الحصان النبيل
سألنى سائل مشفق كيف ترانا نخرج من هذه الوهدة فى السودان وفى العالم العربى الذى يمور بخطوب ما جاءت بمثلها الأيام
ويمر بحادثات جسام يهلك فيها الحرث النسل والانعام.؟؟
قلت:
: نستطيع أن نخرج منها كما خرج الحصان من وهدته ونجا من حفرته.
قال:
وكيف نجا الحصان؟
قلت :
اصبر على أحدثك قليلا عن الحصان فلعلك لا تعرف إلا القليل عن الخيل التى ربما هى أنبل وأكرم مخلوقات الله فى الأرض بعد الإنسان. وقد ذكرها الله فى مقام ذكر ما يحبه الناس من نعمه عليهم وخصها بالذكر من بين الأنعام فقال( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطر المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث) وقال عنها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم(الخيل معقود فى نواصيها الخير إلى يوم القيامة) ولا غرو فإن الحصان يتميز بالقوة والشدة و بالصحة الجيدة فهو قليلا ما يعتل أو يمرض ، وذلك بسبب علو همته و تواصل نشاطه بغير فتور . وهو صبور ويتميز بالجلد وقوة التحمل والشجاعة والحماسة و الذكاء والفطنة وحب التعلم ، وكما أنه شديد الوفاء لرفقائه من الخيل وهو وفى لصاحبه و و مستعد للتضحية في سبيله . وهو جرىء لا يتهيب وحشا ولو كان كاسرا ًوهو من قليل الأنعام التى تهاجم الضوارى ولا تخشاها وتقتحم النيران ولا تتهيبها . والحصان ذكر الخيل ويقال للأنثى أنثى الحصان ولا يقال حصانة ويسمى الفرس أيضا والأنثى منه فرسة ومن أسم الفرس أشتق إسم راكبه فقيل له الفارس وهى تسمية شجاعة فلا يكون من يركب المقدام إلا مقداما.والخيل تتفاوت فى حجمها، وشكلها، وسرعتها حسب أصلها وجنسها، فهنالك الحصان البربري، والحصان العربي الأصيل، والحصان المُهجن الذي يجمع ما بين صفات الحصان الإنجليزي والحصان العربي، كما تختلف الخيول في لونها فهنالك الأبيض، والأسود، والأحمر، والأشقر، والأشهب.
والحصان مثقف طروب يعشق المويسقى. ويطرب لها ويرقص على إيقاع أنغامها ولذلك فهو حاضر في الحفلات، والأعراس، والاستعراضات و يتمايل بفارسه تجاوبا مع تطريب الطبل، والمزمار وغيرها من الآلات التي تستعمل فى تلكم المناسبات، وبعض الخيل تتراقص في استعراضات السيرك على أنغام الموسيقى فتثير الدهشة والعجب.
والحصان رمز للفحولة العالية والخصوبة المستمرة واحتمال عقم الحصان نادر للغاية، حيث لا تفقد الخيول قدرتها التناسليّة حتى لو تقدّمت في السن. والحصان حيوان غير شره للطعام والشراب ويكتفي بتناول كمية قليلة منه. و يتميّز الحصان بجهاز تنفسّي واسع عريض نتيجة سعة القصبة الهوائية لديه مقارنة بحجمه وضخامة قفصه الصدري، حيث يساعد ذلك على إدخال كميات كبيرة من الأكسجين إلى الرئتين على دفعة واحدة مما يجعله قوى الاحتمال شديد المراس. وهو صبور وقور ويتميّز بقدرة عالية على تحمل المشاق، والصعاب، بشكلٍ يدعو الإعجاب بل للعجب ، وقد أكّدت العديد من التجارب قدرة الخيول على قطع مسافات طويلة جدا، وخصوصاً الخيول العربية الأصلية، حيث أثبتت قدرتها على اجتياز هذه المسافات البعيدة بأوقات قياسية ، ولذلك يتم استخدام الخيول لقطع ابعد المسافات وصارت سرعة جميع المركبات تحسب بقوة سرعة الحصان. والخيل كما أسلفنا فائقة الشجاعة و شديدةالحماسة ومنذ القدم عاشت الخيول في الصحارى والبرارى الموحشة، وخاضت الحروب، والغزوات، واصبح الكد والمناجزة جزءا من سجيتها وطباعها وأصبحت هذه الصفات جزءاً لا يتجزأ من حياة الخيل النفسية فهن العاديات ضبحا الموريات قدحا المغيرات صبحا .. وهن الكادحات كدحا بلا كلل ولا ملل. ومن الخصال الحميدة الموجودة للحصان حب التعلم وسرعة الفهم و يتميّز الحصان بالذكاء والفطنة الفائقة، فعندما يعبر الحصان من مكانٍ فإنه لا ينساه، حيث يستطيع العودة إليه مرة بعد مرة، وكذلك فإنه لا ينسى الأشخاص الذين يتعامل معهم، ولا ينسى سابقة أعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر .
