لماذا مملكة الجبل الأصفر الآن وفي هذا التوقيت ؟
لا شك أن ما يسمى بمملكة الجبل الأصفر هو التحدي الخارجي الأول لوزارة الخارجية..قناعتي أنه لا صدفة في الحياة وبشكل خاص في السياسة ..فلماذا مملكة الجبل الأصفر الآن وفي هذا التوقيت ؟ وهل سنسرع في التعامل مع الموضوع ام (نطنش) حتى نتفاجأ بأقليات وإثنيات في الشمال من السودان لا ندري من أتى بهم وماهو الغرض الفعلي من وجودهم خاصة أن رئيس تلك المملكة المزعومة غير معلوم للعالم حتى الآن ؟
ولماذا تم إعلان تلك الدولة من اوكرانيا من لبنانية تتحدث العربية ولكني لمحت بعض التكسير في نطقها للأحرف العربية فهل هي فعلا لبنانية ؟ ! ومن هم هؤلاء القوم ؟
من متابعتي لما كتب لاحظت إستهتار وسخرية من الأمر وكأن الأمر الذي شغل العالم وكان حديث وكالات الأنباء لا يعنينا .. يا سادتي الأمر جد خطير .. ولا يغرنكم ما كتب عن ان المنطقة غير مؤهلة للسكن والإقامة .. هنالك دول زرعت الصحراء ودفنت البحار وأقامت عليها الإنشاءات.. هولندا مثالا
نحن من أكثر الدول التي تعاني الويلات من جيرانها الكثر الذين تربطنا بهم صلات دم ولغة ودين وجيرة ونيل فمابالكم بجار لا نعرف من هو ولا من أين أتى ..!
الصمت ليس في صالحنا والإعلان القادم لتلك المملكة سيتم من أروقة الأمم المتحدة بعد أن يتم وضع اليد على تلك المنطقة المرتبطة بحلايب وشلاتين ..المعضلة التي يجب أن يجد لها القائمون على الأمر حلا جذريا لأن التطمينات وامتصاص غضب الشعوب بالحديث الناعم او حتى المخاشنة بين البلدين المعنيين لم يعد مجديا وها نحن (نتفاجأ) كالعادة بمهدد أمني آخر ..ومازلت أذكر صورة ذلك الأب عندما نشرت في ٢٠١٤ حين جاء بابنته لتلك المنطقة وادعى انها مهجورة وأهداها إياها لتصبح ملكة عليها..!
حينها أيقنت أن في الأمر مكيدة ما..فكيف عرف الرجل تلك المنطقة وكيف ذهب إليها ؟ والرجل كان غربي والآن من أعلنت تلك المملكة (لبنانية) ومن سيأتون بهم غالبا عرب ومسلمين كما ادعت ؟ فماهو الرابط بين كل هؤلاء ؟
هؤلاء القوم لا يعرفون الصدف والمفاجاءات مثلنا..إنهم يخططون على المدى البعيد بينما نحن منشغلون بأبجديات تجاوزها العالم..!
الواضح جدا أن خطابات الوزراء الجدد كان فيها محاولات لتطمين الغرب او بالأحرى تصعير الخدود لجني المكاسب..؟
قد يجني ذلك بعض من المكاسب لا تتعدى الزيارات او إطلاق سراح بعض المؤسسات للعمل بالسودان وهي غالبا مؤسسات تشريفية لن يكون لها أثر إقتصادي يذكر ..
إنهم أكثر ذكاء ودهاء مما نتخيل فهم يفكرون كمؤسسات وبروح الفريق الواحد ونحن أبعد ما نكون عن هذا..والله يكضب الشينة
حتة : عندما تضع نفسك في مكان الآخر حينها تستطيع أن تتعامل معه .. اما طريقتنا البلهاء في التعامل مع الأمور لن تجلب لنا سوى مزيد من المتاعب.. فهل من عاقل !
Rehab Al Araki