آمال النور .. لم أترك عقد الجلاد لخلافات وما زال مكاني محفوظاً بينهم
في معهد (النور) كانت البداية الفعلية لدخولها لعالم الفن والموسيقى، حيث كان يشرف على المعهد اكبر أساتذة الموسيقى ؛ الذي اتاح لها الفرصة لصقل مواهبها وكان المعهد يُحضر كل شهر احد الفنانين الكبار للعزف والغناء معه وكانت مشاركتها الاولى على الاوكورديون مع الراحل خوجلي عثمان الذي اضحكه وقتها كيف ان الاوكورديون الذي تحمله يكاد يغطيها؛ ثم كان دخولها المرحلة الثانوية ومن ثم الجامعة (كلية الاقتصاد) وفي ذات الوقت تدرس فى معهد الموسيقى (قسم الصوت) وتتلمذت فيه على يد أمهر المعلمين (الاستاذ كوريا)..
هذا جزء مما حدثتنا به الفنانة آمال نور الهدى الشهيرة بآمال النور وهي من مواليد ود مدني وصعدت الى خشبة المسرح قبل ان تذهب الى المدرسة واطلق عليها لقب (الطفلة المعجزة) فقد تغنت بملحمة الثورة -ضمن مجموعة من الاطفال -مع الاستاذ محمد الامين وهي لم تتعد السابعة من عمرها.. التقينا الفنانة آمال بعد عودتها في زيارة لارض الوطن من بلاد الغربة :
] بعد التخرج من المعهد ماذا كان يدور في خلدك؟
– رغم اني كنت أرغب بشدة في تدريس الموسيقى وكنت استحق ذلك وجدت رفضاً من قبل ومعارضة من اعوان النظام السابق وتلك كانت اولى مراحل الصدام مع النظام حيث اعترضوا علي كوني فتاة او امرأة ولم استطع الاستمرار سوى شهرين فقط وتسلمت وقتها مبلغ 135 جنيهاً نظير ذلك رغم حب الطلبة لي ورغبتهم في مواصلة تدريسهم غادرت المعهد!
] ما هي الأسباب التي دفعت بكِ إلى الهجرة وترك أرض الوطن ؟
– أثناء عملي مع الكورال لبعض الكنائس أصبحنا نتلقى تهديدات وصلت للقتل من الجهات الأمنية ومضايقات كثيرة لي وللذين يعملون معي وكل المحيطين بي حتى ضيقوا الخناق علينا ولم أجد مفراً غير المغادرة حتى افك الخناق! وغادرت السودان وكنت في قمة عطائي الفني والثقافي؛ وتركت خلفي فرقتي وجمهوراً كبيراً وعملي واصدقاء واخوان خارج الوسط وداخله, فقد كنت ضمن طاقم أشهر البرامج مثل نجوم الغد على النيل الأزرق ,وسباق المبدعين في قناة الشروق ,وفي الإذاعة السودانية برنامج في الصفحة الاولى, غير المنتديات والحفلات والمهرجانات وكان لدي الكثير من الخطط والمشاريع للمستقبل..
] تركتِ فرقة عقد الجلاد أكثر من مرة ما هي الأسباب والدوافع ؟
-لم اتركهم لخلافات او اي مشاكل ولكن هم من ارادوا عدم الزج بي بعد أن تم القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية ,وكان ذلك بعد أن قاموا برحلة الى مدينة جوبا وقتها بكيت كثيراً بسبب تلك الأحداث فهم ارادوا ان ابتعد عنهم خوفاً علي من القمع الذي كانوا يتعرضون له, وبعد ان هدأت الأوضاع واصلت معهم وتركتهم مرة أخرى ولكن هذا المرة بسبب عملي مع الراحل محمد وردي فلم استطع العمل مع الفرقتين؛ وكان وردي يحتاجني للعمل معه لذا تركتهم دون أن افقد خانتي معهم والى اليوم يمكنني الغناء مع الفرقة..
] المجموعات الغنائية في السودان أو ما يعرف بالكورال كيف ترينها؟
– احب جداً عمل الكورال وانا منذ الطفولة اشارك في فرق الكورال منذ ايام أعياد الثورة مع الموسيقار محمد الأمين، كما كانت لي تجربة مع الراحل مصطفى سيد أحمد مع كورال الحزب الشيوعي وايضاً كونت عدداً من الفرق الكورال مع الكنائس فقد أنشأت أربعة فرق كورال لبعض الكنائس، وكانت تلك الفرق تحصد جوائز عالمية وايضاً عملت في جامعة الأحفاد وكورال الأحفاد مع قاسم بدري وعدد من المدارس الأجنبية، بالإضافة الى فرقة عقد الجلاد والراحل محمد وردي..
] شاركتِ في الغناء الجماعي، كيف استطعتِ الخروج وشق الطريق منفردة ومن أسهم في ذلك ؟
– عملت منفردة وكونا فرقة مع عماد ببو ومحمد عركي ووليد ابو القاسم هؤلاء هم من كان لهم الفضل في أن أصبح فنانة، فعماد هو أول من عمل معي وكون فرقة ضمت عدداً من الشباب لهم مني كل الود واستمر معي الى ان اصدرنا اول ألبوم خاص لي (قولا تاني)..
] هل صحيح أنكِ كنتِ تنوين الحضور والمشاركة في الاعتصام؟
– قدمت الكثير من الأعمال في بداية الحراك الثوري وكانت من الأعمال المعروفة للناس مثل رائعة الدكتور محمد الأمين له الصحة والعافية ومحمد وردي عليه الرحمة، للتعبئة ؛ وهي مفيدة اكثر من الأعمال الجديدة وبعد فض الاعتصام التقيت بالدكتورة مروة بابكر وانتجنا اغنية ثورية للكنداكات ؛وهي (ما بكسروك) بالمشاركة مع الاستاذ إيهاب ابو سعيد وكنت أنوي العودة ايام الاعتصام في القيادة ولكن المحامية الأمريكية رفضت ذلك حفاظاً على سلامتي الشخصية ولم استطع العودة وقتها حيث كنت اتمنى ان احضر الى ميدان الاعتصام.
] كيف تنظرين للوضع الآن بعد نجاح الثورة؟
– لا يزال المشوار طويلاً والتعبئة مستمرة والمشروع الثوري في بدايته والتغيير يجب أن يكون تغييراً كاملاً بتكوين شعب واع وشعب يقظ وقادر على المثابرة, وانا ارى ان الخوف والحذر ما زال في داخل الناس ومقيدين ,فلا بد من التحرر واستنشاق نسمات الحرية والتشبع بالطاقة الايجابية للبناء والعطاء والاستمرار فى التقدم والازدهار.
صحيفة الأنتباهة