مقالات متنوعة

مقال بفايننشال تايمز: في السودان.. المحتجون يغرسون بذور التغيير


قالت صحفية تعمل في القناة الرابعة الإخبارية البريطانية إن السودان لم يتحرر بعد من قبضة الحكم العسكري رغم الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير في انتفاضة شعبية.

لكن يسرى الباقر -وهي كاتبة سودانية تقيم في المملكة المتحدة- ذكرت في مقالها بصحيفة فايننشال تايمز أن بذور التغيير قد غرست حقا في السودان، وأن المحتجين وجدوا مكانا آمنا لهم أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في العاصمة الخرطوم.

واستهلت الباقر مقالها بمقدمة مشحونة بالعاطفة سردت فيها كيف أن السودان بدا لهم مختلفا عندما كانت الطائرة التي أقلتهم من بريطانيا تهم بالهبوط في مطار الخرطوم الدولي.

وتقول في ذلك “المزارع بدت أكثر اخضرارا، وسحابة من الضباب الرقيق تغطي سماء العاصمة الخرطوم”.

وتضيف أنه ما إن بدأت الطائرة تحط في المطار حتى علت حناجر الركاب بالتهليل وترديد هتافات ثورية “فجميعنا يزور سودان ما بعد البشير لأول مرة”. وتتابع الباقر أنها لم تعرف سودانا في حياتها غير سودان البشير.

قمع وطغيان
وتواصل يسرى القول إن البشير استطاع بطغيانه أن يتشبث بالسلطة طوال ثلاثة عقود من الزمن لكن البلاد انشطرت إلى اثنتين: دولة في الشمال وأخرى في الجنوب.

وتعتقد الكاتبة أن انفصال الجنوب في 2011 ربما مثّل “ذروة الاستعلاء الثقافي والديني القمعي للنظام، بل الإيذان بسقوطه” أيضا.

وبرأيها، فإن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية –خاصة في السنوات الخمس الأخيرة- تسللت حتى إلى الطبقات الوسطى في الخرطوم، وباتت أخطاء النظام جلية بحيث لم يستطع إخفاءها.

ومع ارتفاع معدلات التضخم وندرة السلع الأساسية -مثل الوقود والخبز- في مدن البلاد استشاط الناس غضبا واشتد حنقهم على النظام الحاكم.

وتقول الكاتبة إن عودتها إلى الخرطوم لم تكن لتغطية “هذه اللحظة التاريخية” فحسب، بل لكي ترى بنفسها ما إذا كانت بذور التغيير قد غرست فعلا.

وتصف الكاتبة في مقالها كلا من رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان المعروف بـ”حميدتي” بأنهما اشتهرا بارتكاب مذابح في إقليم دارفور ونشر قوات سودانية في اليمن.

وتلفت إلى أنها المرة الأولى منذ عام 2015 التي تصدر فيها السلطات السودانية تأشيرات دخول جماعية للصحفيين الأجانب، مشيرة إلى أن قوانين النظام العام التي فرضت إبان العهد البائد قد “تبخرت” وعمت الحفلات الليلية شوارع الخرطوم.

واعتبرت الباقر تدفق آلاف المواطنين السودانيين إلى ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش أكبر مظاهرة يشهدها السودان في تاريخه.

ووصفت منطقة الاعتصام بأنها أضحت “ملاذا آمنا وساحة وغى رمزية” في نضال الشعب السوداني من أجل “الحرية الشخصية والسياسية”.

الجزيرة,فايننشال تايمز