بلومبيرغ: هل قتل قرار ترامب بشأن الجولان الخطة الأميركية للسلام بالشرق الأوسط؟
رأي تقرير في موقع بلومبيرغ أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية ربما تسبب في موت ما قبل الولادة لخطة السلام الأميركية للشرق الأوسط المسماة أميركيا “صفقة القرن” التي ظلت واشنطن تحشد لها الدعم العربي بشق الأنفس.
وجاء في التقرير الذي كتبه مدير مكتب بلومبيرغ الأميركية بالسعودية غلين كاري أن ترامب بقراره بشأن الجولان سيفقد حلفاءه العرب الذين يعتمد عليهم لدعم الخطة المذكورة.
وأضاف الكاتب أن القرار بشأن الجولان يأتي بعد أن أغضب ترامب كثيرا من الدول العربية بقراره نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ووقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
خزعبلات
وقال كاري إنه ووفقا لآراء كثير من كبار الدبلوماسيين والمحللين في واشنطن ليس من المتوقع أن تدعم السعودية ومصر -الدولتان الرئيسيتان بشأن الدعم العربي- صفقة السلام التي أعدها جاريد كوشنر صهر ترامب والمفاوض الرئيسي لواشنطن بشأن السلام ياسون غرينبلات، ناسبا إلى أحد الدبلوماسيين وصفه للصفقة بأنها “خزعبلات” وإثارته الشكوك بشأن حرص ترامب على تسوية متفاوض عليها بين إسرائيل والفلسطينيين.
”
بول سوليفان: توجيه ضربة للعرب بهذا الحجم لن يدفعهم للاقتراب من طاولة المفاوضات
”
ونقل الكاتب ما قاله الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمركز جورج تاون للدراسات الأمنية بول سوليفان عن أن توجيه ضربة للعرب بهذا الحجم لن يدفعهم للاقتراب من طاولة المفاوضات، مشيرا في نفس الوقت إلى أن ترامب لديه فرصة للتودد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لدى زيارته واشنطن الأسبوع المقبل.
وقال كاري إن قادة السعودية -التي زارها كوشنر في فبراير/شباط الماضي والتقى فيها بكل من الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان- مثلهم مثل كل المسؤولين العرب يدركون أن شعبهم يقف بقوة مع فلسطين، وأن أي خطوة نحو التطبيع ستعزز موقف المعارضة السعودية بما فيها “المجموعات الإرهابية” مثل تنظيم القاعدة.
بيد الفلسطينيين وحدهم
وأشار الكاتب إلى أن محمد بن سلمان -الذي تعول عليه إدارة ترامب كثيرا في إنجاح صفقتها للسلام- لا يستطيع دعم هذه الصفقة.
ونقل عن مايكل ستيفنس الباحث في دراسات الشرق الأوسط بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة قوله إن هناك حقيقة أساسية وحيدة هي أنه إذا لم يوافق الفلسطينيون على الصفقة فلن يستطيع بن سلمان قبولها بالنيابة عنهم.
وقال إن الفلسطينيين يرون أن صفقة كوشنر ليست بحاجة للإعلان عنها كما قال وزير الخارجية بالسلطة الفلسطينية رياض المالكي، لأنها حاليا تشهد آخر خطوات تنفيذها.
ومضى كاري يقول إن ترامب أعلن من قبل أن على إسرائيل أن تقدم تنازلات في أي عملية للسلام، لكن لا توجد حتى الآن أي مؤشرات على طبيعة هذه التنازلات، وأعرب عن اعتقاده أن الصفقة التي تكرر تأجيل الإعلان عنها مرات عدة لن تعلن إلا بعد الانتخابات الإسرائيلية في التاسع من الشهر الجاري.
الجزيرة الاخبارية