو كان بإمكانه وصلاحياته أن يلغي السياسات النقدية سبب الأزمة بحمل الحكومة على التراجع عنها..
> والبحث عن مصادر مالية لتعظيم الموازنة لتغطية كل صرفها منها.. بدلاً عن الضغط على قيمة العملة بأساليب الصرف خارجها..
> لكن المحافظ الجديد لعله سيبدأ إدارته للبنك المركزي من محطة وصول سعر الصرف إلى تسعين ألف جنيه..
> فهل سيبدأ سلفه مستقبلاً إدارة البنك من محطة وصول سعر الدولار إلى المائة وتسعين ألف جنيه..؟
> فقد جرت العادة النقدية على أن يخلف كل محافظ جديد سلفه ويرث منه قيمة منحطة جداً للعملة الوطنية.. ولا أدري علاما يحافظ المحافظ؟..
> وقيمة العملة الوطنية تتراجع برفض تراجع رئاسة الجمهورية عن فرض السياسات النقدية السالبة التي ظلت موروثة للمحافظين..
> ومنصب المحافظ كم كان راتبه قبل عامين فقط .. وكم هو الآن بعد أن اقترب سعر الصرف إلى المائة ألف حنيه..؟
> فمن الوجيع من أهل السلطة الذي يمكن أن يجلس إلى الخبراء الاقتصاديين والإعلاميين الاقتصاديين ويستمع إلى وصفة علاج المشكلة..؟
> والخبراء الاقتصاديون في مواقع القرار مثل محافظ البنك و وزراء المالية والتجارة والاستثمار، دورهم لا يتعدى أن يكون دور مديري مكاتبهم.. فقط تنفيذ ما يلقنون به..
> فهل المناصب هذي فقط لأكل العيش والثراء والجلوس مع الرئيس (وهو أيضاً رئيس لجنة ضبط سعر الصرف) والمكانة الاجتماعية..؟
> كله يتحقق للمحافظين عبر الزمن.. لكن لا تتحقق منهم إزالة العوامل الأساسية السلبية التي تسبب تواصل انخفاض قيمة الجنيه السوداني وارتفاع الغلاء.. فعدم استقلال البنك المركزي هو المشكلة.
> ودونكم أمريكا التي تعاني من قوة وارتفاع الدولار كما يعاني الإنسان من زيادة كمية الدم في جسده.. وللحكاية بقية سنحكيها .. وهي أطرف حكاية اقتصادية..
> فهي ليست دولة إسلامية.. لكن بنكها المركزي مستقل من السياسات الرئاسية النقدية السالبة. .
> فإن ترمب الرئيس الأمريكي يشكو مُر الشكوى من البنك المركزي الأمريكي ويسمونه مجلس الاحتياطي الفدرالي..
> ترمب قال في تغريدة من تغريداته الوهمية على طريقة (ماشين في الطريق الصحيح)،
> قال ترمب في تغريدته يوم 24 ديسمبر الماضي(إن المشكلة الوحيدة لاقتصادنا هي مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي).
> وهذا يعني أن البنك المركزي هنا مستقل.. لكن هنا يقولها صابر محمد الحسن..وليس رئاسة الجمهورية طبعاً.. فهي تفرض عليه تحديد سعر رسمي واستدانة منه غير مرتجعة أو متأخر إرجاعها..
> فقد قال صابر يوم خطاب الطوارئ وقبله بساعات قليلة جداً بأن سبب الأزمات هو عدم استقلالية بنك السودان المركزي..
> وخطاب الطوارئ في شقه الاقتصادي استبقى السياسة النقدية السالبة وهي سبب الاحتجاجات التي تولدت منها فكرة الطوارئ..
> إذن.. جنقول لو لم يبدأ بمسألة الاستقلالية هذي.. فسيضع اسمه في قائمة (التفشيل) مثل سلفه.. فكل محافظ يفشله تفشيلاً عدم استقلالية البنك..
> وسيأتي خلفه في وقت يصل فيه سعر الصرف المائة وتسعين ألف جنيه.. ويضاعف له الراتب والامتيازات وإذن صرف الوقود..فتراجع قيمة العملة يتحمل كوارثه غيره .. وهم أغلبية الشعب..
> فغلاء الأسعار ستتصاعد حدته وتبيع الناس بيوتها وأثاثها وملابسها لو أرادت أكل الحلال..
> ويكون المحافظ فقط حافظ على السياسات النقدية الرئاسية السالبة المفروضة عليه لأن الرئاسة تترأس لجنة ضبط سعر الصرف أو كانت ..و هو في هم آخر .. ونرجو أن يكون جنقول مختلفاً..
> ليستطيع الشباب الزواج ويغنون لهم في أفراح زواجهم (حليوة يا بسامة)، فإن المحافظ الجديد من شمال كردفان الغرة أم خيراً برة..
-لا تضف كلمة (جوة) فالخير أصلاً فاض في الداخل وهي كلمة زائدة وحشوة بدون ضرورة..
غداً نلتقي بإذن الله ..

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة