محمد عبد الماجد

ماهر أبو جوخ الليلة سيّروا؟!

محمد عبد الماجد
(1)
] كنت انتظر دخول الزميل ماهر أبوجوخ للتلفزيون مديراً لقسم السياسة والأخبار، بشيء من الشوق والترقب بعد قرار تعيينه من قبل وزارة الإعلام والثقافة – وقد انتباني شعور بضعف الحكومة وهوانها إن فشلت في تعيين ماهر أبوجوخ في القسم الذي يمكن أن يحقق من خلاله أهداف الثورة.
] إذ كيف لنا أن نثق في حكومة تفشل في تعيين مجرد موظف في تلفزيون السودان القومي؟!.
] التلفزيون الذي تحول في العهد البائد الى حظيرة للكيزان يفعلون فيها ما يشاءون..دون أن تكون هناك وقفة احتجاجية واحدة، او بياناً لفظياً او شكلياً يخرجه الذين يستأسدون الآن على الحكومة الانتقالية في تعيينها مديراً لقسم الأخبار والسياسة.

] هذا الرفض وتلك الوقفات كنا في حاجة أن نشاهدها في حوش الإذاعة والتلفزيون عندما عرض على شاشة تلفزيون السودان الفيلم الوثائقي(خفافيش الظلام) الذي أساء للشعب السوداني كله، والذي أنكره أهله بعد ذلك، وتغابوا فيه العِرفة.
] الأستاذ جمال مصطفى وحده الذي كان له موقف ضد (حفافيش الظلام) – كان سبباً في أن يترك منصبه الذي منحته له الثورة وفوّضه الشعب ليشغله؟.
] أين كان أولئك الذين استأسدوا الآن في الوقفات الاحتجاجية عندما كان تلفزيون السودان يحجب بشكبة مظللة كل من تظهر في مسلسل مصري بحجة الحجاب والسترة.
] بل أين كانوا عندما أتلفت نصف مكتبة التلفزيون الثقافية والغنائية لأنها لا تتماشى مع المشروع الحضاري المزعوم!!.
(2)
] أسعدني تصريح الأستاذ يس حسن بشير في إذاعة هلا اف ام 96، عبر البرنامج الثوري (سودان جديد)، عندما قال إنه لا يجد حرجاً في أن تذهب الثورة نحو (التمكين)، ليس بالصورة التي كان عليها في النظام البائد، وإنما من منطلق (شعبي)، مبني على الكفاءة والإيمان بأهداف الثورة وتوجيهاتها.
] لا بد في المرحلة القادمة من أشخاص أفرزتهم الثورة وقدمهم حراكها¡ لشغل المناصب القيادية في الدولة وأجهزتها المختلفة، حتى يكون العطاء منهم من جنس العمل.
] لن يخدم الثورة السودانية في ظل التربص بالثورة والترصد من الإسلاميين إلّا الذين أفرزتهم الشوارع وميادين الاعتصام والحراك الثوري.
] مع وضع في الاعتبار، أن القيادات التي أفرزتها الثورة من الكفاءات والكوادر المؤهلة.
] وفوق هذا كله¡هم من الجيل الذي يمثل شباب هذه الأمة..وهم أحق بهذه المناصب بعد أن ظلوا محرومين منها بغير حق (30) عاماً.

] لذا اتفق مع الأستاذ يس حسن بشير في أن تذهب الحكومة الانتقالية نحو (تمكين) الذين يؤمنون بالثورة وأهدافها.
] لا علاج للتمكين إلّا بالتمكين.
] ولا أحسب أن هناك مرجعية أكثر من الشارع، ولا تفويض أعظم من التفويض الذي يأتي بصورة تلقائية من الشعب.
] كذلك أتفق مع يس حسن بشير في أن الإسلاميين الذين بقوا في الحكم لمدة (30) سنة عن طريق القمع والقهر والإرهاب واستعمال الشعارات الإسلامية لكسب الوجدان السوداني، يمكن أن يستغلوا (الحريات) التي تتيحها لهم الثورة أسوأ استغلال.
] وكما بقي النظام البائد (30) عاماً بالقمع¡ يمكن أن يأتي ذلك النظام من خلال نوافذ الحريات وأشرعتها التي تتيحها الثورة، وهي ترفع شعار (الحرية والسلام والعدالة).
] لا حرية لمن قمع الشعب (30) عاماً¡ أفسد فيها وفعل كل ما يمكنها من البقاء في السلطة وللاستمرار في الحكم.. «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم «.
] في الطب، هناك علاجاً يكون عبر بتر الجزء الفاسد في الجسم من أجل سلامة الجسم كله.
] لهذا يبقى (الإقصاء) أحد العلاجات التي يجب أن تستعملها الحكومة الانتقالية إن أرادت أن تحقق مرامي الشعب وأهدافه.
] ليس إقصاء كلياً¡ وإنما إقصاء تفرضه المرحلة الانتقالية.
] ما دون ذلك فإن الإسلاميين بما اكتسبوا من خبرات في السلطة، وبما امتلكوه من ثروات..وفي ظل الحريات المتاحة يمكن أن يعرقلوا أهداف الثورة، ويوقفوا انطلاقاتها.
(3)
] بِغم /
] لم أكن أتخيل أن يدخل ماهر أبوجوخ التلفزيون القومي دخول الفاتحين.. ليغني له (الليلة سيروا)، أغنية الراحل صلاح بن البادية التي تُغنى للعريس وهو محمول على الاكتاف.

القراية ام دق
محمد عبد الماجد

الانتباهة