تحقيقات وتقارير

بعد قرار استئناف الدراسة .. عطلة السبت هل تنقذ العام الدراسي؟


خلق قرار إلغاء عطلة السبت، من العام الدارسي الحالي، حالة من الجدل وسط أولياء الأمور والتربويين ما بين مؤيد ومعارض للقرار، فالبعض اعتبره حلاً يمكن أن يعوض الفارق الدراسي لتغطية المناهج نتيجة التوقف الذي لازم العام الدارسي، بينما ذهب الآخرون إلى أن السبت يتم فيه تحضير الطالب لبداية الأسبوع، وقالت المعلمة بمرحلة الأساس النعمة حيدر إن إلغاء عطلة السبت والدورة المدرسية من شأنه أن يقلص فارق الحصص، وأشارت إلى أن إلغاءها قد يكون تم وفق خطط مدروسة من قبل المسؤولين، وأوضحت أن المعلمين يقع عليهم العبء الأكبر في تعويض النقص المتمثل في الحصص، وطالبت أولياء الأمور بضرورة مراقبة الطلاب في الفتره المقبلة ووضع جداول تعينهم في استذكار الدروس ومراجعة درس اليوم باليوم.

تذبذب العام
العام الدراسي شهد تذبذباً ملحوظاً بسبب تداعيات المشهد السياسي، بجانب الأمطار والسيول التي ضربت البلاد مؤخراً، والتي أدت إلى انهيار المنازل بالكامل والمدارس، الأمر الذي جعل البعض ينادي بتجميد العام الدارسي، بيد أن المجلس السيادي أحال قرار التجميد من عدمه إلى رئيس الوزراء، د.عبد الله حمدوك والذي أصدر قراره باستئناف الدارسة في وقت أقصاه حتى منتصف الشهر الجاري، وذلك لمرحلتي الأساس والثانوي في جميع ولايات البلاد.
وفي ذات السياق أشار وكيل وزارة التربية والتعليم المكلف الطاهر حسن في تصريح صحفي، إلى أن الترتيبات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم كانت بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة لاستئناف العام الدراسي، مشيراً إلى أن رئيس الوزارء وجه بالاستفادة من عطلتي السبت والدورة المدرسية لتعويض العام الدراسي.

رفض قاطع
ولكن لجنة المعلمين بتجمع المهنيين كان لها رأي مخالف بشأن استئناف الدراسة وإلغاء عطلة السبت، حيث أعلنت رفضها القاطع لاستئناف العام الدراسي، ووصفت القرار بالمعيب، ووضعت جملة من الاشتراطات بين يدي رئيس الوزراء، الدكتور عبد الله حمدوك، واستندت اللجنة إلى أن القرار تجاهل كل مسببات توقف الدراسة وتداعيات السيول والأمطار والدمار الذي لحق بالمدارس، واضعة بذلك عدة اشتراطات، وهي فصل رموز النظام البائد الذين يسيطرون على مفاصل الوزارة، وأشارت في بيانها إلى أن مشكلات الخبز والوقود لا تزال تمد لسانها ساخرة من وزارة التربية والتعليم والتي بسببها حدثت مجزرة الأبيض، وأوضحت أن هناك أعداداً كبيرة من المدارس قد انهارت بسبب الأمطار والسيول وتحتاج إلى معالجة وعمل دؤوب، وأن البيئة الدراسية في كل أنحاء البلاد متردية، بالإضافة إلى معينات الدراسة من الكتب وغيرها، بجانب أن وضع المعلم أصبح يزداد سوءاً ويعيش واقعاً مأساوياً يتطلب معالجة عاجلة، واعتبرت اللجنة أن ما زاد الأمر تعقيداً، هو إلغاء عطلة السبت بصورة مميتة، هذا الرفض من قبل لجنة المعلمين من شأنه أن يعقد الأزمة أكثر من أي وقت مضى، وربما يجعل قرار استئناف الدراسة يذهب أدراج الرياح، خصوصاً إذا وجد الاستجابة من قبل قطاع المعلمين على مستوى مرحلتي الأساس والثانوي.

