مقالات متنوعة

العنف ضد الشرطة


تابعت بأسف بالغ حادثة دهس لاعب المريخ الشهير سيف تيري لضابط شرطة ومواطن اثناء انفاذ قوة من الشرطة حملة ازالة تظليل بشرق النيل، وما لا تعرفونه اعزائي، فالحادثة ليست الاولى من نوعها التى يتعرض لها منسوبو الشرطة اثناء تأدية واجبهم، فهنالك طبيب معروف دهس شرطى مرور وشرع فى قتله اثناء حملة لترخيص المركبات قرب مول العفراء، وايضاً هنالك فتاة شرعت فى دهس شرطى مرور آخر بوسط الخرطوم ايضاً اثناء تأدية واجبه، وهذا بالاضافة لحادثة مقتل شرطى التأمين قرب مول الواحة، وحادثة دهس (6) من عناصر الشرطة، وغيرها من الحوادث الواقعة على منسوبي الشرطة، فماذا يحدث ايها القوم؟
مهما اختلفنا مع الشرطة فى الرأى او اجتمعنا معها، تظل الشرطة الجهاز الاول الذى ينفذ القانون رغم عن أنف الجميع شئنا أم أبينا، فالشرطة شأنها شأن أى جهاز شرطة فى العالم تنفذ القوانين بانواعها المختلفة، ولا ينبغى للمواطن ان يعمل على تصفية حساباته مع الشرطة، فهى ليست شماعة لكل ما يحدث، فشرطى المرور ينفذ التعليمات الموكلة اليه ابتغاءً لسلامة المواطن قبل كل شيء، وشرطى الجنايات ينفذ التعليمات والقوانين السارية دون تشفٍ، فلماذا ذلك الانتقام والحقد الذى يقوم به المواطن ازاء قوة منوط بها حفظ القانون.
المدنية يا هؤلاء لا تعنى سيادة قانون الغاب، ولا تعنى ان ينتزع كل شخص حقه بيده حمرة عين ورجالة، ولكنها مرحلة تعنى ان تكون الشرطة هى خط الدفاع الاول باعتبارها الجهة الوحيدة التى تنفذ القانون السارى على الجميع، فليس هنالك كبير على القانون لا سيف تيري ولا انا ولا حمدوك ولا أى شخص فى هذه الدولة، والمرحلة القادمة يا سادة تتطلب منا ان نكون اكثر التزاماً بالقانون، وتتطلب منا نشر التوعية بين المواطنين بمختلف طبقاتهم ومكوناتهم المجتمعية والاثنية والعقائدية، فالشرطة هى الركن الاصيل فى تحقيق العدالة ورد الحقوق، وهى الركن الاساسي فى رتق النسيج المجتمعى وحفظ تماسكه، وهى حائط الصد الاول. وجميعكم تابع العصابات المتفلتة التى نفذت جرائم نهب وسلب وروعت المواطنين، ولولا تدخل الشرطة باتخاذ التدابير اللازمة لما عادت للخرطوم هيبتها وسكينتها، ولما عادت الينا الطمأنينة والاستقرار.
ومن اوجب واجبات الشرطة ازالة التظليل والتأكد من تراخيص المركبات وتفتيشها ان لزوم الامر لسلامة الجميع، ومن حقها الاشتباه وايقاف الاشخاص الى حين التأكد من هويتهم ومن ثم تركهم، ومن حق الشرطة تسيير الحملات متى شاءت لحفظ امن واستقرار المواطن، وستظل الشرطة حامي الحمى رضيتم أم أبيتم، والقانون كفيل بتحقيق الردع والعدالة لكل من يخالف القانون واللوائح.

صحيفة الأنتباهة