رأي ومقالات

عطبرة أم الدمازين؟ من اين انطلقت الثورة السودانية ؟


تلعب أجهزة الإعلام دورا هاما في العصر الحديث لتحديد بداية انطلاق الثورات وكذلك تحديد تواريخ انتصاراتها، وغالبا ما تكون تقديرات الأجهزة الإعلامية هي التقديرات الصحيحة والاكثر دقة، لماذا؟
لماذا هي الأكثر دقة؟ ليس انحيازا مني لأني صحفي، بل لأن أجهزة الإعلام تمتلك القدرة على استشعار حجم الحدث ومن ثم تحديد الموقع الذي يستحقه في ترتيب الأخبار.
إذا اردنا ان نطبق هذا الحديث النظري على حالة الثورة السودانية، نجد أن غالبية أجهزة الإعلام الكبرى (ان لم تكن كلها) نجدها قد اتخذت من يوم التاسع عشر من ديسمبر من العام الماضي موعدا لتصدر خبر السودان الواجهة في نشرات الأخبار والجولات الاخبارية، بحيث صار الخبر الأول منذ ذلك اليوم ولفترة طويلة حتى ربما سبتمبر الماضي، ما عدا بعض الأيام التي تراجعت فيها وتيرة التظاهرات، وبرز فيها حدث قوي آخر في دولة أخرى.
لكن مرة أخرى يبرز السؤال المهم: لماذا؟ لماذا كان التاسع عشر من يناير في عطبرة، هو اليوم الذي قررت فيه غالبية وسائل الإعلام ان تبرز الشأن السوداني في صدارة نشراتها وجولاتها الإخبارية؟
هناك سببان منحا احداث عطبرة هذا الفضل.
السبب الأول ان هذا اليوم شهد سقوط قتلى في عطبرة، وحتى لو كانت التظاهرات قد بدأت قبل ذلك في مناطق أخرى، لكن سقوط القتلى هو لا شك تطور نوعي يحمل دلالات هامة.
السبب الثاني هو إحراق دار حزب المؤتمر الوطني في عطبرة، الذي كان بمثابة كسر لحاجز الخوف، إضافة إلى أن الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت للحريق، شكلت مادة هامة لأجهزة الإعلام في ذلك اليوم.
لكن مرة أخرى يطل السؤال لماذا؟
لماذا الجدل بشأن بداية اندلاع الثورة السودانية؟
لقد رأى البعض في تحديد مدينة عطبرة منطلقا للثورة نوعا من الانحياز لما يوصف بالمركز في مقابل (الهامش)، وذلك لأن مدينة الدمازين شهدت تظاهرات في الثالث عشر من ديسمبر، اي قبل عطبرة بستة أيام، كما شهدت مايرنو تظاهرات في السادس من نفس الشهر.
حسنا، شهدت تلك المناطق تظاهرات في تلك الأيام لكن لم يحدث فيها ما حدث في عطبرة (وقوع قتلى وإحراق دار المؤتمر الوطني)، هذا هو الفرق الذي يجعل البداية من عطبرة من دون تحميل الأمر ما لا يحتمل فيما يتعلق بالمركز والهامش.
وفي كل الأحوال ومما لا شك فيه أن كل أهل السودان وكل أقاليم السودان قد شاركت في هذه الثورة بكل ما تملك، ومما لا شك فيه كذلك أن هناك مناطق كانت الأكثر معاناة من ويلات حكم الرئيس المخلوع، كل هذا لا شك فيه، لكن عندما نأتي لنؤرخ لبداية ثورة فإن هنالك لحظة تاريخية تكون قد احدثت تغيرا بينا، بحيث يكون ما بعدها لا يشبه ما قبلها، وقد حدث ذلك في عطبرة للسببين المذكورين أعلاه.
في الختام، ارجو ان يحاول الجميع قراءة هذا المقال وإعادة القراءة بعين مستبصرة بعيدا عن نظرية المؤامرة ونظرية المركز والهامش، والتركيز على الوقائع المذكورة.
ولكم الشكر

بقلم: عمر عبد العزيز


‫2 تعليقات

  1. واضح ان المقال عبارة عن محاولة كيزانية للفتنة بين ابناء الشعب السوداني
    لا يهم اين انطلقت شرارة الثورة
    المهم ذهاب ملّة بني كوز وانتزاعهم من أرض السودان بلا رجعة

  2. المهم انتهت بإخراج بني شيطان من المخزون التي قال لايسلمها الا للمسيح الدجال ليش هذه الثقة المفرطة ليش انت كاتب عقد علي الحكم من ربنا ولا ايه يا باشا الحمد والشكر لله ولجميع الشعب السوداني الاحرار الذين شاركو في هذه الثورة العظيمة التاريخية