رأي ومقالاتمدارات

الهندي عزالدين: الحكومة المرتقبة .. نزاع العسكريين والمدنيين

وثيقة هياكل الحكم التي قدمتها قوى الحرية والتغيير للمجلس العسكري ، تمثل فكرة وروح الصراع بين مؤسسات الحكم الانتقالي ، حتى قبل أن تتشكل وتتنزل للناس واقعاً .

الهدف الأساسي الذي تركز عليه الوثيقة هو تحقيق الاستحواذ الكامل لقوى الحرية والتغيير على كافة مستويات الحكم ، بحيث يمكنها (تصفية) دولة الإسلاميين ، وإزالة كافة آثارها أينما كانت .

لا أريد أن استرسل في مناقشة نقاط الارتباك القانونية والسياسية في الوثيقة ، فهي حافلة بالتناقضات والفراغات ، فمثلاً تتحدث الوثيقة عن تعيين رئيس الوزراء بواسطة مجلس السيادة ، ثم في المادة (11) خالفت ما سبق ، فقالت إنه في حالة خلو مقعد رئيس الوزراء تقوم قوى الحرية والتغيير بتعيين رئيس وزراء ، دون إشارة إلى مجلس السيادة !!

ثم في حالة حل الحكومة ، يُعين البرلمان رئيس الوزراء ، دون تحديد سلطة حل الحكومة ، هل هي من صلاحيات مجلس السيادة أم البرلمان ؟!

غير أن الأهم من تتبع ثغرات الوثيقة ، هو نقد فكرة الاحتكار والتملك التي تسيطر على قوى الحرية ، وهي دليل دامغ على مفارقتها لمبادئ وأسس الديمقراطيات في العالم .
غريب أن تحمل هذه القوى اسم الحرية ، وهي تخالفها قولاً وفعلاً ووثائق !

أزمة المرحلة المقبلة ليست في الوثيقة ، ولكن في تعملق جرثومة الخلاف بين المجلس العسكري أو العسكريين في مجلس السيادة والحكومة الانتقالية ، إذ يبدو واضحاً أن طرفي التغيير( المجلس وقوى إعلان الحرية) مختلفان في كل شيء ، من السياسة الداخلية وكيفية التعامل مع إرث النظام السابق ، إلى السياسة الخارجية .

ستكون الحكومة عبارة عن جزر معزولة عن بعضها البعض ، فوزير الخارجية المقبل سينفذ برنامج قوى الحرية ، بينما للعسكريين رؤيتهم في ما يتعلق بالسياسة الخارجية ، فهم أقرب لمحور (السعودية – الإمارات) ، وهم قادة القوات السودانية التي تقاتل في اليمن ، وهو الوضع الذي ترفضه قوى الحكومة المنتظرة ، أياً كان وزير الخارجية !

سيشبه هذا المشهد ، ما يحدث في الحكومات اللبنانية ، وهي دولة ديمقراطية كاملة الدسم ، ولكنها غالباً بدون حزب أكثرية يمكنه تشكيل الحكومة منفرداً أو مؤتلفاً مع حزب واحد ، فقد تجد وزير الخارجية في حكومة ما أقرب لحزب الله حليف إيران ، بينما يكون رئيس الحكومة – دائماً – أقرب إلى السعودية ، فيما تختلف مواقف رئيس الجمهورية وهو غالباً من الطائفة المارونية المسيحية .

هذه التقاطعات ستضر كثيراً بالاستقرار السياسي في بلادنا وتعطل عجلة النماء والتطور .. فهل تنتبه قوى التغيير لهذه الشراك المنصوبة في طريق المستقبل ، أم أنها فقط تركز على هدف واحد ، هو إبعاد الآخرين من مجالس الحكم الجديد ؟!

الهندي عزالدين
المجهر

‫9 تعليقات

  1. كلما تنوعت الحكومة كلما كان الاداء ممتازا كما اشرت بنفسك الى التجربة اللبنانية. الأمر الثاني فمكان الجيش هو وزارة الدفاع أما بقية الوزارات فهي للمدنيين، لماذا يكابر قادة الجيش في ذلك؟ الأمر الثالث قوى الحرية والتغيير هي التي التي صنعت التغيير والذي من أجله دفع شهداء ثمن حياتهم، فلماذا تتناسون هذه الحقائق، وبالطبع لن لن ننسى الدور الحاسم الذي قام به الجيش وهو وضع النقاط على الحروف وإعلان التغيير.

  2. تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير لا تمثل كل الشعب السودان فهم جزء منه بل الجزء القليل ، لماذا الإصرار منها على استلام كل السلطة وتتنمر على الجميع وكل هدفها من ذلك الإنتقام وقهر الآخرين وليس البناء والتعمير ورفع الظلم عن الناس. لكن هذا حال الشيوعيين الذين يتحكمون الآن في المشهد السياسي ويقطفون ثمرة الحراك الشعبي.

