رأي ومقالات

حميدتي والثورة: قوى الحريّة والتغيير واختلال معايير التقييم والقياس


✍ ما يعلمه البعض ويجهله آخرون، ويتعمّد البقية تجاهله، خاصة المعارضة، أنّ القائد الفريق أول/ محمد حمدان دقلو، نائب رئيس المجلس العسكري والشهير بحميدتي، عندما قبل مع رفقائه بالقوات المسلحة على تغيير النظام الحاكم، واسقاط صديقه، عمر البشير، وعمل عبر قواته العسكرية، قوات الدعم السريع، بكل وطنية وتجرّد علي حماية البلاد من الانهيار الأمني، وحفظ أرواح الناس، كان هذا بدافع قيادة السودان لبر الأمان لفتح صفحة جديدة تنعم فيها البلاد بدولة العدالة والحريّة والأمن والاستقرار..

✍ ولكن، تجمع المهنيين وقوى الحريّة والتغيير، عبر آلياتهم الإعلامية المضللة، ضد المجلس العسكري، وضد القائد حميدتي وقواته، تباينت مواقفهم السياسية، وتناقضت آرائهم لتعكس تماماً، الروح اللاوطنية التي يقودون بها الحراك الشعبي في الاعتصام او الحراك الإعلامي في الأسافير..

✍ في الوقت الذي تتعمّد فيه الآلية الإعلامية لتجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير، نبش ملفات كل من يخالفهم الرأي، والتغاضي عن ذكر مساؤي كل من يناصرهم، فإنّهم يتجاهلوا متعمدين ذكر التاريخ الأسود لقياداتهم المختلفة في مسيرة الوطن، ففيهم من قتل وشرّد مواطني مناطق مختلفة بولايات السودان، وفيهم من باع قضايا عامّة لمصالحه الشخصية والحزبية، وفيهم من هو مأجور لأجندة خارجية، وفيهم من كان شريكاً لحكومة المؤتمر الوطني في ظلمها للشعب وفي سياساتها الفاسدة، وغيرها من ملفات كاملة لهذه القيادات يعلم المواطن السوداني معظمها.

✍ المجلس العسكري، بكل قادته، بقيادة برهان وحميدتي، ليسوا بملائكة نزلت من السماء لتمنح الشعب السوداني الحلول المتكاملة لكافة قضاياه، ومثلّهم ومثل كل القيادات السياسية بالبلاد، كانوا مشاركين حكومة المؤتمر الوطني في كل سياساتها، ولكن ما يُحسب لهم في سودان اليوم، ثلاثة مواقف أساسية أثبتت صدق نواياهم لفتح صفحة جديدة للسودان، وقيادة السودان لبر الأمان والإستقرار.

✍ الموقف الأول لقيادات المجلس العسكري، هو انحيازهم لصوت المشاركة الوطنية لكافة ممثلي الشعب السوداني، وعدم اقصائهم لأي قوة سياسية بالبلاد ولأي طيف من أطياف الشعب السوداني، فقد أثبتوا عمليّاً أنّ الوطن يسع الجميع وأنّ الثورة ليست لقيادات احزاب قوى الحرية والتغيير فقط، وإنما هي ثورة شعبية لكل مكونات الشعب السوداني.

✍ الموقف الثاني هو، العمل على الحفاظ على أمن البلاد، وممتلكات المواطنين، وعدم السماح بالفوضى، لهذا رغم كل الخسائر البشرية والماديّة التي خلفتها الثورة السودانية، لكنّها مقارنة بخسائر ثورات الربيع العربي، تعتبر لا شئ يذكر.

✍ الموقف الوطني الثالث، اجتماع وحدة كلمة القوات المسلحة وكلمة قوات الدعم السريع، وعدم الاختلاف في كل ما هو خير لهذا الوطن، وهذا أثبت تماماً أنّ مصطلح “مليشيات” من المصطلحات الظالمة التي اعتادت المعارضة وصف قوات الدعم السريع بها، مُجحفة بذلك بحقوق هؤلاء الجنود العسكريين، النظاميين، الذين هم جزء لا يتجزأ من الجيش السوداني، وكثير من الدول لها اكثر من جيش وقوات خاصة تعمل بها.

