رأي ومقالات

خطاب الكراهية بين الإسلام والعلمانية

♦️خطاب الكراهية بين الإسلام والعلمانية♦️
الحمدلله القائل :(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ) الإسراء :٥٣
والصلاة والسلام على رسوله القائل
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت» متفق عليه

مهما يكن من شيء
فأهل الإسلام المستمسكون به المُتخلِّقون بأخلاقه والمتحاكمون إلى شرائعه لا يبتدِؤن أحداً بخطاب الكراهية فقد أدّبهم القرأن فأحسن تأديبهم
قال تعالى :(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) البقرة :٨٣

قال تعالى:(وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)الأنعام :١٠٨
قال تعالى :(وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) الفرقان :٨٣

قال تعالى :(وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ )القصص:٥٥

وروى البخاري في الصحيح حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ تقول: [دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: «السَّامُ عَلَيْكُمْ». ففَهِمْتُها، فَقُلْتُ: «وَعَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ». فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ.. إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ». فَقُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللهِ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟!». قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ»

♦️ماذا يقصد بمصطلح خطاب الكراهية

♦️خطاب الكراهية :
هو كل قول علني يُحرّض على العنف أو يُمَهِّد لبيئة الفتنة ويحدث خللاً في الأمن الفكري والنفسي والمجتمعي

♦️ويمكن أنّ يُعَرّف خطاب الكراهية بأنّه العنف اللفظي وتعبيرات القدح الاستعلائية والخطاب المصحوب بالإقصاء. المنطلق من الخطاب الدُّوني، والكُره البيّن والتعصّب الفكري أوالتمييز العنصري

ويعتبر خطاب الكراهية ظاهرةً اجتماعية وسياسية واتصالية معقدة ومركبة، تفاقمت وتنامت بالتزامن مع التحولات السياسية في السودان وكان الإعلام الجديد ميدانها سواء الفيسبوك أو التويتر أو السناب شات أو اليوتيوب أو الواتس اب …إلى آخره. فهذا الفضاء الإلكتروني الذي خلق حريّة مطلقة بلا ضوابط أخلاقيّة وقوانين رادعة، جعل أبواب تلك المواقع مُشرعةً وتتّسع لِكُلّ من يغذّي الكراهية المتخمة بالحقد على الآخر، وبطريقة مباشرة أوغير مباشرة أصبح
الفضاء الاجتماعي والثقافي مُهَيّئاً لانتشار خطاب الكراهية بين الخصوم والفرقاء
وأصبح خطاب الكراهية هو الوسيلة الأولى من وسائل الاستقطاب السياسي

يواجه السودان اليوم الكثير من التحديات ولاسيما في المجال الأمن الفكري والنفسي والمجتمعي خصوصا بعد المخاض العسير الذي أعقب الثورة
والمد والجزر بين المجلس العسكري ومكونات الثورة
ولايزال ذلك المخاض العسير مستمراً في شكل صراعات سياسية وأيدلوجية تستهدف أمن العباد والبلاد من خلال إثارة الفتن ونشر العداوة .
والإقصاء الممنهج الذي يشكل العنصر الأساس في تنامي خطاب الكراهية
ومامن شك أنّ هذا التّنامي
سوف ينعكس سلبا على المجتمع ويصبح ظاهرة اجتماعية وسياسية تزيد في تعميق جراحات السودان . بل وتساهم في إظهار الكراهية بين الفرقاء وقد تصل إلى درجة انفراط عقد السلم ،واستحكام الفوضى الخلاقة وهنا وجب السؤال الصريح؟

على من تقع المسؤولية الكبرى في إخماد خطاب الكراهية!!!
فخطاب الكراهية ليس في دين المسلمين

♦️من كان معي كابن سلول
كنت معه كقدوتي الرسول♦️

كان عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولَ من كِبارِ المُنافِقين بالمدينةِ، وفي هذا الحديثِ يُخبِر أَنسُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عَنْه: أنَّه قيل للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: “لو أتيتَ عبدَ الله بنَ أُبَيٍّ”، أي: يَذهَبُ إليه يَدْعُوهُ إلى الإسلامِ، وكان ذَلِك في أوَّلِ قُدُومِهِ للمَدِينةِ، “فانْطَلَقَ إليه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وركِبَ حمارًا، فانْطَلَق المسلِمون يَمْشُون معه، وهي أَرْضٌ سَبِخَةٌ”، أي: تَكْثُرُ بها المُلُوحةُ، قليلةُ النَّباتِ، وهذا إشارةٌ إلى ما سيتعلَّلُ به ابنُ سَلولَ مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، “فلمَّا أتاه النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: إليك عنِّي”، أي: قال للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم تَنَحَّ وابْتَعِدْ عنِّي، “واللهِ لقَدْ آذاني نَتْنُ حِمارِكَ”، أي: يَقصِد حِمارَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال رَجُلٌ مِن الأنصارِ منهم: “واللهِ لحِمارُ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أطيبُ ريحًا مِنكَ، فغضِب لعبدِ اللهِ رَجُلٌ من قومِه، فشَتَمه”، أي: شَتَمَ الرَّجُلَ الذي أجاب ابنَ سَلولَ مُدافِعًا عن رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، “فغضِب لكلِّ واحدٍ منهما أصحابُه”، أي: ظهرتِ الحَمِيَّةُ في أصحابِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ضدَّ أصحابِ ابنِ سَلولَ؛ “فكان بينهما ضَرْبٌ بالجَريدِ والأَيْدِي والنِّعال) وفي رِوايةٍ: ” فلَمْ يَزَلِ النبيُّ يُخَفِّضُهم حتَّى سَكَتُوا”، أي: ظلَّ النبيُّ يُهدِّئهم حتى أَوْقَفوا الضَّربَ فيما بينهم،
قال تعالى :(لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا)النساء :١٤٨

كتبه مدثر أحمد إسماعيل الباهي

الأمين العام للاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة

تعليق واحد

  1. ومنو الاداك الحق تتكلم بي اسم الاسلام ؟؟؟
    ياها دقنك وعبايتك دي ؟؟؟؟
    الشيء الواضح اللذي لا ترونه هو ان طوفان الوعي
    سيجرفكم من طريقنا الي الأبد