رأي ومقالات

عثمان ميرغني ظل واحد من المعتقلين السياسيين إبان احداث الثورة المجيدة


واحدة من القواعد الصارمة في ممارسة الرياضة هي عدم اللعب على الأجسام او استهداف اللاعب بالإعاقة الموقتة او الدائمة. كذلك الامر في النقد الذي يعتمد العلم والمعلومات العلمية يجب عدم الشخصنة والذهاب خارج بنية الأفكار المنتقدة والمستهدفة. ادفع بهذه المقدمة لتوضيح انني ما كتبت تعليقي او رسالتي للزميل والأخ عثمان ميرغني الا وفي ذهني كان غرض المساهمة بإضاءة جانب معرفي غائب لدينا او مغيب وهو علاقة العلم بالتطبيق الإعلامي. نعم توجد فجوات، وهنالك ثغرات لا حد ولا حدود لها خاصة في الاداء الإعلامي المرئي لنا وخاصة التلفزيوني. فكثير من الممارسين يستهينون بالتخصصات العلمية الكامنة داخل الاداء التلفزيوني العام بكافة تخصصاته ويستبعدون أهمية العلم وعلاقته بهذه التخصصات. وباعتباري واحدًا فقط من كثيرين ربما نذروا سنوات طويلة تزيد من الثلاثة عقود في دراسة وتدريس هذه التخصصات بقسمي الاعلام بجامعتي قاريونس ببنغازي وجامعة الخرطوم واعمل للسنة الثامنة حاليا بإدارة البرامج بقناة الجزيرة بالدوحة فإنني قد بادرت بكتابة ما كتبت من رأى علمي حول الممارسة والتطبيق في إدارة البرامج الحوارية. ولكن ما اريد لفت النظر له هو انني لا احمل سوى الاحترام كل الاحترام لتجربة ونضال زميلي عثمان ميرغني الذي تزاملت معه في صحيفة الراى العام ببداية هذه الألفية عندما كان يكتب عموده الشجاع حديث المدينة وكنت أتعاون مع الصحيفة احرر الملف الثقافي والفني لها آنذاك. عثمان بأدائه في الحلقة التلفزيونية التي استضافة حمدوك لا يستحق منا كل هذا الهجوم المبني على التقدير والتقييم السياسي الناقص او المجزأ بحيث يفصل في التطور السياسي للإنسان . عثمان احد اوضح الإعلاميين وطنية وحبا لهذا التراب، وهو احد الذين دفعوا ثمنًا غاليًا عبر مقالاته النقدية السياسية وآرائه الشجاعة التي نادت بالانعتاق والتحرر والتخلص من نظام الإنقاذ. ولا ننسي ابدا الهجوم الذي تعرض له عثمان بتحريض مباشر من المخلوع مباشرة لثلة من رباطة الأمن بالذهاب لمبنى الجريدة وضربه فرأى الموت بعينيه ولا تزال عيناه تتأثران جراء ذلك الهجوم الغادر. اضافة الى ذلك يجب الا ننسى ان عثمان ظل كواحد من المعتقلين السياسيين إبان احداث الثورة المجيدة ولم يطلق سراحه الا قبل أيام من انتصارها. عثمان وفي فيلم الحراك السوداني ببرنامج القصة بقية الذي عرضته الجزيرة قبل سقوط البشير بأيام كان من الضيوف الذين التقيناهم في مقابلات الفيلم وقال بثقته العالية والمطلقة بانتصار الثورة . أرجو ان نتذكر للناس جهودها ونضالها و نحافظ على حدود النقد وألا نذهب لللعب في الأجسام بالتخوين واستعادة ماضيهم السياسي الغابر كأنه عيب و التلويث، واغتيال شخصياتهم. الرجل ربما نجح في فكرة إنشاء وتصميم الأسئلة باستلهام لأسئلة موضوعية وغير موضوعية، وأسئلة وردته من المتابعين في الوسايط ولكنه فشل في الاداء الإرسالي لها او والاداء الحواري التلفزيوني دون ان يفشل كصحفي متميز ووطني من الطراز الفريد. حظا اوفر وتحايا خاصة له وهو يكابد آلام كل هذا الهجوم الكاسح في السوشال ميديا.

Wajdi Kamil