السودان ينشر قوات إضافية لتعزيز الأمن في مناطق النزاعات
الخرطوم: محمد أمين ياسين
أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني اتخاذ تدابير وإجراءات لمواجهة الأوضاع الأمنية الراهنة، وذلك على خلفية نزاعات قبلية في بعض مناطق البلاد، خلّفت عشرات القتلى والجرحى. واستمع مجلس الأمن، الذي رأسه رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان، إلى تقارير مفصلة من الشرطة والاستخبارات العسكرية وجهاز المخابرات العامة عن الوضع الأمني في كل البلاد، بالتركيز على مدن الجنينة ونيالا وبورتسودان والعاصمة الخرطوم.
وقال مصدر رفيع لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس اتخذ عدداً من القرارات من بينها نشر قوات إضافية في بعض المناطق وتعزيز وجود الشرطة في الطرق.
وأضاف المصدر أن المجلس وجّه بتكوين لجنة تحقيق من الحكومة المركزية في أحداث الهجوم على مقر بعثة (يوناميد) في مدينة نيالا جنوب ولاية دارفور. وأشار المصدر إلى توجيهات صدرت لقادة الأجهزة الأمنية برفع تقارير مفصلة عن الوضع الأمني في كل أرجاء البلاد، خلال اجتماع مجلس الأمن والدفاع المقرر انعقاده خلال الأيام القليلة المقبلة.
في غضون ذلك أوردت بعثة حفظ السلام المشتركة في دارفور (يوناميد) إحصائيات جديدة لأعداد القتلى والمصابين في الأحداث التي شهدتها مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور الأسبوع الماضي. وقالت البعثة في تعميم صحافي إن الاشتباكات القبلية أودت بحياة 65 شخصاً وأدت إلى إصابة ما لا يقل عن 54 آخرين، وتشريد آلاف المدنيين نتيجة حرق القرى وتدميرها، داعيةً أطراف النزاع إلى عدم استخدام القوة، وحل الخلافات بطريقة سلمية. وأشارت إلى أن المواجهات الدامية وواسعة النطاق أدت إلى تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في الجنينة والمنطقة المحيطة بها. وأقرت البعثة بالتحركات التي تقوم بها الحكومة الانتقالية لاحتواء الأحداث، ودعتها إلى بذل المزيد من الجهود لخلق مناخ لاستعادة السلام والنظام في مدينة الجنينة، بما يسمح بوصول المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالأحداث.
من جانبه، قال والي ولاية غرب دارفور عبد الخالق بدوي، إن اللجنة العليا لاحتواء الأحداث في مدينة الجنينة نجحت بنسبة 90% في معالجة المشكلة، وبصدد وضع الترتيبات النهائية للحل بصورة شاملة. وأكد الوالي في تصريح صحافي استقرار الأوضاع الأمنية بالمدينة، معلناً رفع حظر التجوال، لفتح المجال أمام المنظمات العاملة في مجال العون الإنساني لإيصال المساعدات للمتضررين من الأحداث. وأضاف أن لجنة التحقيق التي شكّلها النائب العام تؤدي واجبها بصورة محايدة وبعيداً عن تأثيرات أي جهة رسمية أو شعبية، مشيراً إلى جاهزيتها واستعدادها لتلقي الشكاوى بشأن الأحداث من المواطنين. وكان الهلال الأحمر السوداني قد أكد حصر 48 جثة و167 مصاباً، تم إسعافهم بمستشفى الجنينة، ونقل 19 حالة خطرة إلى الخرطوم لتلقي العلاج.
كما شهدت مدينة بورتسودان، شرقي البلاد، صدامات قبلية بالأسلحة النارية والبيضاء أوقعت 9 قتلى وأكثر من 60 مصاباً. وقال المتحدث باسم وفد الحكومة المفاوض محمد الحسن التعايشي، إن التفاوض مع الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار، إلى وصل مراحل متقدمة، وتبقّى حسم ملفي الترتيبات الأمنية وقسمة السلطة. وأضاف في تصريحات صحافية أمس، من مقر المفاوضات بعاصمة جنوب السودان (جوبا)، أن المفاوضات في مسار دارفور تجاوزت الاتفاق الإطاري إلى الاتفاق الشامل.
وأكد التعايشي توافق الأطراف في المفاوضات الجارية على عقد مؤتمر دستوري للوصول إلى اتفاق حول القضايا الأساسية في البلاد. وشدد التعايشي على أن السلطة الانتقالية تسعى من خلال المفاوضات في جوبا للوصول إلى اتفاق سلام نهائي يُطمئن الشركاء في دول الجوار التي لديها مصالح استراتيجية في تحقيق الاستقرار في الإقليم.
من جانبه دعا نائب رئيس الحركة الشعبية ياسر عرمان، إلى دمج الجيش وقوات الدعم السريع ومقاتلي الحركات المسلحة في جيش وطني مهني بعقيدة عسكرية جديدة لحماية مصالح البلاد العليا. وقال عرمان إن جلسة المفاوضات ناقشت أجندة الاتفاق الإطاري الموقّع مع الحكومة، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر دستوري قبل نهاية الفترة الانتقالية.
صحيفة الشرق الأوسط