منوعات

تعرّف إلى الدولة التي لا يعترف بها أحد سوى 3

تقع ترانسنيستريا على الحدود بين أوكرانيا ومولدافيا على طول 400 كم، وعلى الرغم من أنها جمهورية غير موجودة رسميًا، إلا أنها تمتلك دستورًا، حكومة، جيشًا، عملة وجوازات سفر لا فائدة منها لسكانها البالغ عددهم 500 ألف.

ولم تعترف بالدولة الأوروبية الشرقية أي دولة عضو في الأمم المتحدة، على الرغم من إعلان استقلالها عام 1990، قبل عام من انهيار الاتحاد السوفييتي، وتوصف بأنها مكان غريب لأسباب عدة، من بينها شوارعها التي أطلقت عليها أسماء وتواريخ شيوعية مهمة، وتمثال لينين الذي يحرس مبنى البرلمان، ما يجعلها تبدو وكأنها ما زالت عالقة في الاتحاد السوفييتي، وفقًا لموقع “بي بي سي”.

وعلى الرغم من أنّ الدولة الصغيرة تعتبر جزءًا من مولدافيا وتمولها روسيا، إلا أنها فخورة بمسيرتها الخاصة، ومع وجود عدم إمكانية الوصول للدول الـ3 الوحيدة التي تعترف بها، وهي أبخازيا وجمهورية أرتساخ وأوسيتيا الجنوبية، باعتبارها أيضًا مناطق متنازع عليها، تحول جواز سفرها إلى وثيقة لا فائدة منها.
ويحمل معظم سكانها جنسيات أخرى، إما روسية أو مولدافية أو أوكرانية، ما يجعلهم غير محاصرين بالفعل داخل حدود بلدهم، الذي يتميز بالمصانع السوفييتية المهجورة ومزارع العنب، التي تزود مصنع تقطير البراندي “كي فينت” في العاصمة تيراسبول، بالمواد الأولية.

وهاجر معظم سكان تيراسبول للبحث عن فرص عمل في روسيا، وانخفض عددهم فعليًا للثلث منذ إعلان استقلال ترانسنيستريا قبل 30 عامًا، بسبب تدهور الوضع الاقتصادي بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، ولأنّ الحياة لم تعد سهلة والأجور أقل مما هي عليه في مولدافيا، التي تعتبر من أفقر بلدان أوروبا.

وحاولت جمهورية مولدافيا السوفييتية الاشتراكية، التي تُعرف اليوم باسم جمهورية مولدافيا، تهدئة الأقليات العرقية الروسية في ترانسنيستريا في أواخر الثمانينيات، إلا أنّ خطوة حظر اللغة الروسية كانت النقطة الحرجة، التي دفعت ترانسنيستريا لحماية تراثها الثقافي، وإعلان جمهورية برايدنيستروفيان المولدافية الاشتراكية السوفييتية المستقلة، في 2 سبتمبر/أيلول عام 1990.

وعلى الرغم من أنّ ترانسنيستريا شهدت نزاعات مسلحة لمدة وجيزة بعد إعلان استقلالها، إلا أنها مكان مسالم منذ ذلك الحين، وتتزايد السياحة إليها يومًا بعد يوم، بسبب متعة استكشاف الحدود المنسية لأوروبا الشرقية التي يشعر بها زائروها، قبل ظهورها كدولة رسمية على الخريطة، وهو شيء قد يبقى بمثابة حلم لمن يعتبرونها وطنهم.

العربي الجديد