الطاهر: ولا (إلى خروج من سبيل) إن لم يقم تيار وطني عريض؛ أوسع من تحالف قوى الحرية والتغيير الذي يحكم البلاد حاليا
تحالف الأعداء!
● شاهدت الأخ الوزير فيصل محمد صالح في مقابلة مبثوثة على وسائل التواصل الاجتماعي يتحدث فيها عن ضغوط يتعرض لها من قبل ناشطين يطالبونه بإيقاف بعض الإعلاميين والصحف عن ممارسة نشاطها ونشاطهم؛ لأنهم بحكم تصنيفهم لا يوافقون خط (الثورة)!!.
● اضطر فيصل أن يذكر هؤلاء الناشطين بأن الديمقراطية تقتضي المجادلة والحوار لا اللجوء إلى أدوات القمع والقهر السلطوي لإيقاف مخالفيهم في الرأي ومنعهم من ممارسة حقوقهم.
● وما قاله الوزير فيصل بدهي ولا يحتاج إلى تذكير، ولكنها علة غالبة على بعض نشطاء السياسة في بلادنا، ممن يظنون أن التغيير الذي يسم نفسه بالحرية والسلام والعدالة ينبغي أن يستبيح خصومه ومخالفيه بأدوات السلطة ومخالبها، فلا يعطي حق الحياة ولا حق المشاركة السياسية لمخالف أو مختلف.
● هذا النمط من التفكير، إن استشرى وانتشر، فهو شديد الخطورة على السلم الاجتماعي، وعلى استنبات الديمقراطية واستدامتها، والمزعج فيه كذلك أنه يفتح الباب لمزايدة الانتهازيين ممن يمتطون التحولات لمصلحتهم الشخصية أو الحزبية، ويعمدون لتحويلها لأرصدتهم الخاصة فردا أو جماعة.
● لن يسلم ما قررته سابقا من جدل عقيم يستعصم بالمقارنة بما سبق، والجواب المكرور، إن كان ما تقولونه عن خصومكم صحيحا، فلماذا تريدون أن تقلدوهم وقد ثرتم عليهم ..؟
إن كان ثمة نهج ما ينبغي الاحتكام إليه فهو بلا شك ما كنتم تقولونه للناس من رؤى وأفكار، لا نهج سلفكم صحيحا كان أو خطأ.
● المحزن في نهج التعاطي غير الديمقراطي المتوسل للميلاد في ساحتنا السياسية باسم الديمقراطية أنه يغتالها في مهدها!! فلا خطورة على الديمقراطية ودعوة الحرية من دولة عميقة أو سطحية… بل الخطورة كل الخطورة عليها من دعاتها ممن يؤمنون بها صباحا إذا كانت في رصيدهم، ويكفرون بها مساء إذا لم تكن في مصلحتهم!!
● وكما يقول عبد العزيز الصاوي فإنه يستحيل وجود ديمقراطية دون ديمقراطيين.. ووجود ديمقراطيين حقيقيين دون أن يكونوا عقلانيين في الآن نفسه (فالديمقراطية ليست مجموعة مكونات نظام حكم وإنما أسلوب حياة وطريقة تفكير وسلوك).
● لم تستطع التجارب الحزبية في بلادنا أن تصمد أمام البيان العسكري الأول لأنها لم تقنع الناس بجدوى الدفاع عنها؛ ولأن الحزبيين كادوا لبعضهم البعض، وتآمروا على الديمقراطية نفسها التى جاءت بهم للحكم .. استخدموا أدواتها ولم يعمقوا ثقافتها ولم يراعوا تقاليدها وأعرافها.. وبالتالي لم يستطيعوا أن يحصنوها بحواضن شعبية تذود عنها وتحميها.
● واليوم بعد كل هذه التجارب المريرة في تاريخنا لا أكاد ألمس أثر وعبرة ووعي رحلة التيه هذه ماثلة في التجربة الراهنة .
● ولا (إلى خروج من سبيل) إن لم يقم تيار وطني عريض؛ أوسع من تحالف قوى الحرية والتغيير الذي يحكم البلاد حاليا؛ لأنه عليل ومأزوم بذات الأمراض التى قتلت حلم الديمقراطية في مهدها.
● إن لم يقم تيار وتحالف طني واسع وغالب يتراضى على القواعد التى تحكم الميدان السياسي ويؤمن المنافسة العادلة بين الجميع… تحالف وتيار يشد بصره نحو مصلحة غالبة لهذه البلاد تؤمن استقراره، وتستديم ديمقراطيته ويردع فيه بالوعي الغالب من يريد بها شرا. إن لم يقم هذا التيار الذي يجعل من خصوم الساحة اليوم حلفاء مسار فلا شك عندي أن الخروج سيكون صعبا بحجم صعوبة التحديات وشدة المخاطر. أقول: سيكون صعبا، إن لم يكن مستحيلا! وأرجو ألا أكون متشائما..
الطاهر حسن التوم
حال البلد
هذا التفكير اول من اتي به هو حزبكم وحكم الذي استباح البلاد والعباد شاهراً سيفه لكل من عارضه حتى بالكلمة سجناً قتلاً وسلباً ونهباً وتنكيلاً فلماذ تحل لنفسكم بلابل الدوح وحرام على الشعب بقية الطيور (اليس هو العدل الذي تتباكون من اجلة يا الطاهر والمثل السوداني يقول ( البسيويه قريض تجده في الدباغه وها هو الذي فعلتوه بنفسكم .
اسكت يا لبوه يا كديانه