رأي ومقالات

الجزولي: لو عاد البشير اليوم فوق دبابة لأسقطناه


ترددت كثيرا في التعليق على مقال كتبه الاخ الكريم د.النقر الفادني ذهب فيه إلى أنني أبديت ندما على المشاركة في إسقاط البشير وما ترددي إلا لأنني مشغول بالرد على الإقصائيين الجدد العلمانيين فما أحببت أن أدخل في معركة أعتقد انها داخلية بين إجتهاد وإجتهاد مقابل لكنني بإختصار أقول :
اولا : لست نادما على إسقاط البشير وسعيد بنيل شرف تحرير الإسلاميين من سلطة الفرد فإن إنقلاب 30 يونيو المشؤوم كان أكبر خطيئة يفعلها الإسلاميون يتجرعون كأس حنظلها اليوم إذ خرجت الحركة الإسلامية السودانية يوم 30 يونيو 1989 ولم تعد حتى الآن .
ثانيا : موقفي من إمارة المتغلب واغتصاب حق الأمة في السلطان موقف مبدئي ولو عاد البشير اليوم فوق دبابة لأسقطناه وما موقفي الداعي لإسقاط الإنقلاب العسكري القحتاوي إلا إنطلاقا من ذات المبدأ .
ثالثا : قلت المشاركة في إسقاط البشير كان إجتهادا صائبا لكن الأكثر صوابية منه إسقاط قحت المختطفة لثورة الشعب وهويته وسلطانه فلم أقل أن المشاركة الاولى كانت خاطئة .
رابعا : لقد اختطف العلمانيون الثورة بسبب تآمر الخارج نعم لكن لتخاذل الداخل أيضا دور كبير إذ لو نهض الإسلاميون معنا للثورة على فساد الإنقاذ واستبدادها ما استطاع العلمانيون إختطاف الثورة لكنهم جلسوا يهللون ويكبرون للتجديد للبشير حتى غرق البشير وأغرقهم معه .
خامسا : كان يمكن أن يكون التغيير أقل تكلفة لو وجد البشير حوله من النصحة الصادعين بالحق غير الخائفين من تقارير الأمن الشعبي وفقدان منصب أو ذهاب مصلحة يقومون عليه يلزمونه بالإستقالة أو عدم التجديد ويدخلون مع شركائهم في الوطن في مفاوضات جادة تفضي لشراكة حقيقية غير إلتفافية لكن تعنت الغباء المستحكم في إفشال مفاوضات أديس ابابا مع نداء السودان بغية شق صفهم أدي لإنهيار السلطة كلها فأؤلئك المستبدون الأغبياء هم أولى بالندم فلو أن مفاوضات أديس أبابا نجحت وأدت لشراكة تصلح النظام إصلاحا حقيقيا لتغير المشهد .
سادسا : في خطبة جمعة نشرت يوم 14 ديسمبر قبل الثورة بخمسة أيام كان عنوانها (في زمن الإحتقان رسالة إلى هؤلاء، وأولئك ) كانت من ضمن الرسائل رسالة إلى قادة الحركة الإسلامية قلت فيها بالنص ( إلى شيوخ الحركة الإسلامية وقادتها اغتسلوا من خطايا الإنقاذ في بحر التغيير فكونوا رواده وقادته قبل أن تغرق الإنقاذ وتغرقوا معها ) ليتهم سمعوا النصيحة لكان صديق يوسف اليوم ورفاقه الأغرار مشدوهين من الإبداع الإسلامي الإسلامي في روشتة الغلاج الجريئة والقابلية للشفاء فتخاذل الإسلاميين في المشاركة في التغيير وترددهم في تبني مشروع إصلاحي حقيقي هو سبب الكارثة .
سابعا : إن مشاركة إسلاميين في الثورة ونيل بعضهم الشهادة وإعتقال بعضهم الأيام والليالي الطوال هو درع الإسلاميين اليوم في مواجهة مشروع العلمانيين الإنفراد بالمشهد وهو منطلقنا الأخلاقي الذي سنكسب به الشوط الثاني من التغيير فلسنا ثورة مضادة ولا سدنة نظام سابق بل شركاء أصيلين وقريبا ستذهب السكرة وتحضر الفكرة .
ثامنا : أخي الكريم د. النقر الفادني فلندع عنا التلاوم وليعلم خصومنا أن القيامة لم تقم والتاريخ لم تحن نهايته وهي الأيام دول ولم يزل في الوقت متسع للتصحيح والمراجعة لقد دفعنا للمشاركة في مشروع الإسقاط الاول مبادؤنا وتدفعنا للمشاركة في مشروع الإسقاط الثاني مبادؤنا فبها نقيس الأمور وإليها نحتكم لا تدفعنا لذلك حالة تشفي ولا تغطي عين عقلنا غين الغبينة ولو كنا كذلك لمددنا يدنا إلى من شاركناهم سجون ومعتقلات الإنقاذ لكنهم أسفروا عن يد أشد اتساخا فالثورة على الفساد والإستبداد عندنا ليست حالة نفسة بل فريضة شرعية .
د.محمد علي الجزولي
رئيس حزب دولة القانون والتنمية
14/9/2019


‫2 تعليقات

  1. للأسف المناصحة كانت نزاعا ، وقد قال تعالى ” وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ”

    تنازعتم ففشلتم ، وذهبت ريحكم ، وليت الأمر وقف عند هذا الحد ، ولكنكم تركتم الشعب لقمة سائغة لليسار العلماني

    هم أيضا بدأت منازعاتهم ، وستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا

    والشعب مابين اليمين الديني ، واليسار اللاديني ….ضاااائع ضايع

    يا بلدي يا منكوب