مقالات متنوعة

(جنقول) تستغرب أم تصدق ؟


الدولار الأمريكي يسبب لواشنطن في نظر ترمب ما يمكن أن تسببه نسبة الدم الزائدة في جسد الإنسان . .فهو يهرع إلى الطبيب لانقاصها و غيره يحتاج إلى دم..
> ترمب قال : إن سعر صرف الدولار اقوى من المستوى المعقول بسبب سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي ( البنك المركزي )
> وهو يرى بذلك أن الدولار لا ينعكس بشكل ايجابي على الاقتصاد الأمريكي. .وطبعاً الاقتصاد الأمريكي يعتمد على استيراد خام كل شيء و تصديره مصنعاً مثل زيوت السيارات و الطائرات و كل المحركات و وقودها..
> و الاستيراد تحت التهديد بالقوة الأمريكية ..أو التهديد باحتمال استخدام قوة أخرى حتى لو كانت وهمية مثل القوة الإيرانية..
> يرى ترمب _ كما قال _ أن الصعود الكبير للدولار لا يساعد في اقامة اعمال تجارية مع الدول الأخرى ..
> قال :اريد دولاراً قوياً ..لكن اريده دولاراً مفيداً لبلدنا و ليس دولاراً قوياً لدرجة تمنعنا من التعامل مع الدول الأخرى.
> و السياسة النقدية التي نريدها هنا في البنك المركزي السوداني يا ( جنقول )نجد أن ترمب يعترض على ممارسة البنك المركزي الأمريكي لها..فهو يتشدد فيها جداً ..
> و يرى أن ذلك يسهم في قوة الدولار و يضر بقدرة الولايات المتحدة على المنافسة ..ترى لماذا يرفض ترمب زيادة نسبة دم قيمة الدولار في جسد الاقتصاد الأمريكي ..؟
> هو يرى أن العملة الضعيفة غالباً ما تعزز قدرة صادرات البلد على المنافسة ..هو لا يقصد ضعف الدولار بالسياسات النقدية و المالية و التجارية و الاستثمارية السالبة كما عندنا في السودان..
> المقصود هو أن يكون سعر الصرف للدولار هناك اضعف مما اوصله إليه البنك الأمريكي بتشديد السياسة النقدية..
> و المقارنة الآن بين السودان و بين أمريكا على صعيد النظام النقدي هي أن السودان مثل مريض هزيل يحتاج إلى دم كثير ..و أن أمريكا مثل شخص افرط في تناول المواد الغذائية فاحتاج إلى التخلص مما احتاجه المريض ( السوداني )
> أي أن تشديد السياسة النقدية نحتاجه في السودان بشدة ..و هو يبدأ _ كما تعلمون _ باستقلال البنك المركزي من رئاسة الجمهورية كقيمة ديمقراطية ..و الغاء سعر الصرف الرسمي بتعويم الجنيه بعد اجراءات نقدية و مالية و تجارية و استثمارية تسبق الالغاء ..
> منها الغاء تجنيب الاموال العامة و تقييد مصروفات الاستيراد بحجم الاحتياطي من النقد الأجنبي ..و تقييد الاستثمارات القادمة من الخارج بانتاج المنتجات التي تكون للتصدير .
> لكن البنك المركزي الأمريكي ( المستقل ) يعجبك .. فهو يتجاهل دعوات ترمب .. فهو مستقل عن ترمب و عن رئاسة الدولة بحكم القيم الديمقراطية. .حتى نكف عن الحديث عن التحول الديمقراطي..
> و ترمب لم يستطع اصدار مرسوم رسمي يوجب على البنك المركزي هناك تنفيذه ..لأنه مستقل ..بل راح يغرد في العالم الافتراضي ..فقد نشر تغريدة في تويتر في يوم 24ديسمبر الماضي ..
> قال في تغريدته بأن ( المشكلة الوحيدة لاقتصادنا هي مجلس الاحتياطي الفيدرالي ) أي البنك المركزي.. قال ذلك لماذا ..؟
> لأن البنك المركزي هناك يمارس سياسة الافراط في تقوية الدولار. .و هنا في السودان نجد في البنك المركزي ممارسة سياسة التفريط ..و هي مبنية على تآكل الاحتياطي من النقد الأجنبي عن طريق تحديد السعر الرسمي و تجنيب الاموال العامة و سوء سياسة التجارة الخارجية و الاستثمار..
غداً نلتقي بإذن الله…

خالد حسن كسلا
صحيفة الإنتباهة