رأي ومقالات

هشكو صح في الزمن الصح


في لقاء صحفي مع غندور أيام كان وزيرا للخارجية أو مساعدا للرئيس لا أذكر بالضبط وظيفته وقتها ، ذكر أنه قبل أن يصل إلى المنصب الرفيع في الدولة و في التنظيم ، ذكر أن من يريد أن يمرر قرارا عبرهم كان يقول لهم : (الجماعة الفوق قالو …. ، أو الجماعة الفوق أمروا ب …) فيكون كلام الجماعة الفوق موضع التنفيذ حتى أن كان فيه خرقا للقوانين أو اللوائح … مع ارتقائه لسلالم الترقيات وصل غندور إلى درجة رفيعة في التنظيم و الدولة (بالعربي كدا وصل السطوح ) ، و هذه الدرجة حتما تمكنه من رؤية الجماعة الفوق ، لكن للأسف تفاجأ بانه لم يكن هناك أي جماعة في السطح ، و كل الأمر كان عبارة عن مجموعة من المفتحين تستغل حالة الشلليات و الغموض الذي يحيط بالتنظيم لتمرير طلباتهم لتحقيق مصالحهم الشخصية .
بالأمس خرج الشاب هشام الناشط في الوسائط الإلكترونية ؟ في فيديو مباشر موضحا بعض الخلل في تكوين تجمع المهنيين و كال له العديد من الانتقادات .
للأسف تصدى له النشطاء و هاجموا ظهوره و نشره لهذا الكلام في الوقت الراهن ، و تعمق البعض ليتحدث عن نواياه الباطنة تجاه الثورة . و قد انقلب عليه الكثير من أصدقاء صفحته الذين كانوا يمتدحونه ،ف كالوا له العديد من الاتهامات .
الناظر للوسائط منذ قيام الثورة حتى اليوم أن هناك مجموعات نشطة تهاجم كل من ينتقد تجمع المهنيين، و توزع الاتهامات و التخوين على كل من يتجرأ بفعل ذلك ، حتى يكون عظة و عبرة لغيره ممن تسول له نفسه بالمساس بالتجمع أو انتقاد أعضاء.

للأسف معظم التعليقات في اللايف كانت عن شخص هشام و نواياه بعيدا عن مضمون أقواله، لم يكلف أحدهم بمعرفة مدى صحة أو خطأ هذه الأقوال، فهو تحدث عن أحداث و أعمال و تحركات قام بها أعضاء تجم ، بالرغم من أن محمد الأمين المشهور ب ود الأمين و هو أحد أعضاء تجمع المهنيين أقر في بوست في صفحته في الفيس بصحة الكثير من الأحداث التي ذكرها الشاب هشام ….

الهجوم الذي تعرض له هشام يعتبر أحد تمظهرات أمراضنا السياسية المتمثلة في كبت أو إقصاء الرأي المخالف ، بغض النظر عن صحة أو خطأ هذا الرأي …
فهذه الثورة التي استشهد فيها المئات ، و أصيب و اعتقل فيها الآلاف ، و قد كان هشام واحدا ممن تم اعتقالهم و زجهم في السجون ، هذه الثورة التي قام بها هؤلاء الشباب لا تقتصر على إسقاط الحكومة فقط إنما تشمل كل الممارسات الخاطئة في الحياة السياسية كالاقصاء و التخوين بسبب رأي مخالف . فجيل هشام يختلف عن جيل غندور الذي يكفي أن يقال لهم دي تعليمات الجماعة الفوق كي يقوموا بتنفيذ التعليمات و الأوامر بحذافيرها بدون نقاش ، بل بدون معرفة ماهية الجماعة الفوق ، و بعد خراب سويا و الدوس على القيم و اللوائح و القوانين يكتشفون انه لا توجد جماعة فوق في السطح ولا يحزنون ….

ما انطلى على غندور و جيله لن ينطلي على جيل هشام ، فهؤلاء الشباب يفكرون بعقولهم و ينفذون ما تطمئن له قلوبهم ، و يتساءلون عن ماهية الجماعة الفوق ، هل هم بشر مثلنا ، لهم عقول مثل عقولنا و السنة مثلنا ، ام هم ملائكة لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم؟؟ ، جيل هشام لا يؤمنون بالتابوهات التي خلقها جيل غندور و عبدوها ثم اكتشفوا خوائها بعد فوات الآوان، إنما يتساءلون و يجتهدون في الحصول على إجابات شافية لأسئلتهم ، فإن لم يجدوا هذه الاجابات فإنهم لا ينفذون تعليمات الجماعة الفوق ، و فلسفتهم في ذلك : هم رجال و نحن رجال …
يجب أن نفتح المنافذ و الأبواب لهذا الجيل الذي صنع هذه الثورة و نعطيهم فرصة أن يرمموا ما هدمه جيل ( الجماعة الفوق قالوا) ، هؤلاء الذين يهاجمون و يكبتون حرية هشام و جيله ، هم من يحاول ان يبني لنا اصنام جديدة في السطوح تأمر و تطاع ، و تخيف الجماعة التحت من السؤال عن ماهية هذه الأصنام . ثورة جيل هشام هي ثورة على الجماعة الفوق و على التابوهات المصنوعة ، فالجماعة الفوق الآن هم جمهور جيل هشام و لن يرضوا عن أصنام توضع في سطوح أفكارهم ، فأشرعوا لهم الأبواب و النوافذ كي يبنوا هذا السودان . بدلا من أن تكبتوا حريتهم و تقتلوا إبداعهم،

بقلم
سالم الأمين بشير
كمبالا