سهير عبد الرحيم تكتب: ليبيا نفر!!
أول أمس أمسكت بهاتفي وبدأت في النقر على لوحة الأرقام وأنا أضغط (…….0994)، الرقم لشركة اتصالات سودانية أي أنه رقم محلي ولكن بدا أن صاحبه يستخدم خاصية التجوال الدولي، قلت له معاي سيف أجاب نعم. قلت له أنا فلانه وقد أعطاني رقمك خالك..، الفتى رحب بي وبدأنا الحديث .
لم يكن سيف إلا واحداً من أولئك الشباب الذين سافروا للعمل في الإمارات واكتشفوا أن العمل في تأمين منشآت نفطية في منطقة رأس لانوف بليبيا.
الشاب والذي تحدثت معه طويلاً حتى انقطع الخط لم يبدو لي أنه من الشباب الذين يرغبون في العودة الى الخرطوم، بمعنى أنه ورفاقه كانوا ينتظرون وحسب قوله حديث مدير الشركة الذي وعدهم بأنه سيخاطبهم في الغد .
سيف قال لي بأن حديث الإدارة يدور حول طرح عدة خيارات من بينها من يرغب في العودة الى السودان سيعيدونه ومن يرغب في العمل في تأمين المنشآت النفطية بليبيا سيعينوه ومن يرغب في العمل بالإمارات سيدعوه يعمل بالإمارات .
ما ينبغي قوله، إن تلك القضية تتمحور في إطارين مهمين. الأول هل وكالة اماندا وايثار متورطتين في الأمر، بمعنى هل هناك تواطؤ..!؟ وهل يعلم أصحاب هذه الوكالات تفاصيل العمل في الإمارات ام أنهم مجرد مكاتب استخدام تعلن عن وظائف في الصحف وتحصل جراء ذلك على أجرتها المعتادة؟.
والسؤال الآخر هل تم التغرير بهؤلاء الشباب؟، بمعنى هل تم ترحيلهم الى ليبيا دون موافقتهم..؟؟، وهل العمل في ليبيا ضمن قوات حفتر كما يشاع ام أنه تأمين منشآت..؟؟ .
والسؤال الأهم لماذا لم يعد بقية الشباب وإنما عاد منهم ٥٠ فقط؟ وهل يرغب الباقون في تأمين المنشآت الليبية يدفعهم لذلك المرتب الكبير المجزي؟ .
خلاصة الأمر، ما لم تدعم الحكومة قطاع الشباب بوظائف جاذبة ومرتبات مغرية ومشاريع طموحة، وما لم تعمل الجهات المسؤولة عن محاربة العطالة واحتواء هؤلاء الشباب وتقديم وسائل إنتاج تعينهم على بناء مستقبلهم، فسيتسلل شبابنا طوعاً وليس كرهاً الى الخارج ولن يهمهم وقتها إن كان تأمين المنشآت في طرابلس الملتهبة او اللاذقية المدمرة او تعز المنتحبة ليل نهار .
خارج السور
وفروا فرص عمل حقيقية ومجزية للشباب داخل أرض الوطن بدلاًعن التباكي على أرصفة السفارات..
صحيفة الأنتباهة