عندما هتف الثوار ونصبوا صور حميدتي مصحوبة بالتعليق(حميدتي الضكران الخوف الكيزان) وصار أحد ايقونات الثورة
صاحب العقل يميز
عندما خرج الشعب في ثورة ديسمبر المجيدة كانت أبرز مطالبه اقتصادية بالدرجة الأولي حيث ثار عندما بلغت الحلقوم الحناجر ولم يعد أمامه شيء يخسره خاصة وأنه وصل مرحلة يتسول فيها حقوقه من البنوك التي أصبحت خاوية وعدمانة نفاخ النار.نجحت الثورة في إسقاط النظام لأن الواقع أصبح لايطاق من قبل الشعب الذي ينحصر همه واولوياته في احتياجاته الضرورية غض النظر عن من يوفرها له ولم يكن الشعب يتحدث عن البديل منو بقدرما خرج لتغيير واقع صعب لم يعد قادرا علي احتماله.في بداية الثورة وقبل اشتعال جذوتها كان تجمع المهنيين السودانيين يرتب لتسليم مذكرة لرئاسة الجمهورية اجملت مطالبها في زيادة الاجور ولم يكن من بينها إسقاط النظام وفقا لماقاله عضو تجمع المهنيين الدكتور محمد ناجي الأصم في وقت سابق.تسارعت وتيرة الإحتجاجات التي انطلقت من حاضرة ولاية النيل الازرق الدمازين وتلتها بلد الحديد والنار عطبرة بولاية نهر النيل ومثلت القشة التي قصمت ظهر الإنقاذ حينما تعاملت السلطات حينها مع المحتجين بقسوة وافراط في القوة لدرجة جعلت الذين خرجوا من أجل رغيف الخبز يرفعون سقفهم للمطالبة بإسقاط النظام حينها أدرك تجمع المهنيين سريعا أنه لا يمكن أن يخرج في ذلك التوقيت ليطالب بزيادة الاجور لمنسوبيه وعدل من خطته سريعا وبدأ يعد في جداول المسيرات ويحدد للشارع المناطق التي يخرج منها وتمكن بحنكة من قيادة الشارع وترتيب حركته،في تلك الأثناء خرج بعض قيادات الحكومة يقللون من تجمع المهنيين ويصفونه بأنه كيان هلامي لاوجود له علي أرض الواقع.ازدادات سخونة الأحداث علي مستوي الشارع وبات كل يوم يشهد خروج مدينة جديدة في وجه الحكومة مطالبا باسقاطها،في خضم تلك الأحداث خرج قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي مخاطبا قواته في معسكر طيبة الحسناب ذلك الخطاب الذي غير معالم كثيرة ومنح الشارع قوة إضافية عندما أعلن حميدتي عدم تدخله في الأمر ووصف مطالب الشعب بالعادلة وهو الخطاب الذي رجح كفة الشارع علي الحكومة.سارت الامور علي ذات النهج وقوات الدعم السريع تنتشر في كل مكان حماية للمواطنين من بطش الحكومة حينها حتي حصل المراد بإسقاط النظام وهتف الثوار في ميدان القيادة العامة حيث ساحة الإعتصام ونصبوا صور حميدتي مصحوبة بالتعليق(حميدتي الضكران الخوف الكيزان) وصار أحد ايقونات الثورة مماجعل أمر دخوله المجلس العسكري الانتقالي الذي تشكل بعد الثورة ضرورة ملحة وقد كان.تولي حميدتي منصب نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي واصبح حاميا للثورة من الثورة المضادة إلي أن جاء تشكيل مجلسي السيادة والوزراء لقيادة الفترة الانتقالية بعد التوقيع علي الوثيقة الدستورية التي مهرها حميدتي انابة عن المجلس العسكري. منذ ذلك الوقت أصبح حميدتي متحركا في كافة الميادين بوصفه رجل دولة يعمل علي حمايتها وسد الثغرات ما استطاع إلي ذلك سبيلا وبات الملاذ للمظلومين في كافة القطاعات التي تستنجد به حيث عالج معظم مشاكلها.مضي الوقت وحميدتي يرهق قواته ويحثها علي ضرورة حماية الثورة من المتفلتين وظل متابعا لكل مامن شأنه الحفاظ علي البلاد وعدم السماح بحرها نحو الهاوية وحدوث فوضي يختلط فيها الحابل بالنابل وتسود شريعة الغاب.عندما أعلنت حكومة الفترة الانتقالية بقيادة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك أولوياتها للمرحلة الانتقالية وحددت الستة أشهر الأولي من عمرها لتحقيق السلام الشامل في كافة ربوع البلاد أجمعت علي أن حميدتي رجل هذه المرحلة واوكلت له مهمة رئاسة وفد الحكومة للمفاوضات مع حركات الكفاح المسلحة وأثبتت أنها تغكر جيدا في الدفع برجل بوزن حميدتي الذي يعرفه قادة حركات الكفاح المسلح جيدا.مضي حميدتي إلي جوبا وقدم فيها درسا جديدا نال به إحترام الجميع من قادة دول الجوار الذي ايقنوا أن الحكومة فعلا حريصة على تحقيق السلام الشامل،وبصبر تحمل الرجل الرهق والضغط الكبير الذي شهدته قاعات المفاوضات وخرج بها إلي بر الأمان ونجح في إحراز تقدم كبير في المفاوضات.عاد الرجل للخرطوم بعد نحو من أسبوع قضاه في جوبا ووجد أن الوباء ضرب بعض الولايات وفي ظل ضعف وإمكانيات موارد الدولة استعانت به الحكومة لتسيير قوافل لدحر الوباء الذي ضرب الولايات وفي جاهزية وسرعة وحسم كانت القوافل جاهزة للتحرك للولايات وشهدت مشاركة أربعة من أعضاء مجلس السيادة من المدنيين الذين اثنوا علي صنيع الرجل. لم يعجب ذلك بعض النشاذ الذين لايهمهم المواطن المسكين بعدما استخدموه في فترة الحراك لمصالحهم وباتوا ينتقدون تدخل الدعم السريع في تقديم القوافل الصحية للمنكوبين وكالوا السباب لأعضاء مجلس السيادة الذين شاركوا في وداع قوافل الدعم السريع واتهموهم بالخيانة.ماتم منذ انطلاقة ثورة ديسمبر وحتي سقوط النظام يؤكد بمالايدع مجالا للشك الدور الكبير الذي قامت به قوات الدعم السريع ولازالت رغم الاستهداف الكبير الذي تتعرض له والحملة المننهجة التي يريدون من خلالها ضرب هذه القوات في مقتل ولايدرون أن ذلك يعني انفراط عقد الأمن وضياع الشعب المسكين الذي ثار من أجل حقوقه ويؤكدون بذلك إنهم اعداء لهذا الشعب ولايهمهم مايحدث له طالما انهم وأسرهم يعيشون في بحبوحة،لكن الشعب الواعي أصبح يغرق بين عدوه وصديقه الذي يعمل من أجله ولن يسمح باستهداف قواته التي تشكل درعا واقيا لحمايته وتسعي لتوفير احتياجاته الضرورية وصاحب العقل يميز.
بقلم : محمد عبدالرسول