فيصل تحت الضغط
يتعرض الزميل الاستاذ فيصل محمد صالح.. وزير الثقافة والاعلام لهجمة مضرية بسبب تصريحاته الاخيرة الخاصة باقالة مدير التلفزيون القومي التي قال انها تحتاج لاجراءات معقدة او كما قال..
# هي ليست كذلك كما يبدو حسب واقع الحال.. اذ يتطلب الامر توصية صغيرة من سطرين مشفوعة باليقين والاسباب والمسببات الى معالي السيد رئيس الوزراء.. فيتم الاجراء في زمن وجيز دون ان يكلف الاخ فيصل نفسه مشقة هذه التصريحات والتفاسير لكي يفتح الباب امام كل هذا الغبار.
# قد لا يعرف الكثيرون.. واغلبهم ينطلقون من مواجد شخصية في هجومهم على الاعلام السوداني، ان الدولة.. او تحديدا الحكومة الاتحادية، لا تملك من هذا الفضاء المفتوح غير سونا والتلفزيون القومي والاذاعة القومية.. وهذه مؤسسات تضج بأفندية الاعلام من اولئك الذين يتخذون من هذه المنابر وظيفة ديوانية.. يقضون سحابة يومهم فيها ما بين المرتب جا.. البديل النقدي ما نزل.. وبدل الوجبة الشوية.. لذلك سيظلون طويلا بلا نفع ابداعي.. وبلا رسالة اعلامية واضحة وخلاقة يمكن ان تتسلل الى الناس لتحدث اثرا فيهم… لذلك لا تستغربوا لما قام به مدير التلفزيون اسماعيل عيساوي وهو رجل يجسد بوضوح لمقولة كل امرء في السودان يحتل غير مكانه.. لا تستغربوا موقفه من فيلم خفافيش الظلام والرجل مجرد منفذ للاوامر العليا وهذي هي ميزته الوحيدة.. ان ينفذ الاوامر ويعرف كيف يقول حاضر.. لذلك من الظلم ان يقف عنده قطار الانتقاد وحده والسادة اصحاب التعليمات العليا يجلسون على القصور.. يحتسون الشاي ويستقبلون الآت ويودعون المنصرم من الضيوف في مكاتب الحكومة.. ولا يهمهم كثيرا ان رفد عيساوى او مضى الى الجحيم بعد استنفذ غرضه وانتهت مرحلته.
# لا تفتكروا بان فيصل محمد صالح لم يسع لاقالة عيساوي.. هو فعل ذلك وهو اكثر حنقا منكم جميعا على عيساوي واكثر استعجالا في ارضاء الفئة التي حملته حملا الى كرسي الوزارة.. ولكن فيصل معذور.. فهو لم يكتب الوثيقة الدستورية التي اعطت سلطات اعفاء القيادات العليا بالدولة لرئيس مجلس الوزراء وجعلت من الوزير مجرد “الفة” و”محولجي” لا يعين ولا يرفد.. فهل هذا هو ذنب فيصل محمد صالح.. ؟!
# اعود واقول بان المؤسسات الاعلامية في السودان.. صحف واذاعات وقنوات تلفزيونية.. كلها قامت بجهد خالص للقطاع الخاص.. خاصة الناجحة منها.. اي بمعنى انها ملكية خاصة بالافراد.. وبدلا من الاجتهاد في ممارسة الهمبتة على هذه المؤسسات سواء بوضع اليد او التدخل الحكومي السلطوي الذي يمنع هذا ويمنح ذاك.. على الناغمين من فشلهم الاعلامي والساخطين على من نجحوا فيه.. ان يشرعوا في تأسيس منابرهم الخاصة وامامهم براح غير مسبوق من الحريات والمزاج المعتدل.. اكربوا قاشكم واسسوا الاذاعات والفضائيات والصحف واتركوا الحكم للمتلقي الذي نعتبره الحكم العادل الذي لا يظلم احد.
# اخيرا اقول اتركوا فيصل محمد صالح يعمل بعيدا عن فصل زيد وتعيين عبيد لكي يبدع ويقدم تجربة مختلفة توازي تلك الفرحة التي انتظمت وسط الاقربين والابعدين باختياره لهذا المنصب.
# غدا بإذن الله نعود لتصريح ولاء البوشي التي قالت انها ستفتتح تحقيقا في اموال المدينة الرياضية.. والمدينة الرياضية حسب علمي تتبع لرئاسة الجمهورية ولم يصدر بشأنها اي قرار بايلولة ادارتها لوزارة الشباب والرياضة..
ايمن كبوش
اليوم التالي