رأي ومقالات

أسامه عبد لماجد: المحسودة.. اذا عرف السبب

عقب إعلان تقرير التحقق من انتشار الصحف للعام 2017، والذي صدر في مارس 2018، كانت الغراء (السوداني) في المرتبة الرابعة.. تم الاتفاق سريعاً على عقد ورشة، تبحث كيفية تقدمها إلى الأمام .. تم بذل مجهود جبار من كل الزملاء للترتيب للورشة.

رئيس التحرير ضياء الدين بلال، كعادته في ملاحقة الزملاء لصناعة المواد التحريرية مع تجويدها، يحثنا على الإسراع في تنظيم الورشة.. يومها كنت ضمن طاقم (السوداني) حيث عملت بها لعام، (ويا له من عام)، على قول البطل.

كانت نقاشات الورشة شفافة.. حتى ضياء الدين لم يسلم من النقد البناء .. فكان طبيعياً أن تقفز الصحيفة في العام التالي إلى المركز الثاني .. بـ(كسب) لا (كذب) .. وبـ(مجد) تحقق بـ(كد) سنوات من السهر وملاحقة الأحداث والانفراد بالأخبار من طاقمها المميز.

أوقفت حكومة (الحُرية)، (السوداني) دون وجه (عدالة) ومؤسسات إعلامية أخرى .. خطوة لا تخلو من حسد وكيد، ليس من جانب لجنة إزالة التمكين، بل ممن وضع أمامها التقارير الكاذبة والمضللة عن السوداني.. الحجز كما علق عليه ضياء الدين قرار بلا أرجل وجائر وينتهك حرية الصحافة ويفضح الحكومة (والأخيرة من عندي).

لأنه مثلما يسخر الكثيرين من النظام السابق ويستدلون بإغلاقه لأربع عشرة صحيفة في يوم واحد .. هاهي حكومة الفترة الانتقالية التي لم تكمل عاماً تكمم أفواه أربع مؤسسات صحفية وإعلامية.. حيث تعاملت بطريقة تنم عن (التصعيد) لا (التهدئة).. و(التسرع) لا (التروي).

الاشتباه في(السوداني) يعني اتهامها بالفساد.. وهي التي فتحت أضخم ملفات الفساد .. من المستشار مدحت موظف الدولة الثري، إلى قنبلة أراضي مكتب الخضر وغيرها من القضايا.. كانت السوداني الكتيبة الأمامية في كشف الفساد .. وظل صوتها يرتفع يوماً بعد يوم بمحاربته.. ظلت حارسة للمال العام وليس لها منه نصيب.. تميزت بدقتها في تشخيص أمراض الدولة.. كثيراً ما مضت في طرق وعرة .. وعبرتها بروح الجماعة التي تتمتع بها.

إن نقاط قوة الصحيفة بالإضافة إلى رئيس مجلس إدارتها الرجل النبيل جمال الوالي صاحب الشعبية الطاغية والذي يقدره (الأهلة) قبل (المريخاب).. كذلك ضياء الدين، الذي يعتمر قبعة الصحفي قبل رئيس التحرير، وهو صاحب القلم الطاعم والمقدم التلفزيوني البارع .. والكاتب المحلل والضيف الراتب على القنوات .. تجعل كثيرين يحسدونه على كل ذلك (الضياء) و(الجمال).

ليس أبو رنا وأركان سلمه الذين نعرفهم ممن يبيعون أقلامهم .. وليست السوداني بالكاسدة أو الخاسرة حتى تمد يدها من خلف الأبواب للمؤتمر الوطني .. (منحها) أو (منعها) .. حيث ولدت في 10/ 10/ 2010 بأسنانها.. (تطير عيشة)، (السوداني)، خُنقت من النظام السابق وذُبحت الآن.. أذكر أن وجودنا في السوداني كان عبئاً ثقيلاً على ضياء تحمله بمسؤولية و(رجالة) .. ولم يسلم من مضايقات ذلك الرجل النافذ ومن خلفه تلك المرأة.

إن مهنية السوداني تجعلنا نغار منها ولا نحسدها ونعمل في (آخر لحظة) على منافستها.. فهي صحيفة تعمل لأجل (الإنجاز) لا (الابتزاز) تعاملت الحكومة بـ(الإقالات) مع منسوبي السدود التي كتبنا مطالبين بحلها .. بينما أغلقت السوداني بـ (التاتشرات).. فتأمل على قول ملاسي.
أسامه عبد لماجد

*آخر لحظة الصادرة يوم الاحد 12يناير 2020*

تعليق واحد

  1. دي قروش الشعب السوداني و رجعت ليهو, الحكومة الحالية ليس من مهامها إنشاء صحف للتطبيل لها و تشغيل أنصاف الصحفيين!
    قوم يا عاطل شوف ليك شغلة…