منوعات

“تهمة خطيرة” تسببت بطرد تشارلي تشابلن من أميركا

يصنف الممثل الإنجليزي، تشارلي تشابلن، من قبل كثيرين كأبرز وجه بتاريخ السينما، حيث حقق شهرة عالمية زمن الأفلام الصامتة بفضل شخصية “المتشرد”، التي جعلت منه أيقونة بعالم السينما.

وبدأت الحياة المهنية لتشابلن منذ العهد الفيكتوري، نسبة للملكة البريطانية فيكتوريا، لتستمر 75 عاماً، رسم خلالها الابتسامة على وجوه متابعيه بفضل أعماله الخالدة.

ومر تشابلن بالعديد من الأوقات العصيبة خلال حياته. فإضافة لطفولته التعيسة، عرف فترة صعبة بداية من أواخر أربعينيات القرن الماضي انتهت بإقصائه من الولايات المتحدة الأميركية.

وعقب نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة دول المحور، عاش العالم على وقع الحرب الباردة، التي وضعت المعسكر الشرقي في مواجهة المعسكر الغربي. وما بين أواخر الأربعينيات ومطلع الخمسينيات، اعتبرت الميول الشيوعية والتعاطف مع الاتحاد السوفيتي أسوأ تهمة قد توجه لمقيم بالولايات المتحدة. ومع ظهور الرعب الأحمر، الخوف من الشيوعية، بين الأميركيين، شهدت الولايات المتحدة بداية عملية ملاحقة الشيوعيين المحتملين على أراضيها لتعيش بذلك البلاد على وقع أحداث مشابهة لأحداث محاكمة الساحرات بسالم (Salem witch trials) أواخر القرن السابع عشر.

وامتدت عمليات الملاحقة والتحقيقات لتشمل شخصيات أميركية بارزة، حيث اتهم العديد من المؤلفين والفنانين والمسؤولين بمؤازرة الشيوعية واتخاذ مواقف مساندة للاتحاد السوفيتي. كما واجه المئات من ممثلي هوليوود تهماً مشابهة، كان تشابلن واحداً منهم.

وعلى الرغم من قضائه لما يقارب 40 عاماً على الأراضي الأميركية، لم يتمكن الممثل الإنجليزي من الحصول على الجنسية الأميركية. وخلال عام 1948، وضع اسم هذا الكوميدي ضمن قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي (Federal Bureau of Investigation) التي تضمنت 300 اسم من أسماء أبطال هوليوود المتهمين بمؤازرة الشيوعية. وبناءً على ذلك، منع تشابلن من العمل بهوليوود ونعت بالشيوعي بسبب فيلمه “الأزمنة الحديثة” (Modern Times)، الذي نقد من خلاله عصر الآلة عام 1936.

وعقب وصفه بالشيوعي من قبل السيناتور جوزيف ماكرثي ضمن الحقبة الماكرثية، راقب مكتب التحقيقات الفيدرالي تحركات تشابلن عن كثب. كذلك طالب أحد ممثلي ولاية ميسيسيبي بالكونغرس بطرد الممثل الإنجليزي ومنعه من دخول الأراضي الأميركية. وأثناء فترة التحقيق معه، سئل تشابلن عن كونه عضواً بحزب شيوعي فأجاب قائلاً: “لا أريد أن أخلق أية ثورة، كل ما أريده هو خلق مزيد من الأفلام”.

وعقب سفره رفقة أفراد عائلته لإنجلترا لقضاء العطلة خلال خريف عام 1952، تلقى تشابلن بلاغاً حذّره من تعرضه للاعتقال في حال عودته للأراضي الأميركية. كما أمر النائب العام الأميركي، جيمس ماكجرانيري، بعدم تجديد رخصة دخوله للولايات المتحدة مرة ثانية قبل مثوله للتحقيقات حول خلفياته وتوجهاته الفكرية.

وبدل العودة للولايات المتحدة ومواجهة المحققين، فضل تشارلي تشابلن التوجه مع عائلته نحو سويسرا. وفي 23 أيلول/سبتمبر 1952، حضر الممثل الإنجليزي ندوة صحفية بساوثهمبتون في إنجلترا نفى خلالها أية علاقة له بالتيار الشيوعي، وأعلن عن رغبته بالبقاء بأوروبا، مؤكداً بشكل هزلي أنه لن يعود لأميركا ثانية. لكن بعد نحو 20 عاماً، عاد تشابلن سنة 1972 للولايات المتحدة لحضور إحدى حفلات توزيع الجوائز السينمائية.

العربية نت