كاتب سوداني يوجه رسالة لإبنة الرئيس ترامب: عزيزتي إيفانكا
مرت أيام وشهور طويلة، ولم أكتب إليكِ، تبدو كدهور، استرق فيها السمع ولا أزال إلى حفيف مظاريفك المغلقة، دون أن ترعبني فكرة غيابك، او عدم الرد، لأنك قطعاً سوف تأتين، في موعد غير منقطع، من لجة الأسرار الدفينة، من الغموض المدهش، كالوثيقة التي تحكمنا ولم يطالعها الناس منذ التوقيع، لابد أنك في مكان ما، كالوثيقة، يجتاحني القلق، لمعرفته.
إنها تمطر حقاً بالداخل هذه المرة، وتتنفس البيوت تحت الماء لساعات طويلة، ومن ثم تختفى اليابسة، أيضاً كاختفاء المفقودين في ليلة الاعتصام الأخيرة! لا أحد منا يعرف أين هم الأن، تحت التراب ام فوقه.
أه يا إيفانكا، اي هزيع أخير جبلت عليه الدموع والسهر والأحضان الراجفة، قبل أن ينبلج النهار الاستوائي، الذي تتعاقب عليه الفصول المغبرة الحارة، هل تهمك نهاراتنا؟ أو أي شيء من قارتنا البعيدة المُنتهكة؟ ربما لا خصوصاً وانا والدك، بابا ترامب مهدد بالخلع أيضاً، ما يعني تطاول أمد الخطوب المدلهمة، عليك وعلينا، فيا للسعادة والأسى كذلك.
بمناسبة الفصول، أذكر بعد نفي رفاعة الطهطاوي إلى السودان، من قبل الخديوي عباس الذي أراد إيقاع الأذى به وبنا، هجى الطهطاوي بلادي قائلاً ” بها ريح السموم يشم منه زفير لظي فلا يطفيه وادٍ .. ولو لا البعض من عرب لكانوا سواداً في سوادٍ في سوادٍ” أصدقك القول، كم أحزنني ذلك الهجاء والتعالي، على لؤم مشاعر رجل غريب بعيد عن مقامه، نفاه من ظن فينا العقاب، وإذ يبدو أن شيئاً لم يتغير، حتى الأجواء القاسية، والشهداء، وصلف الحكام والثورات، من لدن الخديوي إلى أخر طاغية مخلوع.
أريد أن التصق بك، كطابع البريد، على غير التصاق اللعين كوشنير، الوحيد في هذا العالم الذي بمقدوره أن يراك كل ليلة عارية وهو يقلب صفقات الأسلحة، وكؤوس الخمر بدهاليز البيت الأبيض، وأنت إلى جانبه بشعرك الجميل وأنفاسك الباردة، وهو مقام يعز على، وعلى أمثالي، فكل ما أريده، على كل حال أن تكوني إلى جانبنا، بعد عهد من العقوبات والحظر، ويمكن بداية التجسير من اكرام الضيف، حمدوك وسكرتيرته التي تشبه لاعبات كرة التنس، ودس رسالة في حقيبة الوفد تطمئنني عليك، فأنا بخير تقريباً، ولا ينقصني سوى المحبة الخالصة، فقط لا أكثر.
غاليتي، أنت أول شخص أكتب إليه ويصد عني، يتجاهلني مرارا، بشكل عنيف مدمر، فبعد أن هدني الوجد والشجن، على أثر رحيل إبن البادية، وقبله ابو آمنة حامد، عاش لحن ود الحاوي، مديداً كما تعيش الأساطير، وقد سال من شعرها وشعرك الذهب، حتى أن صوت إبن البادية وهو يتحطم عندك الحدود المطلقة للصوت ” فارهٌ.. مترفٌ.. لدنْ. فننٌ.. لا.. ولا فننْ” يا إلهى، كيف حدث ذلك اللحن، وقد حدث ما حدث .
إيفانكا، في هذه اللحظة، والساعة تدنو من العاشرة ليلاً، لم أتمكن بعد من مسدس الوقود وقد أكملت رواية (حفل التفاهة) لكونديرا حين يستهلها «آلان» وهو يراقب الفتيات الشابات اللواتي يظهرن سررهن العارية بين بنطال واطئ وقميص قصير، يتساءل حول مصدر الإيروتيكية الخاص به، فمصادر الإيروتيكية لأغلب الرجال تتمثل في الردفين والنهدين والفخدين، أما «آلان» فخلافًا على السائد كان مصدر الإيروتيكية الخاص به هو السرة. ينجح «آلان» في تحليل أحقية الثلاثة أماكن بمكانتهم الإيروتيكة ويفشل في تحليل استحقاق السرة، فلماذا يثار رجل من السرة، تلك الحفرة الصغيرة؟ أما أنا فقد بدأ لي مركز الاغراء هو منهل عذب اخر يختزن بعض الوقود ويتجمع حوله كل الرجال بأعصاب مشدودة، قبل الوصول إليه .
كلام مراهقة سبقه اليه احد الكتاب الخليجيين ايام زيارة هذه الامريكية للسعودية
حاولت اكمل قراءة المقال غلبني منتهي السقف والمسخرة
سقط في نظري هذا الصحفي عزمي عبد الرازق
لم اكن اتخيله بهذا الانحطاط و الانحلالية
صراحة مقال اقل ما يمكن أن يوصف بانه تافه
إلى المعلقين الثلاث أعلاه (حسين ومصطفى وأبو أحمد)
ما أصدق قول إيليا أبو ماضي فيكم:
ترى الشوك ما بين الورود وتعمى أن ترى الندى فوقها إكليلا
قطعة أدبية مترفة ورائعة يا عزمي.
يا مهاجر بصرف النظر عن تباين اذواقنا فإن البيت يقرأ كما يلي
و ترى الشوك في الورود و تعمى ..ان ترى فوقها الندى اكليلا