البشير لا يريد شيئاً من (..) فهو الان لا يطلب غير تركيب مكيف فريون ومضاد مزيل للالم وبخور تيمان

حسب متابعتي لنشاط حزب المؤتمر الوطني بعد سقوط البشير لاحظت عدة أشياء مهمة ، اتضح لي انه لا يملك اي خطة لحكم السودان غير اسقاط حكومة الدكتور حمدوك ، ولا يدركون ان حكومة حمدوك لها تاريخ زمني محدد ولا تحتاج لجهد سياسي لاسقاطها ، بالرغم انهم حكموا السودان لثلاثين عاماً لكن لا زالوا يتباهون بانجازات غير محسوسة يعتبرون انها تحققت في عهدهم مثل تحقيق العزة والكرامة والاعتماد على الذات وتطبيق الشريعة الإسلامية ، ولاحظت أيضاً ان اعتقال البشير وبقائه في السجن اثبت بانهم بلا قيادة تملأ الفراغ الذي حدث ، فلا يوجد هيكل تنظيمي او قادة لهم تاثير ، فالذين يقومون بالنشاط السياسي الان كلهم من مطاريد الخدمة المدنية ويحركهم الشعور بالظلم أكثر اكثر من الشعور الوطني ، وحتى هذه اللحظة يعيشون احلام وردية بان سفن البشير والذي يصفونه (بالراجل) سوف تصل شواطئ القصر الجمهوري من جديد ، مع ان البشير لا يريد شيئاً من ذلك ، فهو الان لا يطلب غير تركيب مكيف فريون ومضاد مزيل للالم وبخور تيمان من عطارة التيمان حتى يطرد من زنزانته رائحة الصرف الصحي الكريهة ، المخلوع البشير يعلم أكثر من مريديه ان حلم العودة للقصر محمولاً على الاكتاف يحتاج لالة زمنية تعيد التاريخ إلى الوراء ثلاثين عاماً ، ولا اعتقد انه سوف يعيش عمراً اضافياً غير العمر الذي افناه في تدمير السودان ، البشير يعتكف في غرفته ويقنت في الصلاة ويتضرع بالدعاء الي الله حتى لا يذهب الي لاهاي .ولا أعتقد انه يراهن على جماهير نادي العطالة الذين يتجمهرون كل سبت لاخراجه من ورطة السجن
بشري احمد علي