  3. الهندي سنه الاسلام السلام عليكم .يا شيخنا انت لا تملك قيد صحفي .لانك لا تملك شهاده جامعيه عشان تصير رئيس تحرير.تكرم عليكم هاشم الجاز عليه الرحمه.اذهب الي اي جامعه من الجامعات التي تبيع الشهادات وتعال قدم للقبد الصحفي وتعال اكتب حلل.كنت اقول لك واصل دراستك في اي جامعه من منازلهم .لكن انت لا تفعل لانك شايف نفسك اكبر من ان ترجع للدراسه وكل الجامعات لييت مستواك.وكلم الرزيقي قولوا انت راكب سياره عمر البشير ما كان راكبها جبتها من وين.والطيب مصطفي قولوا كم شركه تملك الدور عليكم

    1. إخ ج
      إحترامي الشديد
      نعم سنة ألأسلام السلام وأيضا قول الرسول محمد صلي الله عليه وسلم : أذكروا الفاجر بما فيه كي يحذره الناس أملنا أن يحقق الله تعالي رجاءنا ودعاءنا أن يحاسب كل هؤلاء المجرمون المنافقون السارقون المتنفذون

  4. ما تقوم الحرية والتغيير الآن من عمل للقوانين والتشريعات ونظام للحكم وفق رؤيتها سابق لأوانه وريما يجد المعارضة من الكثير الأحزاب والتكوينات السياسية … وفي ظل المعطيات الحالية نرى أن الأمر غير مبشر بالخير

    فلماذا لا يقوم المجلس العسكري بإدارة الفترة الإنتقالية حسما لهذه الأصوات والإختلافات ويقوم بتعيين مجلس وزراء كفاءات دون محاصصات أو حزبية ويدار السودان وفق النظام الإقليمي القديم

    أنا كمواطن سوداني ما داير أي جهة حزبية أو جهوية تحكمني … نحن دايرين القوي الأمين … داير العدل والمساواة بين الناس … دايرين السودان يتطور ويتقدم .. دايرين العيشة الكريمة التي توفر للمواطن أبسط مقومت الحياة …

    ونتمنى من المجلس العسكري يعلن مافي حكومة لأي حزب ويحسم الناس الداخلة والمارقة بورقة دي والكلام الكتير والتنظير الفاضي دا وخلي الاتحاد الأوربي والافريقي والامريكان يطقوا ريسينهم في الحيطة …..

    1. كلام فى الصميم وعلى المجلس العسكرى القيام اليوم برفض هذه الوثيقة التى قدمت له وتعيين رئيس وزراء ووزراء من كفاءات وطنية غير منتمية لاى حزب ساسيى وكذلك تعيين مجلس استشارى من كفاءات وطنية مشهود لها فى كافة المجالات . وخلونا من الميغة الحاصلة دى وكل وزل يشوف ليه شغلة

  5. يا الهندى عز الدين هل الصحافة عندك مهمة أم شرف كلمة؟

    إن كانت مهنة فاستمر فيما تصنع لا تثريب عليك

    إما ان كانت شرف كلمة فراجع ما كتبنه يداك خلال العهد البائد و لاكته شفتاك من النفاق و الكذ الصريح ففى هذه الحالة أنت لا تملك شرف الكلمة و رجأء أن تتوقف عن الكتابة فورا أو تب غلى الله و اعتذر للشعب السودانى معترفا بكل ما جنيته و ما تنسى تنصح معاك الخال الرئاسي و أسحق المعتوه.

  6. لا يا عزيزى نحن لا نريد حكم عسكرى العسكر مع كامل الاحترام لهم ليس لديهم
    حلول للمشاكل الاقتصادية والسياسية والحروب فى الاطراف هم مكانهم المشرف
    الدفاع عن الوطن والمواطنيين ونحن نفتخر بهم ونعزهم لكن لابد يكون الحكم
    للمدنيين اصحاب الكفاءات فى هذه المرحلة المهمة فى تاريخ بلادنا حتى نضمن
    محاسبة كل اركان نظام الانقاذ والاخوان المسلمين وخلعهم ومحاسبتهم علي
    كل الجرائم فى بلادى ونحن مع قوى الحرية والتغيير مجتمعه نثق فيهم فى قيادة
    البلاد فى الفترة الحرجة من تاريخ السودان والله المستعان

  7. انت ” شايت ” مع منو علشان نقدر نرد عليك ..

    انت مفروض تشوف ليك شغلة تانية غير الصحافة ،،، اشتغل بتاكسي لموزين ترحال مثلا . وفكنا من شرك ..