بديع .. يا الشفيع
لو كنت واحداً من الذين حضروا حديث الشفيع خضر عضو الحزب الشيوعي (المفصول)، في جلسته التي جاءت عبر تسجيل (فيديو مسرب) كشف فيه أن رئيس ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺃﻭﻝ ﺭﻛﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻥ ﺃﺑﻠﻎ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء ﻋﺒﺪ ﷲ ﺣﻤﺪﻭﻙ ﻭﺣﻤﻴﺪﺗﻲ ﺑﺸﺄﻥ ﻟﻘﺎﺋﻪ ﺑﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ والذي قال فيه أن ﺃﻱ ﺣﺪﻳﺚ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻏﻴﺮ صحيح و أن البرهان ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻘﺎء ﺳﻴﺘﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﺮﻳﺔ، ﻭﻛﺸﻒ ﺧﻀﺮ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻱ ﻟﻢ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﺑﻞ ﺍﻟﺘﻘﻰ ﺑﻪ ﺃﻳﻀﺎً ﺭﺅﺳﺎء ﺩﻭﻝ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﻣﺎﺗﻢﺧﻄﻮﺓ ﻧﺤﻮ التطبيع.
بديع ياشفيع ( يعني الخطوة نحو التطبيع لسه ماطبعنا) دعونا من هذا ولنبقى في دائرة (جدل معرفة حمدوك وعدم معرفته) فلو كنت هناك لما استمعت لهذه التصريحات الفضفاضة التي لا تخرج عن كونه مجرد (اجتهادات شخصية) ومزايدات سياسية ولايمكن أن نعتمدها كدليل قاطع يؤكد أن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك كان على علم باللقاء، وأنه يكذب ويتجمل في ذات الوقت بمعاونة وزيره بوزارة الاعلام الاستاذ فيصل محمد صالح، والشفيع خضر إذا كان يريدنا أن نأخذ حديثه محمل الجد نسبة لعلاقته الوطيدة بحمدوك فقد أثبت لنا الشفيع مما لايدعو مجالاً للشك أنه بعيد كل البعد عن رئيس مجلس الوزراء، فإن كان غير ذلك لما كان خرج منه هذا الحديث الذي يهزم رئيس مجلس الوزراء حتى لوكان يملك الدلائل والبراهين ناهيك عن تصريحات جلسة (مجهولة ) لايدري أحد عنها، ولو لاحظ كل من تابع حديث الشفيع أن الأخبار أوردته كفيديو مسرب ولم يكن حديثاً لأجهزة الاعلام أو تصريحاً لاحدى الصحف، وتسريب الفديو يجعلنا نذهب أبعد من طاولة الجدل في حقيقة علم حمدوك وعدم معرفته، لنطرح سؤالا آخر وهو هل تسريب حديث الشفيع مقصود لإحراج حمدوك ووزير الاعلام لحسم الجدل وقيادة الراي العام إلى تبرير خطوة رئيس مجلس السيادة وخلق أرضية صلبة لقبول الاتفاق مع اسرائيل والعمل على غرس مزيداً من الزهور والورود على الطريق المؤدية إلى بوابة التطبيع لأن يكون واقعاً يجب أن نتعايش معه.
ويبقى حديث الشفيع واحداً من التصريحات السياسية التي تقوم على التحليل ولافرق بينها وبين الآراء المتابينة التي تدور في أروقة السياسية لتبين موقف كل حزب أو شخصية سياسية، لذلك يمكن أن يخرج غدا قيادي بقوى الحرية والتغيير ويقول أن حمدوك ليس على علم بزيارة البرهان ليأتي آخر ويقول لك (لا حمدوك على علم ) وان البرهان (لايمكن ان يخطو خطوة كهذه دون أن يشاور حمدوك ) واخرج أنا غدا في زاوية صباحية لأقول حمدوك ليس على علم إذا مالفرق، فنحن تجاوزنا هذه التحليلات وأن اضفنا لها حديثا آخر نبقى فعلاً لم نبارح مسرح الاجتهادات، وماحدث من تكذيب وتبادل بيانات وتصريحات هي أشبه بالاتهامات التي تحتاج منا إلى دليل قاطع ربما لايكون مقنعا إلا أن يلقي به البرهان في بركة الجدل المتحرك حتى نقول نحن (قطعت جهيزة قول كل شفيع )
طيف اخير
ولاتعجبوا إن القوافي حزينة فكل بلادي في ثياب شقاء
صباح محمد الحسن
الجريدة