سهير عبدالرحيم: لا أدري لماذا لم يفكر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في زيارة ساحة المولد
مولد أم مخيمات نازحين؟!
يوم الجمعة الماضي قررت ولأول مرة في حياتي ان أزور ساحة المولد بأم درمان كنوع من التغيير، وكنت عادةً اكتفي بزيارة ساحة المولد في الخرطوم.
ولأن اهل ام درمان يضفون سحراً وجاذبية بحديثهم المعسول عن ام درمان، فقد توقعت ان احظى بيوم جميل اتجول فيه بين خيم الطرق المختلفة، واستمع لبعض الاهازيج والمدائح النبوية، واستجم تحت ظلال الصوفية المفعمة بالخير والجمال.
ولكن أصدقكم القول أنني لم اشعر ابداً بأنني في احتفالية مولد خير الخلق أجمعين سيدنا وحبيبنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، بل شعرت بأنني في أحد معسكرات النازحين، أو على مشارف مدينة اهلكتها المجاعة.
ولا أدري لماذا لم يفكر رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك في زيارة ساحة المولد، لو فعلها حقاً لوجد الوجه الحقيقي لمعاناة المواطن السوداني. ولأغنته عن زيارة معسكرات النازحين.
المشهد عبارة عن فقر واضح للعيان، وجوه كالحة بائسة، ملابس رثة وقديمة، مواطنون مرضى، شحادون من مختلف الأعمار، غبار وذباب وقطط ضالة، قاذورات في كل مكان، احدهم يعطس في وجهك وآخر يضع اصبعه داخل انفه ثم يمد لك ذات الاصبع بنفس اليد للسلام.
عروس المولد والسمسمية واللكوم والجوزية معروضة دون أغطية، يتحلق حولها الذباب، وتحفها ذرات الغبار، وتتعطر بعوادم السيارات وتلوث الجو في الارجاء.
احدى السيدات وقفت الى جواري وهي تحمل طفلاً وتسحب خلفها أربعة، جميعهم متسخون واثنان منهم يبكيان، والغبار وانفاس الناس تنبئك بأنهم سيعودون جميعاً الى البيت وقد التقطوا فايروس، جميعهم سيمرضون الا من رحم ربي، والدتهم كانت تحمل داخل فمها حمولة نصف كيس تسالي وقد تركت قشر التسالي على شفتيها، فيما كانت اسنانها تعيد تدوير السليم تأخذ اللب وتخرج التالف ليحجز مكانه على جانب الفم.. لم تأبه لطفلها الذي يبكي ولكنها مركزة مع لب التسالي. هل هذا حقاً المولد؟ وهل هذه هي الطريقة المناسبة لنحتفل بذكرى مولد سيد الخلق أجمعين؟ هل هكذا يكون الاحتفال؟ لماذا لا يستحم البعض ويتعطر وكأنه ذاهب لصلاة العيد؟ ما علاقة الفقر بعدم الاستحمام؟ ما علاقة الفقر بغسل العيون جيداً وإزالة ما يعلق فيها وما يتناثر حول الفم؟
ما علاقة الفقر بأن تعطس في منديل أو اية خرقة كانت؟ ما سبب العادة المأساوية التي تجعل كثيرين ينظفون انوفهم من دون استعمال منديل؟، ثم لماذا ان كنت مصراً على ممارسة عادة نظافة الأنف لماذا تمد نفس اليد للسلام على الآخرين.
هل يعقل أن نعقم أيدينا كلما سلمنا على أحدهم؟
خارج السور
الذهاب الى ساحة المولد لا يعني ارتداء السفنجات والعراريق الممزقة وممارسة كل اشكال القذارة.. انه مولد المصطفى يا هؤلاء.
سهير عبدالرحيم
الانتباهة
عادة حشر الأصبع في المنخر ، هي عادة سيئة يمارسها كثير من الناس عبر الدول ، ونراها على التلفزيون لمسؤولين أو مقدمي برامج ، وفي الحقيقة نشاهدها في بعض دول الخليج كذلك ، وهي تنشأ مع الأطفال منذ الصغر وتحدث لا إرادياً في احيان كثيرة ، وبوصفي معلماً ، أحاول كلما رأيت أحد تلامذتي يضع رأس أصبعه في منخره ، أنهاه عن هذا وآمره بأن لا يعود لمثله !!
أهل أمدرمان لايأتون لهذه الأماكن سيدتي وبالتأكيد الذين رأتهم عيناك ليسوا أهل أمدرمان الأصليين بل هم فعلا نازحون ومتسولون من جميع دول الجوار أحضرهم الفقر والحرب والسياسات الخاطئة والحدود المشتوحة بالشين، أهل امدرمان القديمة بين النيل وود نوباوي وبانت والمهدبة إلى الحارة العاشرة الثورة راحوا شمار في مرقة ولم يتبقى متر للجيل القادم منهم فكل أمدرمان تم توزيعها إسكانا شعبيا للنازحين والمتجنسين والبدو ولازالت توزع لمن لم يولد بها ولا يعرف عنها شيئا عطاء من لا يملك لمن لا يستحق.. أهل أمدرمان يفتشون طابور شرف من الشحادين للدخول إلى كل بقالة أو متجر أو صيدلية وكأنهم يملكون خزائن سليمان لماذا؟ لماذا هناك مليون متسول أجنبي في العاصمة؟
إذا اقترحت تأهيل ميدان المولد ليكون مثل الساحة الخضراء وأحسن منها سيخرج ضدك الأنصار بسيوفهم والثوار بدفوفهم والزلنطحية بأنوفهم لأنك في بلد متخلف يعاكس نفسه.
إنتي متأكدة إنك كنت في مولد أمدرمان؟
سهير
عندما أقرأ التفاصيل الصغيرة في مقالات منى سليمان ، وأقرأ تفاصيلك أجد فرق مابين السماء والأرض
ليست كل التفاصيل تمتع بتتبعها ، بل تكون أحيانا سببا لانصراف القارئ
الاحتفال الحقيقي بمولد النبي عليه السلام ان تفعل كما فعل في يوم ميلاده
سؤل عن صيام يوم الاثنين فقال هذا يوم ولدت فيه..
فان كنت فعلا محبا وتابعا افعل كنا فعل فصم يوم الاثتين.
فالرسول لم يحتفل بعروس المولد ولا بالحلويات
ووجه ميزانية الاحتفال لمساعدة هؤلاء البوساء والمساكين.
انا لست من من متابيك ولا من محبيي تباتك اختي سهير ولكن المرة هذه اوافق الراي