رأي ومقالات

قوش وحميدتي: والحكومة السودانية الجديدة


? الحكومة السودانية الجديدة عبر تحالفات اقليمية وفق النظام العالمي..

✍ أصبحت تنتهج كل دول العالم اليوم، تحالفات اقليمية في المناطق المختلفة، هي في طبيعتها تحالفات استراتيجية أمنية اقتصادية، تعمل في مجملها النهائي لصالح مصالح دول القوى العُظمى، وهذا هو المفهوم الحديث للإستعمار بعد أن كان احتلال جغرافي، أصبح الآن احتلال آيدولوجي سياسي تتحكم عبره الدول العظمى في مصالحها عبر تشكيل حكومات الدول وفق استراتيجيات رؤى سياسية تخدم مصالحها..

✍ يخضع النظام الدولي بصورة قاطعة في الوقت الراهن لهمينة الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يوجد منافس لها في الساحة الدولية، وأصبحت أمريكا تفرض وصايتها السياسية في مصير كثير من الدول، مرتكزة على معايير القوة الحديثة التي تمتلكها، والتي تقف على رأسها المعايير الإقتصادية كأسلحة قوية جدا تفوقت على الآليات العسكرية الضخمة التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية، والدرس الذي تعلمته من غزوها للعراق قبل سنوات، جعلها الآن تركز بصورة قاطعة على استخدام السلاح الإقتصادي في تغيير حكومات الدول وفرض سياساتها على الحكومات الجديدة التي تأتي بها، بدلاً عن تدخلاتها العسكرية..

✍ من يريد بناء حكومة جديدة بالسودان، سواءاً كانت دولة اسلامية ذات مؤسسات وقانون وحرية وسلام وعدالة، أو دولة علمانية تفصل الدين عن الحكم وتنتهج الحريات المطلقة، فإنّ تشكيل هذه الحكومة الجديدة بعيداً عن النظام الدولي الأمريكي المفروض اليوم على كل دول العالم، أشبه بمن يبحث عن إبرة في كوم من القش..

✍ التغيرات الآنية في السياسة الإقليمية والدولية، شهدت في الآونة الأخيرة خلافات دوليّة خطيرة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وايران، وشكّل هذا الصراع نتائج عكسية في الموقف الروسي في تأييده لسوريا، وربما مستقبلاً تتخلى روسيا تماماً عن النظام السوري..

✍ السعودية والأمارات كتحالفات اقليمية تتبع لمصالح الولايات المتحدة، والمأزق الذي دخلت فيه الآن في حروب اليمن الداخلية، ومع تصاعد القوة الايرانية العسكرية، وشكوك حول منفذي الهجوم الغامض على البواخر الأماراتية في رسالة تهديد واضحة لحلفاء الولايات الأميركية بالمنطقة، كل هذا ساعد على التصعيد الاقليمي في منطقة البحر الأحمر، وجعل السعودية والأمارات في مواقف لا تحسد عليها ربما تتسبب في خسائر اقتصادية ضخمة تعصف باستقرار حكوماتها..

✍ الخبر الذي أوردته، صحيفة مصادر السودانية، عن زيارة قوش الدولية لعدد من الدول كمصر وامريكا، يحمل في طياته ملامح الحكومة السودانية الجديدة في المنطقة، فصلاح قوش رجل داهية في الملفات الخارجية، ويتمتع بذكاء سياسي حاد، يجعله رجل أمريكا الأول في ظل تصاعد هذا الصراع الإقليمي، الذي يحتاج لرجل في مثل مواصفاته، فمصر والسعودية والامارات واليمن والسودان، هي من الدول المنوط بها تحقيق المصالح الأمريكية في منطقة البحر الأحمر.

✍ تشكّل قوات الدعم السريع والجنود السودانيين باليمن تحت قيادة حميدتي، مرتكزاً أساسياً للتحالف العربي العسكري بدولة اليمن، ولا يمكن أن تُفرط الولايات المتحدة الأمريكية في هذا التحالف الإستراتيجي العسكري، وستعمل عبر السعودية والأمارات على استقرار السودان وانهاء أزماته ولو بالقوة العسكرية..

✍ أول ملامح إنهاء هذه الأزمات هي، اسقاط الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير، الرئيس المثير للجدل في ملفات بلاده الخارجية، فهو حليف للجميع وعدو وصديق للجميع، وهذا ما يجعله غير موثوق به في تصاعد الظروف الإقليمية الراهنة، وآخر ملامح المساعدة على إنهاء أزمات السودان الإقتصادية، ما أودعته السعودية في البنك المركزي السوداني من وديعة بلغت 250 مليون دولار، وتحمل هذه الوديعة الختم الأمريكي النهائي بضرورة الإسراع في حسم الملف السوداني.

