استشارات و فتاوي

ما حكم المشاركة والتصوير مع زينة الكريسمس وتهنئة المحتفلين بعيد الميلاد؟


سؤال: ما حكم المشاركة في الكريسمس والتصوير مع زينة الكريسمس وتهنئة المحتفلين بالعيد الميلاد؟

الجواب :
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فلا يجوز للمسلم أن يهنئ الكتابي بعيده المرتبط بدينه كالكريسماس مثلا؛ ولا أن يأكل من طعامهم المصنوع احتفاء بذلك اليوم أو غيره من أعيادهم الدينية؛ وذلك لوجوه شرعية معتبرة:
أولها: أن ذلك من التشبه بهم حيث يهنئ بعضهم بعضاً في ذلك اليوم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {من تشبه بقوم فهو منهم} رواه أحمد وأبو داود
ثانيها: أن ذلك من التعظيم لشركهم وعونهم على كفرهم وقد قال الله عز وجل ((ولا تعاونوا على الإثم والعدوان))
ثالثها: أنه لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تهنئة غير المسلمين بعيدهم، وقد علمنا أن اليهود كانوا يساكنونه المدينة ولم ينقل أنه هنأهم بعيدهم، ولا أصحابه رضي الله عنهم من بعده كذلك
رابعها: أنه قد تتابع النقل عن أئمة الدين رحمهم الله تعالى في النهي عن ذلك والتحذير منه وهم المقتدى بهم:
في المدخل لابن الحاج المالكي رحمه الله تعالى 2/48: وكره ابن القاسم للمسلم أن يهدي إلى النصراني في عيده مكافأة له. ورآه من تعظيم عيده وعوناً له على مصلحة كفره. ألا ترى أن لا يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئاً من مصلحة عيدهم لا لحماً ولا إداماً ولا ثوباً ولا يعانون على شيء من دينهم؛ لأن ذلك من التعظيم لشركهم وعونهم على كفرهم، وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك، وهو قول مالك وغيره لم أعلم أحداً اختلف في ذلك انتهى. قال ابن الحاج: ويمنع التشبه بهم كما تقدم لما ورد في الحديث {من تشبه بقوم فهو منهم} ومعنى ذلك تنفير المسلمين عن موافقة الكفار في كل ما اختصوا به، وقد كان عليه الصلاة والسلام يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم حتى قالت اليهود: إن محمداً يريد أن لا يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه.
وفي فتح العلي المالك 2/348 قال الشيخ عليش رحمه الله تعالى: وسئل عز الدين بن عبد السلام عن مسلم قال لذمي في عيده: عيد مبارك هل يكره أم لا؟ فأجاب: إن قاله المسلم لذمي على وجه قصد تعظيم دينهم وعيدهم فإنه يكفر، وإن لم يقصد ذلك وإنما جرى على لسانه فلا يكفر بما قاله من غير قصد.ا.هـ نقله الحطاب.
ومما وقع فيه أهل زماننا تعطيل الدراسة والعمل في أعياد النصارى فتجد المؤسسات والوزارات ودور الحكومة التي لها ارتباط بمصالح الناس قد غلَّقت أبوابها ولعلها علة قديمة ابتلي بها المسلمون، قال ابن الحاج المالكي رحمه الله تعالى: ليت ذلك لو كان في عامة الناس بل سرى ذلك إلى بعض من ينسب إلى العلم فترى المدارس في ذلك اليوم لا تؤخذ فيها دروس البتة، ولا يتكلمون في مسألة بل تجد بعض المدارس مغلقة فيلعبون فيها حتى لو جاءهم المدرس أو غيره وثبوا عليه وأساءوا الأدب في حقه أ.هـ
ولو قيل: إنهم يهنئوننا في أعيادنا فلمَ لا نهنئهم بأعيادهم؟ فالجواب: أننا محكومون بالشرع لا بالأهواء وليست تهنئتهم لنا مبيحة تهنئتنا لهم، فليست المكافأة لازمة بكل حال، ولو أنهم دخلوا في الإسلام أنكافئهم بدخولنا النصرانية مثلا؟ ولو أن النصراني عصى الله فسقى مسلماً خمراً أيحل للمسلم أن يسقيه الخمر؟ والواجب على المسلم أن يعظم الأيام التي عظمها الشرع ويعرض عما سوى ذلك ولا يغتر بكثرة الفاعلين، والعلم عند الله تعالى.

فتاوى د. عبدالحي يوسف


تعليق واحد

  1. ألحقوا وزير الشؤون الدينية والأوقاف الذي نظم لهم ورشة دعوية في مدني وكتب في اللافتة الثالوث المقدس والآن هنأهم بالكريسماس وأعتذر لهم زوراً وبهتاناً بما لحق بهم من اضطهاد وهدم لكنائسهم وطبعاً لا شيء من هذا الذي يقوله قد وقع بالفعل.. وقال هذا الوزير أنه يبحث عن عبدة الحجارة والأوثان ليرعاهم ويسهل لهم أمر عبادتهم.. بل ظل يكرر بمناسبة وبدون مناسبة أنه ستكون هناك مساواة بين جميع الأديان في السودان ولا أدرى كم عدد الأديان في السودان التي سيساوى حتى الدين الإسلامي دين الأغلبية معها.