مقالات متنوعة

بشريات حل الأزمة ولكن..


ما كان لي أن أعود لأزمة مجمعات الجمهور التي تقدم الخدمة الشرطية في المرور والجوازات والسجل المدني، وما كان لي أن أضيف جديداً فيما كنت قد كتبته عن ما يحدث فيها من عنت ومشقة للمواطنين، خاصة، فيما يخص استخراج الجواز، ما كان لي أن أعود لو أن المسؤولين في مؤسسة الشرطة، في دائرة الاختصاص، تعاملوا مع الأمر بعيداً عن طريقة “دفن الليل اب كراعاً بره”.. واستدلالاً على اتباع هذه الطريقة في أعرق مؤسسة سودانية، دعونا نطالع معاً هذا الخبر الذي جاءنا كبشرى بأن الأمور “تمام التمام” و”كلو تمام سعادتك”.. جاء في الخبر البشرى: “وقف الفريق شرطة عثمان كباشي رئيس هيئة الجوازات والسجل المدني على سير العمل بمجمع خدمات الجمهور بالخرطوم. وقال إن الزيارة تأتي في إطار الزيارات التفقدية الراتبة للإدارات الخدمية مشيراً إلى أن الشبكات التقنية تعمل بصورة جيدة وأن مصنع الجواز والبطاقة يعملان على تغطية إنتاج معاملات اليوم حيث يمر المنتج بعدد من مراحل الجودة إلى أن يصل إلى المرحلة الأخيرة التي يتم فيها التسليم خلال الـ72 ساعة.. وحسب العميد شرطة أحمد إبراهيم أحمد مدير المرور بالمجمع أن انطلاقة هذا النظام بدأت من المجمع وهو نظام مركزي لاستخراج رخصة القيادة بعد إلغاء النظام الورقي حيث يعمل النظام الجديد على تسهيل الإجراءات لطالبي الخدمة واستخراجها من أي مكان في السودان. وفي ذات السياق أفاد اللواء شرطة أمير أحمد حسن كامل مدير مجمع خدمات الجمهور الخرطوم أن العمل بالمجمع يسير بصورة جيدة مع تزايد الإقبال الكبير للمواطنين على كل المعاملات حيث يبلغ متوسط جملة المعاملات اليومية المنجزة من 8000 إلى 10000 معاملة لكل من إدارات (الجوازات – السجل المدني – المستفيدين من قانون الجنسية – المرور-المباحث – الأدلة الجنائية – الدفاع المدني – الفحص الآلي – الكشف الطبي – جمارك المغتربين) مشيراً إلى أن المجمع يعمل طيلة أيام الأسبوع”.
# لم يشأ السيد الفريق عثمان الكباشي أن يقول للمسؤولين بالدولة، مجلس سيادي ومجلس وزراء وأعلى قيادة في الشرطة بأن هناك أزمة في تقديم الخدمة جعلت مجمع خدمات الجمهور غير قادر على تسليم الجواز السوداني خلال 24 ساعة كما كان في السابق.. فآثر الرجل أن يدفن رأسه في الرمال.. وينسى تماماً أن هناك مصنعين في كل مجمع من المجمعات الثلاثة في الخرطوم وبحري وأم درمان.. وفي كل مجمع، هناك مصنع معطل منذ أكثر من عام بسبب الاسبيرات الموجودة بألمانيا.. ولعل عدم توفير السيولة المطلوبة للتشغيل هي السبب في هذا التأخير.. علماً بأن المصنع الذي يعمل حالياً يقدم الخدمة بكفاءة لا تتعدى نسبة 30 % ويحتاج للصيانة الدورية.. فهل سينفي سعادة الفريق بأن جهاز المصنع توقف عن العمل عدة مرات آخرها قبل عشرة أيام.. هذا إضافة إلى المشاكل المعلومة في إهمال الحواسيب والكاميرات والطابعات، وكلها تحتاج للصيانة الدورية التي تواكب ضغط العمل..
# على سعادة الفريق عثمان كباشي أن يبدأ بالمعالجة الفورية وأن يخاطب المسؤولين لحثهم على حتمية ضخ الأموال في شرايين مجمعات الجمهور لأنها النافذة اليومية التي تحقق مطلوبات “الشرطة في خدمة الشعب” بدلاً من الزيارات الشكلية التي لا تقدم ولا تؤخر.. طالما أن المواطن هو الذي يدفع فاتورة التأخير.. وفاتورة إضاعة وقته الثمين.

صحيفة اليوم التالي