الحاجة السريرة مكي الصوفي
حرصت بالأمس، كما هو الحال في كل ذكرى بعيد الوطن، على الاتصال بالمعلمة الفاضلة، مربية الأجيال، الحاجة السريرة مكي الصوفي مصممة أول علم للبلاد بعد الاستقلال، حيث تعودت في كل مرة أن أستعيد معها الذكرى العظيمة وأتعلم وأعلم الكثير من خفايا تلك الأيام من التأريخ.
هذا العام لم تكن الظروف الصحية تسمح لمعلمتنا الفاضلة بالتواصل، فضلاً على أحزان غشيتها طوال الفترة الماضية، بفقدها لابنتها ومن بعدها زوجة ابنها ومؤخراً شقيقتها.
ما أود قوله إن الحاجة السريرة تستحق منا جميعاً المواساة في مثل هذه الظروف، وتستحق من الدولة أن تكرمها بأداء شعيرة العمرة حتى وإن أدت هذه الشعيرة أكثر من مرة، فقد شبعت من تكريم (الخشب والدلاقين) المسمى بالوشاحات والدروع، كما أن هذه الفرصة عندما تقدم من الدولة كهدية، تعني قمة السلوى وقمة التكريم، فالحاجة السريرة هي ليست مجرد معلمة ولا مجرد فنانة تشكيلية صممت علم لدولة، وإنما حكاية طويلة بلا نهاية عنوانها (نضال المرأة) وعنوانها (حب الوطن)، فهي مثال للمرأة السودانية المحبة لوطنها، المتفاعلة مع قضاياه، وهي دليل على أن المرأة في هذا الوطن سباقة وتعمل جنباً إلى جنب مع الرجل في كل ما يخدم الوطن، قبل أن تعرف المرأة في الدول الأخرى معنى اسم الوطن، وقبل أن تخرج علينا (سيداو) وأخواتها من اتفاقيات تتمشدق بالمرأة وحقوقها المفترى عليها.
(حاجة السريرة) حكاية تكشف أن المرأة في السودان تولد واعية ومتعلمة، وأنها امرأة تتمتع بكافة حقوقها وتتعداها إلى أبعد من ذلك، وهي لا تحتاج إلى من يتحدث باسمها أو ينوب عنها.
* خلاصة الشوف
نسأل الله الصحة والعافية لمعلمتنا الفاضلة حاجة السريرة، وأن تعود ذكرى الاستقلال وبلادنا في حرية وسلام وعدالة.
صحيفة آخر لحظة