رأي ومقالات

ضياء الدين بلال: (خرمجة) وأكاذيب!


-١- لم أكن أرغب في الكتابة عن موضوع الحجز الجائر الكائد على صحيفة (السوداني)، فقضايا الوطن الكبرى تستحق الآن كل الاهتمام.
المشاكل والأزمات تمسك بتلابيب المواطن وتحيط به من كل جانب.
فقصة الحجز على (السوداني)، أنموذج مثالي يعكس ويوضح كيف يدار الشأن العام، حينما تختبئ الأجندة الشخصية في تلافيف الهموم الكبرى.
أهم مؤشرين يبرزان في تداعيات قضية الحجز: ضعف الكفاءة ، وعدم المصداقية.
-٢-
دعونا نشرككم أعزائي القراء، في بعض التفاصيل المفاجئة والفاجعة التي ستثير سخرية البعض واستياء الكثيرين.
من يصدق أن خطاب الحجز الذي تم تنفيذه عبر دوشكات الدعم السريع، وأعلن في مؤتمر صحفي منقول على الهواء، جاء إلى إدارة الصحيفة معنوناً بكلمة (سري)!
نعم، سر معلن!
الخطاب سلم للصحيفة بلا تاريخ، وذلك ليس على سبيل السهو، ولكن لإخفاء أن التنفيذ تم قبل صدور القرار في الأساس!
أرادت اللجنة بتعمد عدم كتابة التاريخ ذلك التحايل للخروج من الورطة القانونية!
طيب ما هي الورطة؟!
إذا كتب التاريخ بأثر رجعي وقت التنفيذ، سيفتح عليهم باب الطعن بالتزوير!
وإذا كتب بالتاريخ الحديث بعد أسبوع من التنفيذ، هذا يعني بطلان الإجراء، كيف تنفذ حجزاً قبل صدور قرار من الجهة المعنية؟!
للخروج من هذه الورطة المزدوجة، تم عن عمد تجاهل كتابة التاريخ!
-٣-
قانون إزالة التمكين، ينص بوضوح على أن الجهة المعنية بتنفيذ الحجز هي النيابة لا الدعم السريع!
اللجنة المتعجلة عن جهل، كتبت في الخطاب خطأ، اسم القانون الذي يخول لها الإجراء..!
وكيل وزارة الإعلام، وهو ليس عضواً في اللجنة، عقد مؤتمراً صحفياً باسمها وتحت لافتتها بالقصر الجمهوري!
-٤-
ما سبق، يجتمع فيه ضعف الكفاءة وعدم المصداقية معاً.
أبرز دليل وشاهد على التخبط وفقدان المصداقية، التصريحات المتناقضة والمتضاربة عن سبب، وجهة الحجز.
في البداية ذكرت اللجنة أن الحجز تم على الاشتباه، وفي مرة قيل إن هنالك معلومات (فلان قال لعلان)!

في تصريحات أخرى، ذكر وكيل الإعلام (نافع المر)، أن المعلومات قدمت لهم من جهاز الأمن!
حينما استفسرنا المسؤول عن الإعلام بالجهاز، أقسم أن ما قيل غير صحيح، وختم قائلاً: (حرم الكلام ده ما صاح)!
-٥-
حينما اشتد الحصار بالحقائق وتحدينا لهم، أصبح كل طرف يقذف كرة اللهب في ملعب الآخر ثم يولي هارباً!
عضو اللجنة صلاح مناع قال لـ(كنداكة نيوز)، إن وزارة الإعلام قامت بترتيب ملف تلك المؤسسات، وأكد في الوقت نفسه، أن جميع الملفات جاءت للجنة من الوزارات!

وكيل الإعلام جاء هذه المرة مضطرب الخطى، متلعثم الكلمات، ليقول في حوار مع (الصيحة) :(وزارة الإعلام لا علم لها بأسباب حجز وإيقاف السوداني)!

الوكيل بعد يوم من الحجز قال في تصريح صحفي :الصحف ستعاود الصدور خلال يومين، أمس بعد أكثر من شهر أفاد الصيحة :قبل الخميس القادم ستعود الصحف!
وزير الاعلام المتواطئ بالصمت، قال ان الصحف ستعود بعد حسم قضايا الملكية!

وجدي صالح عضو لجنة ازالة التمكين في المؤتمر الصحفي الأخير قال ان الصحف ستعاود الصدور خلال أسابيع، ثم استدرك قائلا:( خلال أيام)!
-٦-
سألني كثيرون عن الأصابع الماكرة التي دفعت بـ(السوداني) في دائرة الاشتباه؟؟
قلت لهم للأسف زملاء سابقون وحاليون من ذوي الشجون الصغرى على وصف المحترم عمر الدقير، قاموا بمهمة التحريض، وصادف ذلك هوى بعض النافذين في السلطة، وهم كبعض السابقين في نظام الإنقاذ تزعجهم استقلالية (السوداني) وخطها المهني غير الهياب!
-٧-

أحد هؤلاء صحافي رياضي فاشل، كان يعمل بصحيفة (الرأي العام ) المحجوزة، وزوجته كانت تعمل صحافية بـ(السوداني)!
وهو لا يزال يواصل التحريض الحقود على صفحته البائسة في الفيسبوك، الفقيرة من حيث المتابعة والتفاعل!
له ادعاءات ثورية ساذجة، عادة ما تحترق مع تبغ (كدوسه)، يضيف إليها عبارات كنيفية بذيئة تجعل القلة المتابعة يتحسسون مناديلهم.
-أخيراً:-
من أعظم فوائد هذه المحنة رغم مكر الماكرين وكيد الكائدين، (السوداني) الآن، تحلق عالياً في فضاءات الأسافير يتابعها آلاف القراء داخل وخارج الوطن، بينما هم معتقلون في قاع حقدهم المرير.

ضياء الدين بلال