تحقيقات وتقارير

الوطني و “الإطار المفاهيمي” .. تفكيك سياسات أم تحديد قضايا؟


ظَلّ رئيس المؤتمر الوطني المُفوّض أحمد هارون بعد تَكليفه يُكرِّر مصطلح (الإطار المفاهيمي) للحزب والذي سيكون في إطار ورقة تقدم إلى هيئة الشورى للمؤتمر الوطني، الذي دعا له المكتب القيادي للحزب أخيراً لمناقشة ذلك الإطار في المرحلة المُقبلة باعتباره يُشكِّل الرؤية الكلية للتنظيم، وعكف المكتب القيادي لثلاثة اجتماعات في نقاشٍ واستكمال حواره العَميق ونقاشه لتلك الورقة، وفي ذلك قرّر تكوين عددٍ من اللجان في المحاور المُختلفة للورقة المفاهيمية.

مفاهيم عميقة

قد يرتكز الإطار المفاهيمي للبرنامج على فكرة القدرة الوظيفية، ويمكن أن تقدم الورقة الإطار المفاهيمي للبرامج التي تعالج الدعم الإداري في إدارة القطاع العام، فهــذا النهـــج يمثل الإطار المفاهيمي للمنظمة وأساساً ألزم لعملية أصبحت الحاجة إليها ماسة.

الإطار المفاهيمي استراتيجية طويلة الأجل تحدد الأهداف العامة والمبادئ الأساسية.

إدارة الحزب

ورغم أن الإطار المفاهيمي للمؤتمر الوطني بحسب مراقبين يهدف لإحداث مراجعات عميقة لعلاقات الحزب الأفقية والرأسية، إلا أن البعض يرى أن الحديث عن الإطار المفاهيمي القصد منه تلمس الجوانب الأساسية لمُشكلة الحزب للتعاطي مع مُبادرة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير التي أطلقها للقوى السياسية، الى جانب تلمس المشاكل التي يُعاني منها والتي أدّت إلى كل تلك الأزمات، ونظر البعض إلى الإطار المفاهيمي على أنّه صورة من صور إدارة الحزب من خلال رؤية فكرية للقضايا التنظيمية والسياسية.

فاعلية الأمانات

ويرى المحلل السياسي البروفيسور علي الساعوري، أن الحديث عن الإطار المفاهيمي لأي حزب سواء كان في الحكومة أو المُعارضة يُفترض أن يقوم على المُؤسّسية الكاملة، وأن تتخذ من القرارات عبر المُؤسّسية، وقال لـ (الصيحة): عندما أقول المؤسسية الكاملة نعني بها أمانات الحزب المُختلفة التي تقوم بالدراسات وتقدم البدائل، تلك هي القيادة، بعد ذلك تصبح راسخة، والتي تقدم المفاهيم للحزب، بالتالي هذا هو المقصود من الإطار المفاهيمي إلا أن يكون قاصداً أشياءً غير ذلك، ويقول الساعوري إنّ الأمانات كانت موجودة في المؤتمر الوطني، إلا أنها لم تكن فاعلة، بمعنى ليست هي صاحبة المُبادرة، وليست هي التي تتابع تنفيذ سياساتها.

الإطار السياسي

ويشير الساعوري إلى أن استخدام تلك المفردات والمفاهيم استخداماً صحيحاً سوف تضيف لك، أما اذا اُستخدمت استخداماً نظرياً فقط سوف تخصم منك، بالتالي تلك مشكلتها، وقال: لا بُدّ من أن تتأكد أنها سوف تضيف لك بدلاً من أن تخصم منك، ويعترض الساعوري على استخدام لغة المفردات الرفيعة في عالم السياسة التي قد تضر بها، وقد تخلت عنها السياسَة الى لغة يفهمها العامة، وقال: هي ليست لغة رفيعة، وإنما عبارات أو تعابير مُبهمة أو غامضة أو حمالة أوجه، في الغالب يتم الاعتماد على هذه المفاهيم، ولكن لا تفسر ولا تحدد معانيها هذه القضية، والذي يأتي بمفهوم غريبٍ ولا يفسره، قد يريد إدخال الناس في متاهةٍ ويتوه (رقبته).

القدرة والإمكانات

قد يُفسِّر البعض، الإطار المفاهيمي للبرامج بأنه يقوم على فكرة القدرة والتطبيق، ولكن الساعوري يطرح السؤال على ماذا تعمل البرامج؟ يقول: حتى تقدم إلى الجمهور بأن لديك القدرة والإمكانات للإحساس بمشاكل الناس، وتحقيق ذلك في شكل برامج، لجهة أنّك تَعمل في عملٍ حزبي وحتى يتحقق الحزب أنك فعلاً مُتابع لقضايا الناس، وبالتالي عندما لا تُتابع قضايا الناس، لا تكون لديك فرصة في المستقبل، الوظيفة الأساسية للحزب أن يأخذ بقضايا الناس ويقدم برامج مُختلفة لحلها.

لغة الخطاب

ودعا المحلل السياسي والإعلامي د. ربيع عبد العاطي في حديثه لـ(الصيحة) إلى ما أسماه تفكيك المفاهيم والمصطلحات لتستوعب عقول المُتلقين، وأكد أنّ الإطار المفاهيمي مصطلحٌ استخدم في إطارٍ ضيِّقٍ من الناس، بيد أنه انتقد لغة الخطاب، التي قال إنها قد لا يستوعبها البعض وهي ضارة بالمتلقين، وقال: قد يقصد به أي الإطار المفاهيمي جملة الأفكار والآراء وغيرها التي تُفسِّرها البرامج للأمانات.

منظورٌ عامٌ

ولعلّ المُستقبل الذي تصبو إليه العضوية هي الإطار المفاهيمي لأيِّ منظور سياسي، والذي ينبغي أن يجسد في الإطار والمؤشرات ويتوجب عليه، تحديد فجوة الترابط والتداخل والفجوات بين تلك المُكوِّنات.

تقرير: صلاح مختار
الخرطوم (صحيفة الصيحة)