د. مزمل أبو القاسم: دسيس مان والثورة بالنص
* آلمني اعتداء بعض الناشطين من الثوار على (دسيس مان) في شارع النيل، لمجرد أن شارك في فعالية صحية نظمتها قوات الدعم السريع.
* نسأل المعتدين الآثمين، ألا تعلمون أن قوى الحرية والتغيير التي انتميتم إليها، وسيَّرتم المواكب فرحاً بتوقيعها اتفاقاً للشراكة مع المجلس العسكري قد اختارت أن تُحكم البلاد في المستوى السيادي للسلطة بمجلسٍ يضم في عضويته الفريق حميدتي قائد قوات الدعم السريع؟
* لو تمترسوا في مواقفهم المُطالبة بالمدنية، ورفضوا مقاسمة العسكر السلطة، وأصروا على كنس اللجنة الأمنية للنظام البائد كي يلحقوها من سبقوها، ويضعوا كل أعضائها في سجن كوبر مع المخلوع ورهطه، وأعلنوا تمسكهم بحل قوات الدعم السريع، لكونها مليشيا قبلية يستحق جنودها أن يلقبوا عندهم بالجنجويد، لربما هضمنا موقفهم، لمبدئيته الرافضة لكل من وما ينتمي إلى النظام البائد.
* كيف يقبلون رئاسة البرهان وعضوية حميدتي وثلاثة من زملائهما لمجلس السيادة، ويهضمون قيادة (18) ضابطاً عظيماً لحكومات الولايات، ثم يتشطرون على دسيس مان الطيب البسيط، ويوسعونه ضرباً بادعاء أنه خان دماء الشهداء وتنكر لمبادئ الثورة، لمجرد أنه شهد احتفالاً نظمته قوات الدعم السريع، (بمعيّة اثنين من أعضاء مجلس السيادة)؟
* لماذا لم يفعلوا المثل مع أحمد ربيع عندما وضع توقيعه بجوار توقيع حميدتي في الوثيقة الدستورية التي رقصوا فرحاً لإبرامها مع العسكر، وحملوا ود اللباد على الأعناق احتفاءً بها، وطافوا الشوارع ليلاً وهم يطلقون أبواق السيارات ويلوحون الأعلام تعظيماً لها؟
* لماذا لم يجلدوا الدقير عندما تغنى لمولاه الشعب الأسمر من داخل القصر الجمهوري، بعد أن توصل وفد التفاوض الخاص بقوى الحرية والتغيير لاتفاقٍ سياسيٍ مع من يتهمهم الناشطون بفض الاعتصام بالقوة الجبرية، وقتل الثوار، ورمي جثث بعضهم في عمق النيل، بعد ربط أقدامهم (بالبلوك)؟
* لماذا لم يعتدوا على التعايشي وتاور وعائشة وشيخ إدريس والفكي، مع أنهم يعملون مع حميدتي وبقية عسكر “السيادي” ويجالسونهم في القصر يومياً، ويشاركونهم الاجتماعات والمهام والصلاحيات و(النيسانات)؟
* لماذا يرفعون صور حمدوك ويهللون له، ويتغنون بقدراته، ويدعمون قراراته، طالما أن سلطته محكومة بوثيقةٍ انتقاليةٍ، تضع فوق مجلس الوزراء الذي يقوده مجلساً آخر للسيادة، نصف أعضائه تقريباً من العسكر، المتهمين عند الناشطين بقتل الشهداء وضرب الثوار؟
* أنسيتم أمام من وبحضور من أقسم حمدوك؟
* هل كان من ارتدى (الكاكي) أمامه داخل القصر يومها منتمياً للكشافة؟
* لو أكملوا ثورتهم حتى نهايتها، وأصروا على كنس النظام السابق بكامله، وأعادوا كل العسكر إلى ثكناتهم، وفرضوا (المدنياااااو) على كل مستويات الفترة الانتقالية، وتمسكوا بمحاكمة قائد الدعم السريع، وتسريح قواته أو دمجها في الجيش، لربما تفهمنا حنقهم على دسيس مان، الذي تنطبق على ما فعلوه به مقولة (حقيرتي في بقيرتي).
* (الانتقال) علمٌ يُدرَّس، ويحوي ثلاثة خيارات للفترات التي تلي الثورات، أولها أن يتم كنس النظام القديم بكامله، فلا يبقى منه شيء، وثانيها إبرام صفقة مع بعض أركان النظام القديم، تقصِّر أمد الصراع، وتقلِّص الخسائر، وتمهد لتحول ديمقراطيٍ لاحق، وثالثها أن يتغير النظام بمبادرة ذاتية، ويقتنع بأن بقاءه ما عاد مجدياً للبلاد والعباد، فيتنحى من تلقاء نفسه.
* انتقت قوى الحرية والتغيير الخيار الثاني، وسلكت طريق (الثورة بالنص)، ودخلت في مساومةٍ سياسيةٍ مع جزء من القيادة الأمنية والعسكرية للنظام السابق، كي تسهل الانتقال وتقلص الخسائر، وتقطع الطريق على الثورة المضادة، وفرضت عليها صفقتها أن تتقاسم السلطة مع العسكر، وتقبل وجود جيشين، تباهى قائد أحدهما بأنه أنفق أكثر من مليار دولار لتوفير احتياجات البلاد من السلع الأساسية، فكيف يقاسمونه السلطة، ويأكلون خبزه، ويحرقون وقوده، ثم يستنكرون على دسيس مان أن يشارك في احتفاليةٍ تخص قواته؟
* تنطبق على فعلهم مقولة (الغلبتو مرتو.. أدَّب نسيبتو).
د. مزمل أبو القاسم
المدعو مزمل اصبح اشتر في كتاباته وممل وسمج في السياسة والرياضه اللهم اسكت له حسا
نحييك دكتور مزمل مقال دسم ومليان كعادتك دائما نرجو الثوار يفهموا
ما بين سطور هذا المقال المليان والواضح والعقلانى