( كورونا ).. ما بعد الاشتباه !!
وزير الصحة الدكتور أكرم علي التوم كان موفقاً في إعلانه عن ظهور حالتي اشتباه محتملة للإصابة بفيروس “كورونا” في السودان.
أكرم قال في تصريحات محدودة بمجلس الوزراء أمس إن إحدى الحالتين لمواطن من الخرطوم والأخرى لمواطن من ولاية الجزيرة، وأن الحالتين قدمتا من الصين عبر مطار الخرطوم الدولي، إحداهما عبر إثيوبيا، والثانية على متن الخطوط المصرية، وأضاف أن السلطات الصحية ستقوم بعزل الحالتين والقيام بالعناية اللازمة على الرغم من عدم وجود علاج.
على صفحتي في الفيسبوك استحسنت ما فعله الدكتور أكرم التوم وزير الصحة الاتحادي صاحب الأداء المهني حتى الآن.
العديد من الانتقادات وجهت للدكتور أكرم وهو يعلن عن مجرد( حالات اشتباه) قبل التثبت بالفحوصات المعملية من وجود المرض .
لاحظت أن صوت معارضي أداء حكومة قوى الحرية والتغيير وطريقة دكتور أكرم في إدارة الشأن الصحي يسيطر على الآراء الرافضة لخطوة إعلان الاشتباه.
ما لم يسعفنا التفكير الإيجابي المنزه عن الخلاف السياسي في التعامل مع القضايا ذات الطابع الفني الذي لا يحتمل التسييس فإن حالنا لن ينصلح وسنظل ندور في حلقة الحكم والمعارضة المفرغة فينهار الوطن ويتضرر المواطن.
من المؤكد أن الوزير استخدم نهجاً علمياً في التعامل مع القضية، حتى الاشتباه حسب ما أعلم نهج متبع في التصدي للوبائيات ويتم وفقاً لاشتراطات علمية وتقاليد متبعة توافرت في حالتين مكنتا الوزير من إضاءة الإشارة الحمراء.
الاشتباه اعتمد على وجود مؤشرات للإصابة بالمرض وفقاً للحالة الصحية للمريضين خاصة وأنهما دخلا عبر مطار الخرطوم من الصين مركز الوباء في العالم والحاضن الأول للمرض، فقد أثبتت التقارير حتى الآن وفاة 130 وإصابة أكثر من ستة آلاف صيني بالمرض.
بالطبع أصبح مرض كورونا الآن وباءً عالمياً، وقد أعلنت الصين الكثير من التدابير التي تحول دون ذلك، وتصدت كل الدول في المنطقة عبر إجراءات واحترازات للحيلولة دون تفشي المرض ما بين الإعلان عن إصابة أو اتباع إجراءات عديدة أهمها العزل للمصابين والرقابة للقادمين من المطارات الصينية. قبل أيام تابعنا بيان الجالية السودانية بالصين حول تنوير وزارة الخارجية الصينية للبعثات الدبلوماسية والإجراءات المتخذة للسيطرة على المرض والحيلولة دون انتشاره كوباء عالمي.
ما فعلته وزارة الصحة السودانية يتماهي مع جهود محاصرة المرض ويعبر عن حالة استنفار مبكرة تحتاجها بلادنا ( الماناقصة أصلاً) بلاوي الكورونا والوباء.
المهم في الأمر الآن بعد إجراء الوزارة وإعلان الاشتباه في حالتين لا بد من تكثيف حملة توعية سريعة للتنبيه بمخاطر المرض، وتخصيص مراكز للمراجعة في كل موقع بالسودان يلجأ إليه المواطن كل ما أحس بالأعراض التي يفترض أن يعلمها تماماً.
نسال الله أن يحفظ بلادنا وأهلها
ويعين القائمين على الأمر في وزارة الصحة على التصدي للأمر بما يلزم من إجراءات وتدابير مطلوبة في التعامل مع الوباء إن وجد أو محاصرة دخوله عبر المنافذ المعلومة.
صحيفة اليوم التالي