البشير داخل (السكسبندا) .. كيف أمضى (ساعة ونص) في القفص؟!
مبادرة إسفيرية أطقلها مناصرو الرئيس السوداني المخلوع “عمر البشير” ليلة الجمعة الماضية عنوانها (محاكمة البشير محاكمة وطن) تدعو لوقفة احتجاجية أمام قاعة معهد التدريب القضائي الذي يشهد محاكمة “البشير”، المبادرة حولت حي “أركويت” شرق العاصمة الخرطوم صباح أمس (السبت) إلى ثكنة عسكرية، بدرجة تشير إلى ارتفاع وتيرة الحذر لدى أجهزة الأمنية بصنوفها المختلفة. اللافت في الأمر ظهور وحدة خاصة من الشرطة الأمنية لأول مرة، وأحاطت جميع هذه القوات بمقر المحكمة كإحاطة السوار بالمعصم، وأحكمت سيطرتها على المارة بتوقيفهم في جميع نقاط العبور المؤدية إلى القاعة.
(1)
علمت (السوداني) من مصادر قيادية في تأمين محاكمة “البشير” أن المتهم وصل إلى المحكمة منذ التاسعة من صباح أمس، لكنه أدخل إلى مكتب مجاور للقاعة قبل أن يدخلها عند الساعة العاشرة إلا ربعاً عبر بوابة قفص الاتهام وهو – قفص – حديدي طوله متران وعرضه متر ونصف المتر تقريباً، لحظتها علت هتافات ذوي المتهم الذين سيطروا على المقاعد الوسطى والشمالية من القاعة مع ملاحظة مضاعفة عددهم مقارنة بالجلسة السابقة.
(2)
“الرئيس المخلوع” ظهر يرتدي الزي السوداني القومي (جلبابا وعمامة) ناصعتا البياض ونظارة بعدسات بيضاء، فضلاً عن ساعته القديمة التي يرتديها منذ أن كان رئيساً ويبديه عصاة.
دخل “البشير” قفص الاتهام وهو يلوح بيمناه وخلفه ضابط سجون برتبة ملازم أول وآخر يتبع للقوات المسلحة ربما وضع معه لرمزية (الجيش) وثالث من الدعم السريع إلى جانب شخص يرتدي زياً مدنياً (بدلة اشتراكية) ربما ينتمي لجهاز المخابرات العامة.
(3)
“البشير” وقف لثوانٍ يلوح لذويه وهيئة دفاعه وهو مبتسم ثم جلس على كرسي أسود اللون يبدو أنه مريح بعض الشيء يقابل منصة القاضي، القفص محكم الإغلاق من الخارج يحيط به ضباط وأفراد الشرطة والدعم السريع من الخارج، عدد من ذوي الرئيس المخلوع واصلوا التلويح له بصورة منفردة بحيث يقف أحدهم ويلوح لـ”البشير” الذي كان يقابل كل التلويحات بابتسامة وتلويحة بيمناه وهو جالس، وفي بعض الأحيان يومئ برأسه مبتسماً.
(4)
هيئة الدفاع التي يترأسها أحمد إبراهيم الطاهر تجلس في المقاعد الأمامية أقرب إلى قفص الاتهام خلفهم يجلس شقيق الرئيس المخلوع “علي حسن أحمد البشير” وعلى مقربة من يجلس شقيقه الأكبر “محمد” وخلفهما شقيقاتهما صفية وأسماء وعدد آل الصديق إلى جانب شباب الأسرة، مع غياب زوجتي “البشير” و”داد بابكر و”فاطمة خالد”.
(7)
زهاء الساعة ونصف الساعة التي قضاها “البشير” داخل القفص كان جالساً بثبات تارة يتحسس أذنه وتارة أخرى أنفه ثم يخلع نظارته تارة يعيدها، لكنه لم يقف أو يتحدث مع شخص داخل أو خارج القفص قط، فضلاً عن أنه لم يتناول مياها أو يطلب ذلك، في وقت وزع فيه أشخاص من ذويه كمية كبيرة من قوارير المياه داخل القاعة على أقاربهم وأعضاء هيئة الاتهام، مع احتفاظهم بساندوتشات وزعت خارج المحكمة عقب نهاية الجلسة.
“البشير” غادر قفص الاتهام عبر بواباته الخلفية بسرعة وسط حائط بشري في شكل دائري حتى صعد على سيارة برادو مظللة وتوسط الحرس ثم غاردت بسرعة. “البشير” الذي استقبله بعض مناصريه خارج المحكمة بالتهليل والتكبير خرج وودعه بعض أعدائه كانوا يقفون خارج دائرة التأمين من الناحية الشمالية للمعهد بعبارات (الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية).
(8)
برز إعلامياً اسم رئيس هيئة الدفاع عن “البشير” “أحمد إبراهيم الطاهر” وهذه حقيقة أنه رئيس هيئة الدفاع المدون على محضر القضية بالمحكمة لكن عملياً يباشر إجراءات الدعوى دفاعاً عن “البشير” المحامي “هاشم أبو بكر الجعلي” فهو من يقف ويسأل شهود الاتهام، يراوغ ويدافع ثم يهاجم.
ربما يكمن سر اختيار الطاهر رئيساً لهيئة الدفاع في رمزيته السياسية متنقلاً بين عضوية البرلمان ومستشار للرئيس المخلوع ثم وزيراً لديوان الحكم الاتحادي وصولاً إلى منصب رئيس البرلمان في العهد البائد، فضلاً عن ابتعاده عن ممارسة مهنة المحاماة منذ العام (1986) تقريباً، أضف إلى ذلك ممارسة الجعلي للمهنة حتى الآن فهو يزاول العمل بمكتبه حالياً.
(9)
جلسة أمس (السبت) أتاحت فيها سلطات المحكمة فرصة دخول مصوري القنوات الفضائية المحلية والعالمية فكان ظهور الرئيس المخلوع الأول عبر (الفيديو) منذ يوم الثلاثاء التاسع من أبريل الماضي الذي شهد آخر ظهور له إبان اجتماعه بالمكتب القيادي لحزبه البائد، كما شهدت جلسة أمس أيضاً ظهور وجوه إعلامية غير محرري الصحف والقنوات الفضائية وهما رئيس تحرير صحيفة الوفاق “رحاب طه” والمستشار الإعلامي السابق بسفارة السودان في الدوحة “سيف الدين البشير”.
الخرطوم: محمد أزهري
صحيفة السوداني
قاتلك الله ياالبشير ما عملت خير في الوطن ولا حاشيتك الضلاليه. قسمتوا البلد استبتحوا موارده لصالحك بيعتوه ما في شئ ما عملتوه لصالح البلد