إلغاء العطلة
فيما ذهب بعض أولياء الأمور إلى أن إلغاء عطلة الدورة المدرسية والسبت لن تؤثر في مسألة التحصيل الأكاديمي، خاصة وأن العام الحالي قد شهد تقاطعات سياسية كثيرة أدت إلى تعطيل الدراسة، وقال محمد يوسف بصفته أحد أولياء الأمور بمدرسة الزهراء بنات بشرق النيل، إن أهم عنصر في كل هذه الخطوات، هو مستقبل أبنائهم الأكاديمي. ومن جانبها قالت حنان السيد معلمة بالمرحله الثانوية إن إلغاء السبت يشكل تحد حقيقي للمعلمين وأسر الطلاب واعتبرت أن القرار طبيعي جداً مع عدم وجود بدائل وأشارت أنه ليس هنالك من خيار سوى اللجوء إلى عطلتي السبت وإلغاء عطلة الدورة المدرسية و أوضحت أنه بتعاون المعلمين و أسر التلاميذ يمكن أن يمضي العام الدراسي رغم الصعوبات الكثيرة التي تتمثل في تهيئة البيئة الدراسية

تساؤلات
وتساءل البعض حول قرار استئناف الدراسة ومصير أولئك الطلاب في المناطق التي ضربتها الأمطار والسيول وجرفت مدارسهم، في ذات الوقت الذين يجلسون في العراء وكيف سيتم تعويض الفارق الدراسي بينهم وبين المدارس الأخرى، خاصة طلاب مرحلتي الشهادة السودانية والأساس الذين يهمون بتخطي مراحل جديدة من مراحلهم التعليمية، ما يجعل التناقض والتضارب حاضراً في المدارس، وأبدى المواطن آدم خالد تساؤلاته بأن التلاميذ الذين فقدوا منازلهم ومدارسهم ويهيمون الآن في العراء تحت هجير الشمس، فهل تتم معاملتهم مع ذات أقرانهم من الذين يقطنون في المناطق التي لم تتأثر بالسيول والأمطار.

ظروف قسرية
فيما يتعلق بإلغاء عطلة السبت والدورة المدرسية قال الخبير التربوي الهادي السيد عثمان لـ(آخر لحظة)، إن الظروف هي التي خلقت إلغاء عطلتي السبت والدورة المدرسية، وأشار إلى أن إلغاءها تم بسبب الظروف التي مرت بها البلاد من عطلات جبرية وغيرها، وأضاف أن الدورة المدرسية تأخذ فترة زهاء الأسبوعين كعطلة، وقال إن العام الدراسي بولاية الخرطوم، بدأ متأخراً مقارنة مع بقية الولايات الأخرى، مؤكداً أن الظروف هي التي خلقت إلغاء تلك العطلات، واعتبر أن نظرة الحكومة صحيحة في ذات الاتجاه، مبيناً أنه ولأجل التحصيل الأكاديمي وتعويض الفاقد الدارسي، تتطلب الحاجة إلى إلغاء العطلات، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية قيام الدورة المدرسية وعدم إيقافها بسبب الظروف الحالية، وتابع أن الدورة المدرسية الهدف منها خلق الروابط الاجتماعية بين الطلاب، بجانب أهمية المناشط في تخفيف الضغط الأكاديمي عن الطلاب، وأكد أن الطلاب مضطرون لتقبل قرار الإلغاء بسبب الظروف التي مرت بها البلاد، وأوضح أن الآباء لن يتقبلوا فكرة تجميد العام الدراسي، مشيرين إلى أن مثل هذه الخطوات لها عواقب وخيمة.

تقرير: عثمان الطاهر
الخرطوم: (صحيفة آخر لحظة)