رأي ومقالات

ولماذا لا يعتذر البرهان ؟!


لاشك أن ماقام به رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان من خطوة لتطبيع العلاقات مع اسرائيل، هو الحدث الكبير الذي يحتاج الى كثير من التحليل والتمحيص والبحث، ولكن يبدو أن الخطوة لم يقف تأثيرها وصداها السلبي على كونها أحدثت (شقاً) وانقساماً بين المكونات السياسية السودانية، وان تيارها تعدى تخوم أهمية علاقات السودان مع الدول الخارجية (وجودها او عدمها)، بل ألقت بظلالها السالبة على العلاقات والتفاهم والشراكة مابين المكون العسكري والمكون المدني وصلت بهم الى حد التوتر بينهما، ولا شك أن رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك له أكثر من سبب يجعل الخطوة تغضبه وتثير حفيظته، لأنها وبغض الطرف عن صحتها او مكامن الخطأ فيها، الا انها تعتبر تعدياً واضحاً على صلاحيات مجلس الوزراء وخرقاً للوثيقة الدستورية، ومعلوم ان القرارات المصيرية لا تؤخذ هكذا، فالحكومة إنتقالية لا مرتكز لها سوى الوثيقة الدستورية.. ومثل هذه القرارات لا تصدر إلا من أرضية دستورية صلبة أساسها الجهاز التشريعي والبرلماني الذي لا وجود له واقعاً الآن، فالبلاد تسيرها قوانين مؤقتة لم تجاز عبر نُظم دستورية او برلمانية.. فلطالما ان الخطوة خرقت الوثيقة الدستورية فهذا يعني انها تغولت على صلاحيات( حمدوك)، بالتالي تغولت على شرعية الثورة وأهدافها ودستورها ومن حق حمدوك أن (يزعل ).
وبالأمس حملت الأخبار أن وفداً من مجلس السيادة وفي تسوية الأزمة مع مجلس الوزراء، على خلفية لقاء رئيس مجلس السيادة الفريق أوّل عبد الفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يزور حمدوك.
وقال مكتب الإعلام بمجلس الوزراء في بيان صحفي إن رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك استقبل بمكتبه نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو وعضوي مجلس السيادة صديق تاور وعائشة موسى محمد.
.والبرهان بتصرفه هذا الذي تعدى به على ميثاق دستوري مؤقت يسند أمر السياسات الخارجيه وتوجيهها لمجلس الوزراء القومي الذي هو من يدير ويشرف على دفة العلاقات الخارجية ورعاية المصالح القومية، كان يجب أن يكون أكثر شجاعة وجرأة ويعتذر لحمدوك ومجلسه، لكي يستقيم ظهر هذه الحكومة، وللحفاظ على العلاقة المشتركة بين المجلس السيادي بشقيه العسكري والمدني ومجلس الوزراء من جهة أخرى.
ولتفويت الفرصة على المتربصين الذين لا يريدون لهذا الوطن أمناً ولا استقراراً، كما انه لابد من مراعاة الوصف الوظيفي لكل كيان فخلط الأوراق وتداخل الإختصاصات في هذا المحيط حتماً سيؤدي إلى غرق هذه المركب التي يأخذها موج الصراعات من كل جانب وحينها لن يجدي البكاء على اللبن المسكوب.
أم ان للبرهان رسالة أخرى يريدها ان تصل لحمدوك وحكومته وشباب ثورته ان المكون العسكري بهذه الخطوة يضع أول حجر أساس لبناء هيبته وسيطرته على الحكم دون مراعاة لفاتورة ممهورة بالدماء جاءت به الى هذا المقعد.. وانه عندما تتسع ساحات المصالح الشخصية تضيق معها تلقائياً مصالح الشعب والوطن.
طيف أخير :
أدين بكل الاحترام لكل من يهتم لأثر الكلمة فيضع الناس موضع نفسه

اطياف
الجريدة


تعليق واحد

  1. جميعهم عملاء للدرهم الاماراتي
    – يسقط (حمدوك – برهان – حميدتي) الى مزبلة التاريخ مع ال الخليج واليهود وفرعون وهامان .
    – و يبقي ( المسجد الاقصى ) اولى قبلة المسلمين .