تفاصيل خدعة ” مابين عد بابكر والمندرة ومانهاتن”
في مطلع الألفية ونهاية التسعينيات، حضرت إلى السودان في إجازة من المُغتَرب بعد غياب دام لنحو خمس سنوات.
ولهوس المغتربين في الإستثمار في الاراضي والعقار أرشدني أحد الأصدقاء لشراء اراضي بمنطقة استراتيجية لها مستقبل عظيم إذ سيقوم قربها المطار الدولي الجديد للعاصمة السودانية الخرطوم.
تلقفت الفكرة بحماس، وذهبت إلى مكاتب عقارات بـ “حلة كوكو” بالخرطوم، ولم يصدق أن يظفر بي أحد السماسرة الفطاحلة.
طوت سيارتنا الأرض، بعد أن سرقت نداوة وجهي الهجير، لتقف على أرض خلوية جرداء بمنطقة عد بابكر شرقي الحاج يوسف، وطفق السمسار يتغزل في الأرض وهو يشير لسور المطار الحلم، ويقول أن هذه ستصبح بمثابة حي العمارات الحالي المقابل للمطار، ولن تبيعها بعد أشهر إلا بالدولار، ثم ساعده صاحب الأرض الذي طق صدره مقترحا عليا فوق هذه الأرض مصاهرة بزواج، وظلا أحدهم يخت والآخر يشيل مفرطين في المديح.
ومع أشعة الشمس الحارقة التي كانت تلفح وجوهنا وحديثهم الحالم عن مستقبل الأرض الواعد، أغمضت عيناي لأجد نفسي وأنا بين ناطحات مانهاتن بنيويورك، دلفت بسيارتي إلى مرآب السيارات، وقبل أن تلامس قدماي الأرض، يتجه نحوي شاب أنيق يرتدي بدلة رسمية مع ربطة عنق، يحييني باحترام مرحباً سيدي نعم أعرفك أنت من سكان الطابق الـ 220 أنا هنا لمساعدتك، يحمل عني حقيبتي الصغيرة ويتجه بي على سلالم كهربائية إلى مصعد زجاجي انطلق بنا كالريح، وأنا أطل من فوق السحاب على مدينة نيويورك الصاخبة ومعالمها الباذخة الجمال، في دقائق معدودة وجدت نفسي أمام باب شقتي الفخيم ثم يودعني مساعدي وينصرف.
وأنا أهم بالدخول، أدخل يدي المتجمدة من برودة الطقس في جيب مِعطَفي باحثاً عن الدفء، ثم أفتح عيناي لتمرير بطاقتي الذكية لفتح باب الشقة، لأجد نفسي تحت لهيب الشمس بين سمسارين في صحراء “عد بابكر”!
صرفت النظر بعدها عن شراء الثلاثة آلاف متر، وما أن يمر عام أو بعضاً منه لتصرف الحكومة نفسها عن موقع المطار شرقي الحاج يوسف، لينتقل إلى جنوب أمدرمان، وترتحل معه أحلام مخططات مدينة درة المطار ومدينة المندرة درجة اولى مقابل المطار الجديد الذي روج لها بـ ” الإستثمار المضمون”.
ليُفاجأوا بعدها بأعوام أن تطور المنطقة سيؤجل لنحو نصف قرن أو يزيد ، قد لا يحضره حتى الأحفاد، وينقلب إسم “المندرة” بين عشية وضحاها إلى “المقلبة”، ليتكرر ذات السيناريو الذي عشته قبل عقدين، ليؤكد لنا أن الأحداث ستظل نفسها “هي هي” دون تطور أو تقدم في السودان ولو بعد مائة عام.
والله المستعان
بقلم : ابومهند العيسابي
الخرطوم (كوش نيوز)
ممكن الناس الاشترو ارفعو قضيه ضد الولايه وبطالبو بتعويضات اراضي في مكان اخر ما دام الشغله لف ودوران
عام 2014 اشتريت قطعة جمب مطار صالحة المقترح بحوالي 10 الف ريال سعودي من السفارة في الرياض .
يعني 230 الف جنيه بسعر اليوم .
ويقال ان القطع الان ب 50 الف فقط او اقل.
وقبل هذه وتلك كانت هنالك مدينة المال والأعمال ومدينة النور التي تقبع الآن في قاع بحر أبيض عند كل فيضان وكان مشروع سندس وكان وكان ،، وكانت ايضا الخديعة للمغتربين الذين ينحتون الصخر بأظافرهم ليل نهار من أجل حياة افضل لذويهم ، كل متر من تلك الأراضي وكل قطعة تعيش ورائها سيل من المآسي والأحزان والغبن وجيش من الكراهية التي تراكمت ضد هذا الشيطان الذي سكن بيننا وتمكن من رقاب المساكين خلف كل خديعة وكل سرقة نجد سبابة مرفوعة بهي لله هي لله ، وعصاة مشرئبة لعنان السماء بالله أكبر الله أكبر ،فحسبنا الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم عليه توكلنا واليه انبنا . اللهم اجعلها عليهم حسرة ليوم يبعثون ، حسرة في جسدهم واجساد ابنائهم واهليهم تعذبهم بها حتى ترث الأرض ومن عليها وكل من شايعهم ونافقهم وكتم كلمة حق فيهم
اللهم آمين
ما يحيرني في اهلي السودانيين هو مزاج الاختيار – بسبب اني اري انه في بقية الدول ليست هنالك رغبة في السكن قرب المطارات لما يترتب عليها من ضجيج للطائرات في الاقلاع والهبوط وكذلك مخاطر الحوادث – الا انني اري في بلدي انه كلما ازداد الضجيج وخطر الحوادث كلما ارتفعت قيمة الارض او العقار …………يا ليت مهندس يشرح لينا عشان نفهم
صدقت والله يا أبو الزينة فعلاً مزاج غريب، ويحتاج لطبيب نفسي وليس مهندس، فعلاً نحن نحتاج لعلاج نفسي لأننا نمشي وراء السماسرة والذين في أغلبهم فاقد تربوي لم ينال ولو القليل من التعليم، أضف إلى ذلك المسؤولين في الدولة وخاصة عديمي الذمة منهم فهم أيضاً لهم دور في ترويج هذه المشاريع، اللهم أصلح حالنا وأحوالنا وأبدلنا بحكامنا خيراً منهم عاجلاً غير آجل ياقادر ياكريم.