رياضية

فالفيردي.. طفل “خجول” عانى من سوء التغذية


نجح فالفيردي الخجول ابن مدينة مونتيفيديو الشهيرة في أن يتصدر عناوين الصحف حول العالم، بعدما خطف الأنظار عقب تألقه مع ريال مدريد في الموسم الحالي ومساهمته في قيادة فريقه إلى تحقيق كأس السوبر الإسباني في جدة، عقب عرقلته للمهاجم موراتا في لقطة قلبت موازين المباراة لمصلحة الفريق الفائز بـ 13 بطولة في دوري أبطال أوروبا.
ولد فيدريكو سانتياغو فالفيردي في 22 يوليو من عام 1998 لوالده جوليو فالفيردي والأم دوريس فالفيردي في مدينة مونتيفيديو عاصمة أوروغواي، وولد “فيدي” كما يطلق عليه وسط عائلته، كطفل ثانٍ لوالديه.

ونشأ بين أسرة لا تعرف شيئًا عن كرة القدم، وبدأ الفائز بجائزة أفضل لاعب في السوبر الإسباني، لعب كرة القدم عندما كان طفلاً يبلغ من العمر عامين فقط، حينها رسم له والده شبكة على الجدار الذي يفصل بين غرفة المعيشة والمطبخ، من أجل تسجيل الأهداف والاحتفال بذلك، لكن مع مرور الوقت تسبب فالفيردي في تقشر طلاء الحائط.

وكانت لدى الطفل الأوروغوياني رغبة شديدة في الانضمام إلى فريق كرة قدم، وتمكن من الانضمام إلى أكاديمية صغيرة في مدينته، لكن لم يسمح له بلعب المباريات الرسمية لأنه لم يتجاوز السادسة من العمر، وسجل فالفيردي هدفه الأول في مباراة غير رسمية ضد أكاديمية أخرى عندما كان في سن الثالثة، وعندما وصل إلى 5 سنوات، قررت الأكاديمية منحه فرصة التواجد في تحضيرات فريق الـ 6 سنوات، وفي الوقت الذي التحق بالفريق، عانى والداه من مشكلة، إذ لم تكن هناك أحذية كرة قدم لقدميه الصغيرتين، واضطرت والدته لزيارة العديد من المتاجر، قبل أن تعثر على مبتغاها من متجر للأغراض المستعملة، وفي سن الخامسة قاد فريق الأكاديمية للفوز بأول بطولة، مما زاد فرصته للانضمام إلى أكاديمية أفضل.
وفي 2008، شعرت عائلته فالفيردي بفرحة غامرة، عندما تم استدعاء ابنها للمشاركة في تدريبات فريق بينارول، وقالت والدته حينها: كان فالفيردي خجولا، عندما أخذته للتدريبات تواجد بالقرب من إحدى الأشجار ولم يتحرك، قبل أن يحثه أحد أعضاء الجهاز الفني للفريق وطلب منه الانضمام إلى بقية الأطفال، وتحول وجه “فيدي” إلى اللون الأحمر، وتوجه نحو الأطفال وبدأ في تمرير الكرة معهم.

ولم يستغرق فالفيردي وقتا طويلا حتى تكتشف موهبته، إذ قال عنه أحد أعضاء النادي: هذا يشبه اللاعب موهوب جدا ، وسمعت والدته تصريحاته واقتربت منه وقدمت نفسها بفخر، كأم للشاب البالغ من العمر تسع سنوات، وتطور فالفيردي بشكل ملحوظ في أكاديمية بينارول، وسرعان ما لفت أنظار الأندية الأوروبية، وعبر كلا من باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي وتشيلسي وبرشلونة عن اهتمامهم بالطفل، ولكن أرسنال هو الذي اتخذ الخطوة الأولى.

إذ عرض أرسنال على فالفيردي تجربة مدتها أسبوع، وسافر البالغ من العمر “16 عاما” إلى لندن، حيث أتيحت له فرصة مقابلة أرسين فينغر، وقدم أرسنال عرضًا إلى بينارول من أجل خطف موهبة فالفيردي ، ولكن عرض آخر طغى عليه، عندما إلتقى مسؤول من ريال مدريد مع عائلة اللاعب خلال بطولة أميركا الجنوبية لأقل من 17 عام 2015، والتي شارك فيها فالفيردي مع أوروغواي، وسارع نادي العاصمة الإسبانية إلى إبرام صفقة من شأنها أن تدخل لاعب خط الوسط إلى النادي

وفي مايو 2015 ، سافر اللاعب إلى مدريد للخضوع للاختبارات الطبية المعتادة، لكن كانت هناك أخبار غير سارة، إذ لم يتمكن من التوقيع للنادي لأنه يعاني من سوء التغذية، لكن جوني كالافات، رئيس قسم كرة القدم الدولي في ريال مدريد، أصر على ضمه، ووقع ريال مدريد على الصفقة التي ستجلب فالفيردي إلى إسبانيا بعد ذلك بعام.

