عادل الباز

يوميات الذهب.. وصفقة الفاخر.!!.(2)


لابد أن الذين اعتقدوا أننا سنتوقف عن مطاردة صفقة الفاخر الفاسدة يئسوا وأدركوا أننا لن نفعل قبل أن تتوقف المهزلة بعد انكشفت عوراتها. الحقيقة أن المهزلة في فساد صفقة إنما تمتد للقطاع كله.والمؤسف أن السادة الوزراء والمديرين وبعض الصحفيين المتعجلين والذين تنقصهم المعلومات الصحيحة يدلون بآراء وتصريحات تربك تجارة الذهب أكثر من تفيدها . الأسبوعان الماضيان كانا قمة في مهازل الذهب كما سنرى.
2
السيد وزير المالية في برنامج عثمان ميرغني مع السيد رئيس الوزراء حمدوك قال إن كمية الذهب التي تهرب يومياً تبلغ 450 كيلو!!. بينما يقول وزير الطاقة والتعدين والكهرباء مهندس عادل إبراهيم علي فى لقاء الأسبوع الماضي في صحيفة الأحداث الإلكترونية (إن إنتاج البلاد من الذهب حسب تقديرات 2019 يبلغ 120 طناً ،مبيناً أنها تقديرات قائمة على أساس التركيز في الحجر الذي يحتوي على الذهب الذي يدخل الأسواق، ورأى ان هذه التقديرات ليست بعيدة من الإنتاج الحقيقي).
3
إذا أخذنا بكلام السيد وزير المالية الكميات المهربة من الذهب بـ 450 كيلو يعني ذلك أن الإنتاج السنوي بتقدير 25 يوم عمل 135طناً فى السنة(25 يوم*450 كيلو*12 شهر= 135000 كيلو أي 135 طناً). وهذه هي كميات الذهب المهرب بينما كميات الذهب المنتجة كلها 120 طناً بحسب الوزير المختص!!.. فمن نصدق وزير المالية أم المعادن؟!!.. دعك من شركة الفاخر التي أفادت بداية هذا الأسبوع أن الذهب المهرب يبلغ 200 طن وعثمان ميرغني بعد لقاء حمدوك الأول 250 طناً بحسب إفادته فى إذاعة هلا المحترمة.
معدل الذهب سيطرت عليه الحكومة وصدرته في آخر تقرير رسمي صادر من وزارة المعادن العام الماضي أن صادر الذهب في النصف الأول من العام 2019 بلغ30 طناً يعني العام كله بلغت كمية الذهب المصدرة رسمياً 60طناً (63 في تقرير رسمي).إذا أضفنا الصادر الرسمي للمهرب يصبح إنتاج السودان من الذهب هو حوالي 200 طن في العام وهو أعلى من إنتاج غانا الدولة الأولى التي تصدرت الدول الست المنتجة للذهب في إفريقيا بـ158 طناً!!.
4
في تاريخ 9يونيو 2019 أصدر موقع بلومبيرغ أشهر موقع اقتصادي في العام تقريراً قال فيه (تصدرت غانا قائمة الدول الست الكبرى المنتجة للذهب في قارة إفريقيا بإجمالي إنتاج بلغ 158 طناً في عام 2018. وجاء في المرتبة الثانية -حسبما أفادت مجلة جون أفريك الفرنسية- السودان بإنتاج بلغ 127 طناً، في حين حلت جنوب إفريقيا في المرتبة الثالثة، متخلية عن موقع الصدارة في إنتاج الذهب الإفريقي، بإجمالي إنتاج وصل 119 طناً، بتراجع بلغت نسبته 13.14% مقارنة بإنتاجها للعام 2017.وحلت مالي في المرتبة الرابعة، بإنتاج 49 طناً، تلتها غينيا بإنتاج 47 طناً، في حين أتت بوركينا فاسو في المرتبة السادسة بإنتاج بلغ 44طناً في 2018. لاحظ أن جنوب إفريقيا متصدرة 158طناً في العام والسودان حل ثانياً عالمياً بـ 127 طناً فقط.علماً بأن أكبر الدول المنتجة للذهب في العالم تتصدرها الصين 444 طناً مترياً ثم روسيا 300 طن وأمريكا 209 أطنان كندا 180 طناً.فإذا كنا ننتج 200 طن في العام بحسب وزير المالية فإننا بذلك نصبح رابع دولة في العالم بعد الصين وروسيا وأمريكا .سعر الذهب عيار 24 وهو غالب نوعية ذهبنا سعر الطن منه بـ5085000 دولار( سعر بورصة أمس) فبإنتاج 200 طن يفترض أن تكون عوائدنا إنتاج من الذهب في العام 10 مليارات دولار تقريباً. وفي كل السنوات العشر الماضية لم تصل عائدات الذهب أكثر من مليار وثلاثمائة مليون دولار في أعلى تقدير لها.
5
خلاصة الأمر أن ما يصدر من السادة الوزراء من تصريحات وما تصدره وزارة المعادن من أرقام لا تستند إلى أي مصادر حقيقة وهي أرقام لا يمكن الاعتماد عليها، فلا أحد حتى الآن يعلم كميات الذهب المنتجة أوالمصدرة أو الكميات المهربة عبر الحدود المفتوحة شرقاً وغرباً وجنوباً وعبر بوابة التهريب الكبرى مطار الخرطوم .فى عام 2018 أعلنت وزارة المعادن أن الذهب المصدر 63 طناً بينما دونت السجلات الرسمية لطيران الإمارات أن الذهب الذي تم ترحيله وتصديره بلغ 107 أطنان!! بالله شوف.نواصل

صحيفة الوم التالي


تعليق واحد

  1. معروف تماما ان الامارات هي من تشجع وتعمل علي تهريب الذهب من السودان ولديها وكلاء تهريب في حلايب والدمازين وهي تفعل ذلك في العلن ولا تري مخالفة في الامر. علينا ان نراقب الحدود والمطار ونعدم المهربين ونصادر الكميات لصالح الدولة ونطرد المعدنين والسماسرة من دول الجوار وهذا ما فشل فيه الكيزان ولو نجح فيه حمدوك فهذا سيكون الحل الاكيد والاسرع والاوفر حظا من كل الحلول الاقتصادية . . فقط قوانين رادعة ورقابة صارمة ولن نعدمها ياحمدوك بالارادة ولجان المقاومة بدل رقابة الدقيق تراقب الذهب