رأي ومقالاتمدارات

ايلاء يعود الى سطح (الأحداث) ..انتقام سياسي أم طوفان (الثورة)

عاد الى سطح الأحداث من جديد دكتور محمد الطاهر ايلا رئيس مجلس الوزراء السابق والقيادي المشهور بالمؤتمر الوطني حيث حملت وسائل الاعلام عن أنباء رشحت بأنه اعتذر لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك عن تولي منصب وزير التخطيط العمراني فيما جاء أنه يواجه ببلاغ من نيابة الأموال العامة ومكافحة الفساد بولاية الجزيرة التي كان واليها الأسبق.

لم يكن مفاجئاً اختيار الرجل من قبل حمدوك والذي يتمتع خطابه بالقدر الكبير من الحكمة لدرجة أنه اعتبر الحركات المسلحة شريكة في الثورة ، مثلما يصف الكثيرين بأن ايلا شخصية قومية مقبولة كانت التوقعات تذهب في اتجاه أنه سيكون خلفا للرئيس السابق عمر البشير كما لم يكن مفاجئاُ بالنسبة للمراقبين اتهام ايلا بالاعتداء على المال العام لجهة أنه من الشخصيات التي تعرضت لضربات الخصوم الانتقامية ولم تنجح ابان الفترة السابقة فقد انتصر ايلا على أعدائه من داخل منظومته السياسة و في عدد من المرات مع الأخذ في الاعتبار أنه محبوب من تيار ومكروه من الأخر في ذات الحزب الحاكم ولن ينسى التاريخ الصراعات المريرة التي خاضها مع قيادات حزبية في ولاية البحر الأحمر وكذا الحالبولاية الجزيرة حينما ،وفي كل المرات حتى يتدخل البشير ويتخذ من القرارات والتي تجئ في صالحه ومن قراراته أن حل المجلس التشريعي المنتخب بالولاية وفرض حالة الطوارئ وهي سابقة تاريخية بالنسبة للولاية التي تتمتع بنعمة الأمن –كما استطاع ايلاء الحفاظ على الأمن بعد أن كادت الولاية ستنزلق في منعطف أمني خطير.

ايلا يتصف بالقائد الكاريزمي مما ساعده في التنقل بين المناصب الدستورية والتنفيذية بأيلوبه الخاص مما جعل من بورتسودان ، مدينة ذهبية وحاضرة جميلة ومشرفة للبلاد ومدينة متحركة بالأمواج والسياسة والتجارة والاجتماع وصنفت من أنظف مدن البلاد كما نالت اعجاب كل الدبوماسية الممثلة للعالم الخارجي حينما زاروها في مناسبات مختلفة

يرى المراقبين أن أيلا عمل على محاربة الفساد حيث أشاروا الى تغريدته في حسابه على الفيس بوك بعيد تعيينه رئيسا للوزراء «لأجلكم قبلت التكليف وبكم نجتاز الصعاب، وسأضرب بيد من حديد، وحربي وسأعلنها من لحظة أدائي للقسم، هي ضد الفساد والمفسدين) لذا انقلبت عليه الدوائر الشريرة من القطط السمان حسبما يشيرون.

يقول عنه المواطن محمد موسى من شرق البلاد أن ايلاء يعتبر الحسنة الوحيدة في عهد الانقاذ وذلك بالنظر الى انجازاته المتعددة في مجال البنية التحتية والاستثمارات فهو معيار للكفاءة ومن الشخصيات القوية والمهابة وحينما صرح بالفساد كان من داخل بيته (الوطني )وفي الوقت الذي كان فيه الكثيرين من قيادات الوطني تختفئ خلف السنتها ولو مجرد ذكر كلمة الفساد كما أنه وبخلاف أنه (قفل البلف ) أمام الفاسدين قام بحل العديد من الأوكار النؤسسية والمتمكنة بجانب عدد البيوتات المؤسسية بجانب انه عمل على محاربة التضاد الموجود في المؤسسات ودمجها في جسم واحد لتصفية الدولة العميقة ووصف ايلا بأنه الوحيد القادر على قتل جزور الفتنة في الشرق وقال أنه من أسرة ميثورة الحال حيث كان والده من كبار التجار في المنطقة واشتهر بتنفيذ المشاريع الخدمية من خلال ما يعرف “بالعون الذاتي.

وتتفق كثير من الأراء على أن الدكتور محمد الطاهر ايلا من الشخصيات القليلة الذين وضعوا بصمة واضحة لن يمسحها التاريخ في المجالات التي تولى زمام الأمر فيها وهي ولايتي البحر الاحمر والجزيرة واللتان حقق فيهما نجاحات في مجال البني التحتية من حيث الطرق والانترلوك والملاعب الرياضية واهتمامه بالشباب بجانب صيانة المستشفيات، وانشاء المدارس تتميز بالمواصفات الممتازة من التشييد وهو الرجل الوحيد الذي شق عصا الطاعة وحسم القضية المحورية الدائرة ( هل تحكم الحكومات بواسطة أجهزتها التنفيذية أم بواسطة حكومات الظل وكان حكمة بصورة مركزية أدخلته في صراعات حزبية وتنظيمية خرجت على الملاً المشهود و في زمن لم يكن هناك من يجروء بالجهر براي مخالف..

يقول المواطن سعيد الحاج من الجزيرة أن ايلا (اختلفنا. معه ام اتفقنا سيبقي هو من بعض الاشراقات القليلة التي خلفت بصمات واضحة في حياة المواطن العادي …وكما يقول الكثيرون تبقي المسافة التي سفلتها بطريق الخرطوم مدني من الشواهد الحاضرة علي عطاء الرجل ثم يضيف في حديثه لـ(الوطن ) ويجدر بي ان أشير الي ان النظام السابق حينما كان يتلفظ انفاسه الأخيرة وجد في ولاية الجزيرة اكبر مكان لحشد يمكن ان يستقبل الرئيس السابق في ظل التظاهرات التي عمت البلاد ليس استنادا لولاء حزبي وهي الولاية التي وصفها بانها تربية شيوعيين وانما احتماءا بشعبية. ايلا الكبيرة بالولاية ويتابع لم تسنح له الفرصة الكافيه لرئاسة الوزراء لاصلاح مايمكن اصلاحه وبدأ بقرارات تعتبر الان هي قمة مطالب الثورة وهي محاربة الدولة العميقة والتي بدأ بتصفية مؤسساتها ودخول اوكارها ولكن الزمن لم يسعفه من تحقيق برنامجه الوطني حيث ذهب به طوفان الثورة بعيداُ عن السلطة كما البقية.

الخرطوم :فاطمة رابح

تعليق واحد

  1. كشف رئيس الوزراء عبد الله حمدوك عن قبول النيابة تهماً أخرى في مواجهة الرئيس المعزول يجري التحقيق حولها. وقال حمدوك لمصادر إنه متى ما اكتملت عملية التحقيق سيتم تقديم البشير للمحاكمة في تلك الجرائم.

    وجزم حمدوك بأنه إذا تم قبول أية بلاغات ضده أو ضد آخرين من النظام السابق ستتم محاكمتهم، وأضاف قائلاً: (إن من أولوياتنا تثبيت سيادة حكم القانون والعدالة والمحاسبة على كافة الجرائم التي ارتكبها رموز النظام البائد، كما جاء في قلب شعارات ثورة ديسمبر).

    ونبه حمدوك إلى إجماع كامل وسط قوى الثورة على أن لا مكان لحزب المؤتمر الوطني ورموزه ضمن هياكل السلطات الانتقالية،