✍ اتوقع، أن يجد بعد هذا المجلس العسكري الانتقالي السوداني، الضوء الأخضر والتأييد والدعم من مجلس السلم الأفريقي في اجتماعه القريب المقبل، فالمصالح الأمريكية في المنطقة أصبحت تحت مرمى التهديد الإيراني..

✍ قد يقول قائل، ماعلاقة كل هذا بالثورة السودانية، وبما جاء في عنوان هذا المقال..؟! الإجابة هو سيتوقف الدعم السخي المليوني الدولاري، للثورة السودانية، و الذي كان يتم به تسديد التكاليف الباهظة بالاعتصام وربما يقف الدعم من قيادات قوى الحرية والتغيير، بعد أن قاموا بزيارة الأمارات في الآونة الأخيرة، وسيعلم من يقولون أنّ دعم نثريات الاعتصام هو عبر مشاركات وطنية زيف هذه الدعاوي..

✍ في الوقت الذي تمضي الشعوب نحو العولمة والحداثة والانتاج الزراعي والصناعي، لتطوير وتقوية اقتصادها، وتحديث القوة العسكرية لديها بأحدث التقنيات الحديثة، مازلنا نحن في السودان نتنازع حول ثوابت الدستور ومرتكزاته..

✍ أثبتت قيادة الثورة السودانية، قوى الحريّة والتغيير أنها بعيدة كل البعد عن رسم مستقبل البلاد عبر رؤية حقيقية لأزمات الوطن، وهي تحقق أعلى درجات الرسوب في مواد المشاركة الوطنية..

✍ يجب أن يعلم شباب السودان، أنّ تشكيل الحكومات في كل الدول، أصبح ضمن تحالفات المصالح الإقليمية، والدولة التي تُغرّد بعيداً عن سرب هذه التحالفات يجب أن تمتلك أسلحة نووية مثل إيران، وفي ظل انعدام الماء وقطوعات الكهرباء بالبلاد، فلن نحلم في المستقبل القريب أن يكون السودان دولة تمتلك أسلحة نووية..

✍ أنهوا هذا الاعتصام وقوموا الى أعمالكم، و “مدّوا رجولكم قدر لحافكم”..

✍ علي جعفر


‫4 تعليقات

  1. هو لا بد من الرجوع عاجلا ام اجلا الى الحياة الطبيعيه للمواطن السودانى وكل الارهاصات الثورية لا صوت لها عند الدول العظمى الا ضجه وصخب اعلامى واتفق مع اخى بان الان التركيز على امصالح الوطن والنهضة به بعيد عن الصراعات بين الاحزاب وكعكعة التوزر ووالسياسة سوف تضر بالوطن اذا كل وقتنا قضيناه كلام الا ينفع بل العمل الميدانى وكسب الوقت لاخراج الوطن من مد يد الى الغير لا بد من النهضة الزراعية والحيوانية وضبط المنصرفات بحكومه اكثر رشاقة وهذا تعبيرى السائد منذ عقودد لان تكلفة الحكم الباهظة والفساد هو ما اعقد اقتصاد الوطن وهلموا الى الزراعه وتحفيظ المزارعين وودعوا السياسة ولا تجعلوخها اكبر همكم الوطن هو الاهم واستفيدوا من الخرجيين بالعمل فى مشاريع قومية وحركوا قوة الشباب الى انتاج والوطن فى امس الحاجه للتكاتف ونبذ الفرقه وده يسارى وده اسلامى والشعوب تقاضتت عن تلك الاوهام الساسه واتهجهت الى العمل والانتاج والشفافية والعدل بان القانون هو سيد الموقف وكلنا نامل بان تتغير النظرة الساسه لانهم لا يمتلكون حلول سحرية والا مادة بل يظلون عاله على الشعب ومنصرفات وحكومه مكلفه وعاوزين تغير حقيقى ووداعا للبطولات الزائفه من كل الاحزاب وتجردوا من اجل الوطن والله الموفق وبالعدم سوف تدور الساقية بنفس الطريق وياتى عسكرى يقطع رقابكم نتيجة للفساد الحزبى والانانية المفرطة؟ كما كان الحال للمؤتمر الوطنى وهل تعوا الدرس؟ ولا تفتكروا المواطن غبى؟؟؟

  2. اتفق معك في كلما ذهبت إليه ..ودي الحقيقة الغائبة عن الغالبية التي تحلم بحكم البلد من غير رؤية ولا تخطيط ولا برنامج ..بس كده اقعد علي الكرسي وأحكم ..الموضوع ما بالسهولة دي ..اصحوا

  3. منتهى الركاكة و الغباء و السطحية
    حمار موهوم يظن الناس حمير مثله

  4. كلامك دا ما بغش العقل
    يبدو دا كلام كوز حار به الدليل