رأي ومقالات

لجان المقاومة … وجنة قحط المفقودة.. Paradise Lost


لهفتا كم عصف البؤس بثوار صغار
وردوا الثورة بالشوق وعادوا بالغبار
ويح قحط حسبوها لو أرادوا النجم جاءت بالدراري

? في بدايات الثورة، وعد قادة القحطيين صغار وشباب الثوار بأن أمامهم خطوات قليلات من الجنة الموعودة، وأن الرفاهية قد حان قطافها، وأن الراحة الأبدية قد أضحت قاب قوسين أو أدنى، فليكربوا الزند قليلا للإطاحة بالنظام حتى ينالوا المرام. فبنى أولئك الشباب والشابات قصورا من الآمال، وشيدوا قلاعا من الرمال، وحلم الشباب بزواج ربات الحسن والجمال، وحلمت الشابات بالزوج الحلال، وثلة البنين والأنجال، وما علموا ببؤس المآل، فافاقوا على سمح المقال، وقلة الفعال، واكتشفوا أن أحلامهم إلى زوال، وأن تحقيقها صار ضربا من المحال، فانقلبوا على الجار والآل، فأذاقوهم الأهوال، ضربا بالنعال، وطعنا بالنصال.
? لم يجد قادة قحط المفلسون فكريا، والعاطلون تخطيطا، مواعينا لإستيعاب طاقات أولئك الشباب الوثاب، فابتدعوا ما يسمى (بلجان المقاومة) وجعلوا منها متنفسا لدواخل الشباب المكبوتة، وتفكيكا لقنابلهم الموقوته، وأطلقوا لهم العنان للتنفيس عن يأسهم وبطالتهم ضربا لهذا، وركلا لذاك، وسفكا لدماء اولئك. وبدلا من أن تتفجر تلكم الطاقات المخبوءة لتشعل الحقول قمحا ووعدا وتمني، إنفجرت لتشعل البلاد تخريبا وتحطيما وتدميرا واعتداءا على الأبرياء والمخالفين في الآراء.
? ولكن سرعان ما استفاق أولئك المنومون مغناطيسيا وانقشعت عن سماءهم سحب الأكاذيب والخداع والوعود الجوفاء، واكتشفوا أن أحلامهم قد وئدت وهم ينظرون إلى قادتهم في قحط وقد تنكروا للسمار، وأكثروا التسفار، في جميع الأقطار والأمصار، فأهلكوا الدولار، وعادوا بالبوار، وقد جلسوا في المقاعد الوثيرة، ولم تعد للوعود سيرة، وما نال الثائرون نقيرا أو قطميرا، بل جحودا ونفورا، وخداعا وتخديرا، فطال انتظارهم في ساحات التبطل والضياع، وبحثوا عمن وعدوهم فما وجدوا إلا (سلكا) شائكا، و (أصما) لا يسمع، و (خطيبا) غير مفوه، و (بدويا) لا علاقة له بالإقتصاد.
? وهكذا عاد الثوار يجرجرون أذيال الخيبة، وذهبت آمالهم أدراج الرياح، وقد حفيت أقدامهم، وتكسرت أقلامهم، وضاعت أحلامهم، فلا الكنداكون تزوجوا الكنداكات، ولا الكنداكات حظين بالكنداكين، وجميعهم سيجلسون القرفصاء، ويبكون على الإنقاذ كما النساء، وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ويكثرون الدعاء صباح مساء، لعل وليت وما.
? وخلاصة القول، متى يجد ثوار لجان المقاومة جنة قحط المفقودة التي كانوا بها يوعدون؟ حتى يتم التوطين، وتتوقف أعمال العنف والضرب والسحل والسب للأبرياء من المواطنين.

✏ بقلم (د. ود نمر)

السبت ١٦ نوفمبر ٢٠١٩م


‫3 تعليقات

  1. كوز ركيك و ماليكم يا كيزان تاني رجعة احسن ليكم استسلموا البل جاييكم لسه ما شفتوا حاجة

  2. رد لخالد جهبزة:
    کل کلام حقیقة ومعاش لو کنت فی الخرطوم
    سیبک من الغلاءفقط این المواصلات ولو کنت فی خارج الخرطوم عندکم خبز یااخی اترک المکایدات وقوم الی ثورتک.