قلت:
هل إقتنعت أن الحصان هو أنبل الخلق وأكرمهم بعدالٱنسان.
قال:
نعم ولكنك لم تخبرنى كيف خرج الحصان من وهدته وكيف يخرج السودان من وهدته؟
قلت:
بقوة الفكر وقوة العمل كما فعل الحصان.قال وما فعل الحصان
قلت حكوا فقالوا:
سقط حصان أحد الفلاحين فى بئر جاف قديم ، فحاول الرجل جهده أن يخرج الحصان ولكن محاولاته ذهبت بغير جدوي ، ولما يأس من إخراجه واتته فكرة لئيمة ، أنه إذا استقدم من ينقذ الحصان العجوز فقد يطلب أجراً فوق ثمن الحصان الذى فقد قيمته لما طعن فى السن ، فقرر أن يستعين بجيرانه بعد أخبارهم بوقوعه فى البئر وموته فيها وبذلك يردم البئر على حصانه فيتخلص من الحصان العجوز ومن البئر الجاف القديم، دون أن يدفع أجرا ، ناسيا عهد خدمة الحصان الطويل فى مزرعته . ولما أستجاب الجيران وبدأ الجميع فى ردم البئر وإهالة التراب على الحصان ، أدرك الحصان نية صاحبه الخبيثة . لكنه استخدم قوة فكره وذكائه وفطنته لينجو لذلك فكلما أهال الأهالى عليه التراب فسقط على ظهره وجسده هز الحصان جسده بقوة وعزم حتى ينفض التراب من ظهره إلى قاع البئر ثم يقف على التراب المرتفع من قاع البئر . واستمر الحال هكذا لمدة غير قصيرة والحصان ينفض التراب ويقف فوقه حتى كاد الأهالى أن يتموا ردم البئر.. لكنهم فوجئوا بالحصان يقفز أمامهم بعد أن ارتفع التراب به إلى قريب من حافة البئر ، ثم ينطلق حرا إلى البرارى.ناجيا بنفسه وبحياته
نجاة وحرية نالها بفكره وكده لا بطلبها من أحد الناس الراغب منهم أو الكاره.
أمين حسن عمر
حكمة والله وحكاية.
ليس لها مثيل.
الحكمة هنا لرجاحة العقل .وليس في الحلقوم والعنتريات .
يعنى قصدك الاخوان المسلمين سوف يخرجون من وهدتهم بالخروج للحكم
والحرية من السجون بعد وقعوهم فى بئر الرزيلة والفساد والتمكين وقهر العباد
والاسبتداد لا يا دكنور اذا هذا حصل الا علي جثث الشعب السودانى كرهناكم
انتم اسوء من حكم هذه البلاد فى حكمكم لم يسلم شئ فى البلاد حتى البلاد
قسمتوها بالعنصرية والانفراد بالحكم وقتل كل من يخالفكم الله لا عادكم
يبدو ان الثقافة ليست حكراً على الحصان، فها هو البغل يتفلسف ويتحفنا برمزية عميقة المعانى!