مقالات متنوعة

قصة وتاريخ سجن كوبر بالسودان.. لماذا أودع به البشير؟


ذكرت مصادر أمنية سودانية اليوم الأربعاء، أنه تم نقل الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، إلى سجن كوبر في مدينة بحري بالخرطوم.

وذكرت وكالة “رويترز”، نقلاً عن مصدرين من عائلة البشير، أنه تم نقل الرئيس السوداني السابق إلى سجن كوبر في العاصمة الخرطوم في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء.

قصة وتاريخ إنشاء سجن كوبر تعود إلى سنوات طويلة تناهز 116 عاما، حيث شيده الإنجليز بتعليمات من الجنرال “كتشنر” خلال احتلالهم للسودان، وأقيم على مساحة كبيرة من الأراضي تبلغ 5 آلاف متر مربع، ثم جرى تصميمه على شكل هندسي يحاكي سجون بريطانيا، وافتتح في العام 1903.

أطلق عليه اسم كوبر كما تقول الروايات نسبة للجنرال الإنجليزي كوبر الذي تولى مهمة القائم بأعمال إدارة السجن، وعرف بصرامته وقسوته الشديدة، وأطلق اسمه على المنطقة التي بني بها السجن بعد ذلك، وسميت بحي كوبر، فيما تقول رواية أخرى إن الاسم يعود لرتبة عسكرية كانت تطلق على صف الضباط في عهد الإنجليز وهي كوبرول، وكانوا هؤلاء يعملون في المراكب الشرعية لكن الناشطة السودانية تهاني أبو شيبة أكدت لـ”العربية.نت” صحة الراوية الأولى.

وتضيف أن السجن اشتهر بكونه المعتقل الذي يزج فيه معتقلو الرأي والمعارضون السياسيون، وكانت أول دفعة سجناء به من السودانيين الذين أبعدتهم السلطات المصرية بتوجيهات من القصر الملكي لانتقادهم ملك مصر وقتها، مشيرة إلى أن السجن شهد عمليات إعدام للمعارضين في انقلاب 1971، وزج فيه الرئيس السوداني عمر البشير بجميع معارضيه عقب استيلائه على الحكم في العام 1989.

يضم السجن كما تقول أبو شيبة عدة أقسام للمسجلين جنائيا وكبار الموظفين ومعتقلي الرأي، مضيفة أن المطرب السوداني الشهير محمد وردي غني للسجن في انتفاضة مايو من العام 1985.
وقال قصيدة الشاعر محمد الفيتوري

أصبح الصبح
ولا السجن ولا السجان باقي
وإذا الفجر جناحان يرفان عليك
وإذا الحزن الذي كحل هاتيك المآقي
والذي شد وثاقا لوثاق
والذي بعثرنا في كل وادي
فرحة نابعة من كل قلب يا بلادي.

وأضافت أن تلك الأغنية ظلت أنشودة مرادفة لكافة السجون والمعتقلات التي يتم تحطيمها مثل ما حدث في مارس 1988 عندما قام الرئيس الليبي معمر القذافي بهدم السجون وإطلاق سراح المعتقلين وإصدار العفو العام وقاد أحد جرارات هدم أحد السجون آنذاك، وهو يردد قصيدة وأغنية أصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باقي.

وعن سبب إيداع البشير بهذا السجن تقول الناشطة السودانية إن القرار له دلالة رمزية، فهو يعني أن السجن سيئ السمعة الذي زج فيه البشير بمعارضيه، من قادة الرأي والفكر والعمل السياسي، أصبح الرئيس السابق أحد نزلائه، وهو ما يفهم منه أنه القصاص، وأن المجلس الانتقالي يريد أن يقول سنقتص للشعب، وسنودع رموز النظام السابق في سجن كان يقبع به جميع ضحايا هذا النظام وكان اسمه يثير الرعب في نفوس السودانيين.

العربية الاخبارية