رأي ومقالات

ابو ضفيرة: هل تنفع زيادة الأجور والله تعالى غاضب على ثلاثة أطراف هي الجمهوريون والكيزان والعلمانيون


قلت: “اشتكى أستاذ جامعي شاب متزوج من ضعف راتب الأستاذ قائلا: “نحن انتهينا” وطالبني بالكتابة عن هذا الأمر قبل عدة أشهر وظل يلومني على إهمال ذلك. ثم قال رفيقه الأستاذ غير المتزوج: “لقد اقترضت اليوم مبلغا من المال لتغطية عجز لدي”.
إن راتب الأستاذ الجامعي ينتهي في الأسبوع الأول من الشهر إلا إن لم يكن عليه ديون فعند ذلك ينتهي في ثلاثة أو أربعة أيام. والأستاذ المتزوج لا يكفي راتبه بغير العمل الإضافي إن وجده أو الاقتراض إن وجد من يقرضه ولذلك لجأ أكثرهم إلى الهجرة خوفا من الحاجة إلى الاستعانة بالغير في حال لم يجدوا عملا إضافيا وخوفا من تراكم الديون.

إن كل اقتراح بزيادة الأجور لن يبلغ حد أن تكون كافية لأستاذ جامعي أو عامل أو موظف. لقد أعرض الناس عن ذكر الله تعالى ونافقت الحكومة التي ثار عليها الناس مستغلة شعار الدين فغضب الله وحل البلاء بالناس. وشرعت الحكومة القائمة في مزيد من إبعاد الدين ومزيد من إجراءات الفساد وعجزت عن القضاء على رموز حركة الإسلام السياسي المفسدين في الأرض وأتى معها الجمهوريون أسوأ الأحزاب.

فبدلا من إصلاح ما أفسده الكيزان باسم الدين صارت أقطاب الفساد ثلاثة مجتمعة – الكيزان والعلمانيون والجمهوريون – فزاد الحال سوء أخلاقا ومعاشا واجتماعا. عجز خصوم الكيزان العلمانيون عن القضاء عليهم وجاء معهم الجمهوريون الذين يعتقدون بوجود إله إنسان يحاسب الناس يوم القيامة. هذا هو ما يعتقده عمر القراي الذي خاطب طلاب جامعة الخرطوم في يوم الخميس 17 يناير 1985 قائلا: “ألا تعلمون أن الذي يحاسب الناس يوم القيامة إنسان؟”

وكان من المتوقع لدى الجمهوريين أن يحل الله تعالى في جسد محمود محمد طه في اليوم التالي الجمعة 18 يناير 1985 قبل شنقه بلحظات أو عند لحظة الشنق إلا أنه خاب أمله وأملهم غير المعقول. وظل وجودهم وعودتهم من مهددات الأمن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

هل تنفع زيادة الأجور أو ينفع أي تخطيط اقتصادي والله تعالى غاضب على ثلاثة أطراف هي الجمهوريون والكيزان والعلمانيون الذين في الحكم والذين كانوا سببا في رجوع الجمهوريين؟ إن الذي ينتظره الناس بلا ريب هو مزيد من الغضب الإلهي بسبب لعنة الجمهوريين والكيزان والعلمانيين إلا إن رجع الناس إلى الله فرفع عنهم الفساد في البر والبحر”.

د. صديق الحاج أبو ضفيرة