ناجي الأصم: لن ننتقم .. المحاسبة وملف المفقودين على قائمة الأولويات
تعهد القيادي في تحالف إعلان “الحرية والتغيير”، محمد ناجي الأصم، بأن المحاسبة القانونية عن كل الجرائم بجانب ملف المفقودين ستكون على قائمة أولويات المرحلة المقبلة، مشدا على أنهم لن يسعون للانتقام من منسوبي النظام السابق انما محاسبتهم بالقانون.
واستحوذ الأصم على القسم الأكبر من الوقت المحدد لمداخلات المتحدثين في حفل التوقيع بخطاب طويل تضمن 15 رسالة لجهات مختلفة مثلت بعضها خطة عمل التحالف الذي سيتولى الشأن الحكومي خلال المرحلة المقبلة.
ووصف مشهد أسر الشهداء والجرحى والمفقودين وهم يتقدمون الصفوف والمواكب بالمبهر.
وقال “حق شهداء الثورة السودانية وجرحاها ومفقوديها عبر كافة مراحلها ومواقيتها، نزولاً وصعوداً، كراً وفراً، دين علينا، وواجبنا رد هذا الدين والوفاء بهذا الحق عبر كافة السبل، بالقانون وعبر التحقيقات الشفافة النزيهة، بالمواكب وبحملات البحث والتقصي فهذا حقهم”.
وخاطب القيادي برسالة مباشرة كوادر حزب المؤتمر الوطني المعزول قائلا” الآن حصحص الحق وزُهق الباطل.. اغتصبتم السلطة وقتلتم واعتقلتم وعذبتم وشردتم الشعب.. أكثركم صمت على الجرائم وأشاح عن الظلم “.
وتابع “عانت بلادنا خلال حكمكم الجائر من الويلات والحروب الداخلية والنزاعات.. جاع الناس وتشردوا بين البلدان.. امتهنت كرامتنا وضاقت الدنيا بنا.. في سنوات حكمكم انتشر الفساد بصورة غير مسبوقة.. في زمانكم ضاعت ثروات البلاد وتناثرت في جيوب قلة منكم”.
وأكد الاصم أن الانتقام لن يكون منهجهم انما المحاسبة والعقاب العادل. وقال ” ومن لم يرتكب جرماً مشهوداً أو لم يقم بعمل منظور ضرره، فندعوه لحملة بناء الوطن من جديد، فربما غفر الشعب الجبار”.
وأردف “وربما تناست جماهير الشعب السوداني الكريم آثار الأذى فأنتم في النهاية من هذي البلاد وحقكم في المواطنة غير مسلوب ، ولكم أن تختاروا كيف تكفرون عن ما اسرفتم فيه ، فحتى الصمت حين الظلم اشتراك وإسراف فيه”.
وشدد القيادي الشاب الذي قوبل حديثه باستحسان واسع من الحاضرين على ضرورة التحقيق والمحاسبة في الجرائم التي ارتكبت في عهد النظام السابق، واعتبرها من أولويات الفترة الانتقالية.
كما دعا قادة الحركات المسلحة الى وقف الحرب ووضع السلاح جانبا.
وتابع ” ثورتنا كانت سلمية ولكن نعلم جيدا أن ثورة الشعب السوداني لم تبدأ اليوم ولقد ساهمتم فيها بالدماء والدموع والاضطرار لحمل السلاح دفاعا في كثير من الأحيان عن الحق في الحياة وفي المواطنة المتساوية والتنمية المتوازنة كما كنتم أيضا وكفصيل أصيل من فصائل الثورة بالكثوف العالية في المواكب وقد اختبرتم معنا النجاحات عبر السلمية، وعلينا اليوم أن نمتشق الحوار الجاد المنتج من أجل حل قضايانا وبصورة جذرية ونهائية”.
ولفت الأصم الى أن السلام أولوية كل عاقل، والحرب خيار اضطراري وحث على العمل معا، “من أجل السلام الشامل المُرضي. بعقل مفتوح وقلب سليم لا سلام العقول المتسخة والقلوب الواجفة”.
واتهم ممثل قوى التغيير النظام السابق بتدمير علاقات السودان الخارجية واضاعة مصالحه الاستراتيجية.
وقال ” اصبحت العلاقات الخارجية للبلاد في خدمة ايدولوجيا النظام وقبضة مصالح الطبقة الاسلامية الانتهازية الحاكمة. ان الدمار الشامل الذي اطاح بعلاقات البلاد الخارجية جلب ضدنا العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية وأصبحنا أسرى الوصاية الدولية حيث مست هذه العقوبات السيادة الوطنية، وعرض مسيرتنا التنموية للخطر، مما يجعل من مهمة اعادة البلاد الى المجتمع الدولي وازالة اثار الدمار الشامل مهمة عاجلة وأولوية”.
وقدم ممثل قوى التغيير اعتذارا لكل شعوب العالم عن “ثلاثين سنة من الغياب القسري عن مساهمة الدولة السودانية بصورة حقيقية ومباشرة في تطوير العالم وفي تنمية الشعوب والدفع بها نحو الرفاه وتمام الحقوق وسعادة الإنسانية”.
وتابع ” لا نطلب منكم سوى التعامل باحترام مع الشعب السوداني. فهو شعب قدم تضحيات كبيرة ليلحق بركب المدنية والحضارة والتطور. من وله أن يجد تقديرا استحقه فهو الذي قدم الدرس تلو الدرس في السلمية واللاعنف والنضال المشترك من أجل الحقوق، ونستحق أن تتعرفوا علينا من جديد فنحن أهل لذلك”.
وتأسف محمد ناجي على انفصال جنوب السودان بسبب سياسات النظام المعزول، واصفاً ذلك بالأمر القاسي.
وقال “سنعمل على أن نعود كما نود فراقنا كان قاسياً ولكن التئام شملنا ممكن نصفنا الحلو وعندما نقول السودان نتخيل هذه الخريطة الاليفة الكثيفة بالتنوع والتعدد نقترب ونتعاضد ونعمل سوياً لتطورنا ونمائنا المشترك”.
وأرسل صوت شكر للوسطاء الذين أسهموا في تقريب الشقة خلال المفاوضات بين قوى الحراك والمجلس العسكري الانتقالي.
سودان تربيون