أحداث عالميةمنوعات

لماذا توشحت مذيعات “الجزيرة” بالسواد بعد مقتل البغدادي؟.. محللون يجيبون

اختارت دولة قطر لنفسها أن تشذ عن دول العالم في الكثير من الأمور، وتغرد خارج السرب بمفردها.

فبينما شعرت دول العالم بلا استثناء بالفرح والسرور لمقتل أبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، في غارة أمريكية في سوريا؛ وذلك لإحساسها بأن وتيرة الإرهاب بدأت تتراجع، كانت قطر حزينة كل الحزن لمقتله، وعبَّرت عن حزنها علانية، وصدرت التعليمات لمذيعي قناة الجزيرة رجالاً ونساء بارتداء ملابس الحداد السوداء أمام مشاهدي القناة في تأكيد جديد لدعم الدوحة العلني للتنظيمات الإرهابية، ومساندة قادتها معنويًّا وماليًّا؛ وهو ما يتطلب أن يعيد العالم النظر إلى تعامل قطر مع الإرهاب، ودورها المحوري في احتضان التنظيمات الإرهابية.

وأثارت تغطية قناة الجزيرة لعملية قتل أبي بكر البغدادي جدلاً واسعًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

فعقب إعلان مقتل البغدادي تداول رواد مواقع التواصل صورًا لمذيعي الجزيرة وهم يرتدون الأسود. واعتبر البعض أن مذيعي الجزيرة كشفوا عن الوجه الأسود لقطر، وعلاقتها الوثيقة بزعماء التنظيمات الإرهابية.

وسخر المغردون من ارتداء مذيعي الجزيرة اللون الأسود؛ إذ ظهرت المذيعة إلسي أبي عاصي بالأسود أثناء تغطية العملية الأمريكية التي استهدفت البغدادي، كما ارتدى كل من المقدمة السورية رولا إبراهيم والأردنية علا الفارس واللبناني جلال شهدا اللون الأسود خلال تقديم النشرة الإخبارية.

ورأى محللان سياسيان أن ظهور مذيعي قناة الجزيرة متشحين بالسواد عقب مقتل البغداي بمنزلة دليل جديد على صحة الاتهامات التي وجهتها دول المقاطعة (السعودية، الإمارات، البحرين ومصر) للدوحة بأنها داعمة للإرهاب، بالتعاون مع إيران وتركيا.

نغضب لغضبكم

يقول المحلل السياسي فهد الديباجي لـ “سبق”: “لم يكن مصادفة ظهور مذيعي ومذيعات قناة الجزيرة القطرية بعد مقتل الإرهابي الداعشي ومؤسس داعش أبي بكر البغدادي وهم يتوشحون بالسواد؛ فهو دلالة على الحزن الذي أصاب القناة وطاقمها بعد مقتل هذا الإرهابي”.

وتابع: “مشهد السواد فيه دلالة واضحة على أن قطر داعمة للإرهاب، بل مرتبطة عمليًّا بدعم وتمويل التنظيمات الإرهابية. وأرى أن لبس مذيعي قنوات قطر الأسود فيه رسالة للجماعات الإرهابية بأننا معكم، وحزننا هو حزنكم، ونغضب لغضبكم”.

وأضاف الديباجي: “لا أبالغ إذا أكدت أن ‏لوك الأسود، وظهور الوجه الحزين في الجزيرة، دليل على أن الدوحة ما زالت داعمة للإرهاب وسفك الدماء، وتحتضن رموز الإرهاب، البغدادي والنصرة وأردوغان والإخوان المفسدين والقرضاوي، الذين يرتكبون كل يوم عمليات إرهابية وشيطانية وعدوانية بحق البشرية. وكل ذلك لم يعد يخفى على أحد، وكل الأمور أصبحت واضحة للعالم أجمع، بأن كل الصور التي ظهرت تروي ألف حكاية عن الخسارة الفادحة التي مُني بها تنظيم الحمدين بعد أن تبخرت أحلامهم المتطرفة مع البغدادي، كما تبخرت مليارات الشعب القطري المغلوب على أمره في أيدي التنظيمات الإرهابية الأخرى”.

الجماعات الإرهابية

ومن جانبه، اعتبر سلمان الأنصاري، المحلل السياسي مؤسس ورئيس لجنة العلاقات العامة السعودية – الأمريكية “سابراك”، لـ”سبق” توشُّح مذيعي الجزيرة بالسواد حزنًا على مقتل البغدادي يكشف بشكل دقيق الحالة التي تعيشها السياسة القطرية، وضياع بوصلتها في تحديد النافع والضار للمنطقة والعالم.

وقال الأنصاري: “الدوحة أكدت أنها تفتقر إلى الرشد والنضوج والشفافية، وتؤكد أيضًا أن قناة الجزيرة هي الذراع الإعلامية الرسمية للإرهاب”.

وقال: “الملابس السوداء تبعث برسائل عدة، وإن كانت في مجملها غير مفاجئة للمتابع والمهتم؛ فقد سبق أن أعلن يوسف القرضاوي (المرجع الروحي لجماعة الإخوان المسلمين) صراحة في 16 أكتوبر 2014 أن زعيم تنظيم داعش البغدادي (كان ينتمي لجماعة الإخوان في سن الشباب)”؛ وهو أمر يفسر لنا حالة الحزن التي عمت الدوحة بعد إعلان وفاة البغدادي”.

وأضاف الأنصاري: “ليس سرًّا أن العاصمة القطرية الدوحة هي اليوم حاضنة لعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي كافة، الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع التنظيمات والجماعات الإرهابية، مثل داعش والقاعدة. وكانت قناة الجزيرة البوق والمنصة الرسمية لرسائل زعيم القاعدة المقتول في 2 مايو 2011 أسامة بن لادن؛ وبالتالي فإن توشح إعلامهم بالسواد هو إشارة على مدى حزنهم لفقدان أحد العناصر الرئيسة لتنظيم الإخوان الإرهابي، وإن كان تحت اسم آخر غير الإخوان”.

وتابع الأنصاري: “موقف قناة الجزيرة ليس بالجديد؛ فهم من قدم وصاغ محتوى خاصًّا بتنظيم داعش، حينما بدؤوا في نشر وبث مصطلح (الدولة الإسلامية) على التنظيم لتمرير رسائله بغباء مفضوح ومكشوف، وذلك في قائمة ممتدة من الانتهاكات للقوانين والمواثيق كافة التي تنظم عمل الإعلام، بل تفرض عليه قيودًا في نشر وبث وترويج أي محتوى إرهابي، وهو ما لم تحترمه ولن تحترمه”.

صحيفة سبق

تعليق واحد