رأي ومقالات

الصادق الرزيقي: فُقَّاعات السياسة

قوى سياسية وأحزاب كثيرة، تنُظر بعدم الرضى وبنوع من الشك في حصر المجلس العسكري الانتقالي التفاوُض حول ترتيبات المرحلة الانتقالية مع تحاُلف قوى الحرية والتغيير، باعتبار أنه التحالُف السياسي الذي قاد الحِراك الشعبي، ومن حق هذه الأحزاب والقوى السياسية أن ترى في ذلك مسلكاً لن يقود إلى حلولٍ وتهدئة، فهل بعد أن يتم الاتفاق بين المجلس العسكري وهذا التحاُلف ويصبح جزءاً من السلطة ستهدأ الأمور وتنتهي حالة الاحتجاج الراهنة أم تستمر؟ وهل يستطيع قادة تحالُف الحرية والتغيير السيطرة على حالة الفَلَتان والفوضى التي تكاد تتحوّل إلى ظاهرة اجتماعية وثقافة عامة؟؟ وهل يستطيع هذا التحالُف القيام بواجباته مع الحكومة المدنية في إدارة الجهاز التنفيذي وتلبية الاحتياجات الضرورية اليومية من خدمات وخبز ووقود وسيولة نقدية..؟

يُغامِر المجلس العسكري بوضع كل البيض في سَلّة تحالُف الحرية والتغيير، فهو تحالُف ناشئ يتكوّن من تنظيمات سياسية مُتنافِرة اقتضته ضرورة معارضة النظام السابق، وجمع أصحابه هدف إسقاط السلطة التي أُزيحت، ولا تملك قياداته كما ظهر في أحاديثهم وتصريحاتهم أي رؤية للحل سواء أكان الأزمة السياسية الراهنة أو الحوار مع الآخر، أو الأزمة الاقتصادية المستحكِمة، كما أنه (أي هذا التحالُف) لا يستطيع التعاون مع المجلس العسكري ومساعدته في توطيد دعائم الأمن أو جلب السلام وحث الأطراف المختلفة من حركات مُسلحة وتنظيمات عسكرية مُتمرّدة على عقد أية اتفاقات من أجل إنهاء الحرب وتحقيق سلام عادل، والسبب بسيط أن الحركات المسلحة لديها رأي في التحالُف وبعضها لا يعترف به أصلاً ..

لهذه الأسباب سيستبين للمجلس العسكري أن تحالُف الحرية والتغيير ليس هو ذاك الشريك الفاعل والقادِر على إنتاج الحلول للأزمات والمشاكل التي تعصف بالبلاد، سيكتشف المجلس بعد حين، وفي أقصر الأوقات والآجال، أن شريكه المُحتَمل فُقّاعة سياسية حتماً ستتلاشى، وسَحَاب خُلَّب عما قليل سينقشِع.. فمن الأفضل أن لا يدلِق المجلس ماءه على الرهاب، عليه البحث والصبر على توافُقات سياسية أكبر، وإجماع وطني أوسع.

فالبلاد في حاجة لاصطفاف جماعي للقوى الوطنية، وكل العقول التي تنتج الأفكار الجديدة من أجل وطن مُعافى .

لقد ظلّت الأزمة الوطنية منذ الاستقلال، هي أزمة النخبة السياسية الطامِعة في السلطة، فكل الذين يُفاوِضهم المجلس العسكري في وفد التحالف المذكور، نشطاء سياسيين وقيادات حزبية، لم تُعرَف في يوم من الأيام بعُمق التفكير أو البراعة الفكرية والسياسية، ولا يحمِلون حلاً واحداً يُمكن الوثوق فيه، هُم فقط يبحثون عن بريق السلطة ومقاعدها الوثيرة، ولو كان هناك عقل رشيد بينهم لضمّوا في وفدِهم عقولاً وعلماءً وأهل خبرة يستطيعون إضفاء نوعٍ من الثقة في المسار السياسي للبلاد، ويجعلون الشعب يطمئن إلى العملية السياسية الجارية لصناعة حكم مدني وفترة انتقالية مُبرَّأة من العيب .

نخشى على بلدنا أن يقع مرة أخرى في فخ النخب السياسية العاطلة من كل موهبة، اللاهثة وراء مصالحها وأهوائها. وأول اختبار لهذا النوع النمطي الشائِه من التفكير السياسي، هو تشديد قوى الحرية والتغيير أن لا يُمثّل أحدٌ من الناس أو كائن من كان في الفترة الانتقالية غيرهم، كأن البلاد كُتِبت باسمهم فقط، وهُم مَن يمنح صكوك الغفران وفرمان الحرمان للقوى السياسية الأخرى، وأكبر ادّعاء فارغ لا أساس له، هو محاولاتهم تصنيف غيرهم بأنهم شاركوا في النظام السابق، ونحن نعلم علم اليقين أن الوجوه التي ظهرت على السطح باسم تحالُف الحرية والتغيير أو تجمع المهنيين من كان يتعاون مع أجهزة الأمن في السابق، وكانت له صِلاته وخدماته السرية التي يُقدّمها للنظام السابق ..
الصادق الرزيقي
الصيحة

‫5 تعليقات

  1. كونك لسه بتكتب بكل حرية وبدون محاسبة على جرائمك السابقة اكبر دليل على الدولة العميقة
    الصادق الرزيقي والخال الرئاسي والمنافق الكبير اسحق فضل الله
    علامة سقوط هذه الحكومة هي انكم تودعون السجون وطالما انكم احرار طليقي الاقلام فده يعني شي واحد وهو لم تسقط بعد

  2. ودالرزيقي ان كانت لهذه الثوره حسنه واحده فهي اعطتك الحريه تكتب ما تشاء.انت كنت تعلم ان بعض اعضاء تجمع المهنيين الذي تصفه بالسيوعيين كانوا يتعاملو مع جهاز الامن الوطني لماذا لم تكشفهم من زمن اشتراءك للعربه الملياريه.او كنت لديك الشجاعه.بالمناسبه عربتك مرخصه ام احضرت خطاب اعفاء من الترخيص. لسع ما جبنا قصه ١٢مليار قيمه جريده مثيلك الصيحه روق المنقه

  3. ههههههه اخ على العبط صحبك بشه وبقيه العصابه الاسلاميه ما سويت الخبل اللي بتقولوا لينا الان لماذا؟؟؟؟ انت وهم كنتم ف حفره الدخان ٣٠سنه الله يخربيت ابوكم