✍ مالا يعلمه الكثيرين، أنّ حميدتي لا يغصب جنود قوات الدعم السريع للذهاب لليمن، وإنما يذهبون بمحض ارادتهم، للمرتبات العالية التي يتلقونها جراء هذا التحالف العربي الاستراتيجي العسكري،الذي فرضته الظروف الأمنية الإقليمية، عبر تحالف دولي يخضع لنظام عالمي أمريكي ضد ايران المتجبّرة عسكرياً والتي تعمل على فرض نفوذها وسطوتها في المنطقة.

✍ موقف قوى الحرية والتغيير، تجاه القائد حميدتي يخضع لمصالحهم وأهوائهم في السلطة، ولا يرتكز على تقييم الرجل وفق المصلحة الوطنية العامّة في الوضع الراهن، وإنّما هو مبني على مواقف الرجل السياسية تجاه أجندتهم الحزبية داخل تجمعهم، قوى الحريّة والتغيير، فحميدتي حين يحمي الثُوّار ويزور المصابين، ويهاجم الكيزان، هو في نظرهم حامي الثورة ونصيرها والرجل الوطني الغيور، فتمتلئ ساحاتهم الإعلامية بالإشادة به وبمواقفه الموجبة تجاه الثورة والثوّار، وحميدتي حين يهاجم العصيان المدني، ولا يسمح به ويطالب بفصل أي معتصم متوقف عن أداء مهمته التي يأخذ عليها أجراً، وحين يعلن أنّهم كمجلس عسكري لن يسمحوا بأي انفلات امني او تعطيل حركة الطرق القومية، يصبح حميدتي عندهم الرجل الخائن لشعبه، المُضيّع لأهداف الثورة الوطنية، وبعد أن وصفوه بحليف الثورة يصفونه بحليف الكيزان..!!

✍ جاهل وموهوم، من يعتقد أنّ مواقف قوى الحرية والتغيير ومن بينهم تجمع المهنيين، هي مواقف وطنية خالصة، تتشكل حسب مصالح البلاد العامّة، فالأمر واضح وجلّي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، مواقف هؤلاء القوم أيّها السادة، مبنية حسب ما يُلائم ويوافق أجندتهم الحزبية، وأطماعهم في السلطة، ولا دليل على هذا أوضح من تهاتفهم على محاصصة السلطة، وتباين مواقفهم السياسية..

✍ أيُّها الشباب الثائر والمعتصم في ساحة القيادة، يجب أن تستيقظ من وهم تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير، وتتخلص من مرض “فوبيا الكيزان” حتى تستطيع أن تنشد مستقبلاً واضحاً لبلادك، ويجب أن تعلم أنّ قوى الحريّة والتغيير تُخاطب المعتصمين والثُّوار باسم تجمع المهنيين، وتفاوض المجلس العسكري الانتقالي باسم قوى الحرية والتغيير، في استغلال واضح وبيّن لجهل الشباب بالأجندة الحزبية لكوادر الأحزاب الموّقعة على إعلان قوى الحريّة والتغيير..

✍ #علي_جعفر


‫2 تعليقات

  1. تسلم يا كاتب المقال
    اوفيت وكفيت
    هذا م ينخر دواخلنا وانت لخصة كل الهواجس التي تنتابنا
    تجمع المهنييين وقوى الحريه والتغيير لا تمثل كل الشعب بل هم انجس وافسد من المؤتمر الوطني
    لأنهم أصحاب اجنده خفيه ومتلهفي سلطة وسماسره لمن يدفع اكثر فقط لا غير
    ربنا يلطف ببلادنا السودان ولأهله

  2. نعلم أن هؤلاء شرزمة قليلون سيذهبون لا محالة لقد بدأت تتكشف للناس حقائقهم لذلك تجدهم في عجلة من أمرهم وهكذا يفضحهم ولعهم واستعجالهم للسلطة للبطش بالناس فهل كان هذا الاردول هذا عادلا في منطقتة هؤلاء ممتلؤون بالاحقاد هذا ما يجمعهم ويجتمعون علي العمالة فهم كانوا طيلة فترة قتالهم للقوات المسلحة هم عملاء وخونة واستغرب أن لا يتطرق أحد لهكذا مواضيع احذروا وحذروا الثوار من هؤلاء وم يطلع لنا أحد منهم ويقول لك دجاج الكتروني هذة الكلمة التي يستخدمونها لتخويف الناس فنحن لم نخاف من رصاص السابقين فلن تخوفنا عبارات المرتجفين فى المدائن