محمد عبد الماجد

عباس ود عجوكة الرجل الذي يحدثكم عن يوم القيامة العصر


(1)
عباس ود عجوكة الذي كان متشمراً ومجاهداً ومنفعلاً وهو يفج النار ويدخل في وسطها – بين اللهب في حريق اشتعال محل غاز ، اثار اهتمام الناس حول شجاعته تلك – والناس حوله يكتفون بالاشارة على موضع اللهب وهم يصرخون باسمه (بي جاي يا عباس).
تعجب الناس من شجاعة (عباس ود عجوكة) النادرة وهو يقدم نفسه ويفدي المحل بروحه ويرمي بنفسه في النار – جعلتهم تلك الجسارة يستغربون ويسألونه عن هذه الشجاعة وذلك الحماس الذي لا يتناسب مع عمره. من اين اكتسب تلك (البسالة) ومن اين جاء بها؟.
هل شارك جده لامه في معركة كرري؟.
هل هو من سلالة البطل عبدالقادر ود حبوبة؟.
هل كحلته امه بقرن (الشطة) قبل ان تلقي به في الشارع يلعب مع اترابه؟.
وهو محمول هكذا على الاعناق والناس تهتف باسمه – كشف لهم سر بسالته – عندما اشار على محل الغاز وقال لهم : (عندي انبوبة غاز في هذا المحل!!).
بهت الناس عندما سمعوا عبارته تلك، انزلوه من كتوفهم وانصرفوا عنه وهم يلعنون ظنهم الحسن فيه والذي صوّر لهم جسارة (عباس ود عجوكة) على انه (بطل) ذو مروءة وشهامة، حيث صدمهم واحبطهم ان تكون بسالته تلك من اجل (انقاذ) الانبوبة التى تخصه.
مروءة مدفوعة الثمن!!.
(2)
بعد (21) يوماً من هذا الحريق – اشتعل محل غاز اخر في الحلة .. استعرت النيران بضراوة ، وقضت على الاخضر واليابس في المحل. ولم يتقدم احد لاطفاء الحريق او ايقاف تمدده.
صاحب المحل الذي احترق محله عندما كان ينظر الى (عباس ود عجوكة) بعيداً عن الحريق وغير منفعل به ومنشغل بجواله السيار يتقافز امام عينيه ويحاول ان يستنجد به ويلفت انتباهه الى محله الذي يشتعل – كان صاحب المحل يستغيث باسم (عباس ود عجوكة) والنساء امام المحل يدفعن عباس ود عجوكة الى الاستجابة لصحاب المحل وانقاذ محله ، لكن عباس ود عجوكة كان ساكناً لا يفعل شيئاً – كأنه كان يشاهد الحريق وهو مستلق على ظهره في شاشة (الجزيرة).
بروده يشبه (علبة الساردين) عندما تفتحها في (طبق الفول)!!.
(3)
والوضع على ذلك الحال والنار تقضي على كل شيء تقدم من (عباس ود عجوكة) رجل سبعيني يقال عنه انه (حكيم القرية) وقال لعباس ود عجوكة : هذا المحل الذي يحترق الآن عندك فيه (انبوبة غاز). قبل ان يكمل الرحل الحكيم عبارته انتفض (عباس ود عجوكة) وثار واصبح كالضرغام في الساحة، تمدد ود عجوكة حتى انه كأنه الف رجل – ينتر وينتفض ويتطاير من عينه الشرر. رمي عباس ود عجوكة بنفسه في النار – جاهداً وعاملاً لاطفاء الحريق – والنساء حوله يطلقن زغاريدهن القوية – فهن لا يعرفن ما دار بين الرجل الحكيم وعباس ود عجوكة ليرمي الاخير نفسه بذلك الشكل في اللهب. عباس ود عجوكة كان يردد شعارات (دينية) وهو يبحث عن (الانبوبة) التي وعد بها وسط الحريق.
وكانت بعض النسوة ممن يحسن ظنهن في الرجل يقلن (يا نار كوني برداً وسلاماً على عباس ود عجوكة).
(4)
ما فعله (عباس ود عجوكة) يشبه حال الذين يدافعون عن (الانقاذ) الآن ويستبكون عن (الحريات).
كلهم او اغلبهم اصحاب مصلحة خاصة بمن في ذلك الشيخ عبدالحي يوسف الذي اتهم علي عثمان محمد طه بـ (الكذب) عندما مسه الضر منه. شيخ علي بشهادة من شيخ عبدالحي يوسف (كاذب).. والمؤمن لا يكذب!!. الذين يبحثون عن مصالحهم الخاصة واهدافهم الذاتية باسم الدين والحريات والوطن – عليهم ان يعلموا ان هذا الشعب الفطن لا يفوت عليه شيء.
(5)
بغم /
عندما تراجع صور عرسك القديمة – تكتشف ان (البدلة) التي كنت تلبسها في الزفاف اكبر من (جتتك).
على الانقاذيين ان يراجعوا صورهم القديمة!!…فكلهم كانوا يلبسون بدلاً اكبر منهم.

صحيفة الأنتباهة