وتم استخدام أموال انتقال فالفيردي لإصلاح سقف النادي المتسرب، وأنابيب الصرف الصحي.

وبعدما وقع لريال مدريد، تم استدعاء فالفيردي إلى قائمة الفريق الأول في بانيارول، وقاده ذلك إلى اللعب مع قدوته دييغو فورلان، الذي عاد إلى الفريق بعد 18 عاما قضاها خارج بلاده، ولاحظ أسطورة كرة القدم في الأوروغواي على الفور موهبة فالفيردي، واهتم بالشاب الجديد، الذي كان خجولا جدا حينها، إذ اقترب منه فورلان وكانت والدة فالفيردي موجودة، إذ ترافق ابنها في كل مكان، ونشأ نقاش بين فورلان ووالدة فالفيردي، وتحدثا عن الحياة في مدريد، وأخبرها فورلان أنهم في أيد أمينة.

بعدها انضم فالفيردي إلى “كاستيا” فريق ريال مدريد الثاني وتلقى تدريبه تحت قيادة سانتياغو سولاري، الذي تأثر بموهبة اللاعب، وشارك فالفيردي في 30 مباراة مع الفريق وأحرز ثلاثة أهداف، ولكن أكثر اللحظات العاطفية في عامه الأول في العاصمة الإسبانية عندما شارك في أول مران له مع الفريق الأول، إذ شاهد لاعبه المفضل، الألماني توني كروس لأول مرة على أرض الواقع، وسرعان ما عاد إلى منزله للتعبير عن مشاعره لوالدته بعدما التقى بكروس.

وعقب انتهاء موسمه الأول، تم إعارة فالفيردي إلى ديبورتيفو لا كورونيا لاكتساب الخبرة، لكن موسمه الأولى كان أقل من المستوى، قبل أن يصبح ركيزة أساسية وشارك في 24 مباراة بالدوري، ثم قرر لوبيتيغي ضم فالفيردي واستدعاه لاستعدادات ريال مدريد قبل الموسم الماضي، إذ كان ريال مدريد يمر بمرحلة بناء، وتمكن فالفيردي من إقناع مدرب أسبانيا السابق بأنه يمكن أن يكون جزءًا من الفريق وخطته، وحصل موهبة الأوروغواي على أول ظهور له في لقاء ريال مدريد أمام فيكتوريا بلزن في مرحلة المجموعات بدوري الأبطال، وعلى الرغم من الموسم المروّع لريال مدريد، إلا أنه لعب ما يصل إلى 25 مباراة في جميع المسابقات وفاز بكأس العالم للأندية، لقبه الأول مع الفريق بقيادة سولاري، الذي خلف لوبتيغي كمدرب للفريق الأول، ثم تم إقصاء ريال مدريد من جميع المسابقات الهامة في غضون أسبوع واحد، وعمل بيريز على إعادة الرجل الذي فاز بثلاث بطولات متتالية في دوري الأبطال.

ووعد زيدان بثورة في تشكيلة الفريق قبل الموسم الجديد، واضطر العديد من لاعبي الوسط إلى إفساح المجال أمام بول بوغبا، الذي كان هدف مواطنه الأساسي والوحيد لخط الوسط، إلا أن مانشستر يونايتد رفض الدخول في مفاوضات مع ريال مدريد وبقي الفائز بكأس العالم 2018 في إنجلترا، على الرغم من أن زيدان قرر التخلص من ماركوس يورينتي وداني سيبايوس وكوفاسيتش، لكنه وضع ثقته في فالفيردي. وأصبح الفتى الصغير الخجول أكبر مكاسب ريال مدريد.

وعلى صعيد المستوى الشخصي، يرتبط فالفيردي بعلاقة مع مذيعة تلفزيونية، وُلدت في 14 أكتوبر1993، مما يعني أنها أكبر بخمسة أعوام من صديقها الشهير، وذكرت التقارير الصحافية أن سبب ذلك، يعود إلى أن فالفيردي شخصًا لطيفا، ولا يعجبه الشركاء غير الموثوق بهم ويريد أن يكون مع سيدة ناضجة تدرك روتينه اليومي القاسي كلاعب كرة قدم.

العربية نت